&
بدأ الجيش امس تنفيذ تدابير امنية وميدانية متشددة على مداخل مخيم عين الحلوة في ما يعكس تقدم قضية "عصبة الانصار" الاسلامية الى الواجهة عقب البيان التحذيري الشديد اللهجة الذي اصدرته قيادة الجيش اثر تعرض حاجز عسكري عند مدخل المخيم لالقاء عبوتين صباح الاربعاء.
وكثفت الحواجز العسكرية اجراءاتها المشددة على مداخل المخيم الرئيسية والفرعية وفي محيط "مخيم الطوارئ" الذي تسيطر فيه "عصبة الانصار" قبالة محلة التعمير. وأعلن وزير الدفاع خليل الهراوي ان التدابير التي يتخذها الجيش في محيط المخيمات "ستكون اكثر تشدداً ومراقبة، وان أي اعتداء جديد سيستدعي رداً مناسباً تحدد طبيعته في حينه ومن غير الوارد التساهل في هذه المسألة".
في غضون ذلك توالى صدور مواقف اوروبية وأميركية من موضوع تصنيف "حزب الله" الذي ادرجته الولايات المتحدة في لائحة المنظمات الارهابية.
وفي هذا السياق شرح السفير البريطاني ريتشارد كينشن، عقب لقائه امس رئيس الحكومة رفيق الحريري، موقف بلاده قائلاً: "اننا نعتقد ان هناك داخل حزب الله قدرة ارهابية وقد حاولنا في شباط الحظر على هذا الجزء من حزب الله وتجميد امواله واعترفنا ايضاً بأن في الحزب جناحاً سياسياً وانه ينفذ برامج رعاية اجتماعية مشروعة".
وفي باريس (من جورج ساسين) جدد وزير الخارجية الفرنسي اوبير فيدرين امس موقف بلاده المعارض للضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة في شأن تنفيذ اللائحة الاميركية الثالثة التي تتضمن اسم "حزب الله".
وقال في حديث اجرته صحيفة "لوموند" امس: "اذا فرضنا على بعض الدول - سوريا ولبنان على سبيل المثال - اطلاق صفة الارهاب على بعض المجموعات التي لا تعتبرها كذلك بسبب المناخ السياسي المحلي، فاننا سنخلق مشاكل في مواصلة الحرب ضد الارهاب وتمويله".
وأضاف: "ان التزام عدد كبير من الدول ضد الارهاب هو فعلي. لا اعتراض على ان الرد على تنظيم "القاعدة" هو فكرة شرعية. وثمة عزيمة حقيقية لمواصلة النضال ضد الارهاب".
وأردف: "ان مجرد قول الرئيس جورج بوش في خطابه امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة ان الهدف هو اقامة دولة فلسطينية قد عزز الائتلاف" ضد الارهاب.
وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك اعلن في مؤتمر صحافي الثلثاء في ابو ظبي ان المرسوم الجمهوري الذي اصدره بوش "لم يبلغ الى الامم المتحدة، وللبنان وسوريا الحرية في تطبيقه او عدم الاخذ به وذلك استناداً الى القانون الدولي وقرارات مجلس الامن".
الى ذلك، اعلن الناطق المساعد للخارجية برنار فاليرو امس ان مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية ايف اوبان دولا ميسوزيير سيقوم بجولة على كل من الاردن وسوريا ولبنان بين 17 و20 من الشهر الحالي، ويسلم الملك عبدالله الثاني بن الحسين والرئيسين السوري بشار الاسد واللبناني اميل لحود رسائل من الرئيس شيراك.
واضاف: "ان هذه الجولة تندرج في اطار المشاورات الدورية التي تجريها فرنسا مع كل دول المنطقة، وهي ستكون مناسبة لتبادل وجهات النظر في الوضع الدولي (الحرب ضد الارهاب وافغانستان) وبالطبع في شأن الشرق الاوسط".
اما على الصعيد الاميركي، فأوردت الصحيفة الاميركية الالكترونية "وورلد تريبيون كوم" في موقعها على الانترنت، نقلا عن مصدر حكومي اميركي، ان "وزارة الخارجية الاميركية والبيت الابيض اتفقا على ان ضغطا مهما على لبنان او سوريا قد يحول الانظار عن العملية العسكرية على افغانستان". واذ لفت الى "ان الدول العربية الحليفة للولايات المتحدة الاميركية، كما فرنسا وروسيا، تعارض حملة اميركية ضد حزب الله"، قال ان "الخارجية الاميركية لا تملك الرغبة الكبيرة لمواجهة مع لبنان او سوريا في موضوع حزب الله، والطلب الاميركي من لبنان اتخاذ اجراءات قاسية بحق حزب الله كان يقصد به تهدئة الكونغرس الاميركي واسرائيل".
واشار الى "ان لبنان خشي ان تعمد واشنطن الى منع المصارف اللبنانية من العمل في الولايات المتحدة"، لكنه رأى "ان رؤية مماثلة لا بدو انها ستتحقق في القريب العاجل". (النهار اللبنانية)
&