&
ف ع: لدينا في مهنة الصحافة تعبير نادرا ما نستخدمه ألا وهو "الصورة تحب" هذا الشخص أو ذاك، ونحن نادرا ما نستخدمه لان الكاميرا والصورة نادرا ما تحب الساسة والشخصيات العامة. في المهنة تعلمنا ان نميز جيدا بين من تحبه الصورة ومن يحب هو
الصورة والمصورين، وان كنا نتعامل بنفس القدر والقيمة مع الاثنين إلا ان الأمر ينفضح حين تخرج الصور على صفحات الصحف والمواقع، فالقارئ والناظر والرائي يستطيع دائما التمييز بين هذا وذاك، ويستخدم عادة الناس تعبير "ممثل" عن الفئة الثانية التي تعشق الصورة.
المهندس علي النعيمي وزير النفط والطاقة السعودي هذا الرجل الذي دخل إلى النفط وامضى عمره في اختصاص السير بين النقاط وشن المعارك التي لم تكن دائما رابحة، ينتمي إلى الفئة التي
"تحبها الصورة " وهو بطبيعته رجل يخوض معاركا ضارية احيانا يساوم فيها واحيانا يطلق تصريحات عن لسان المنظمة العملاقة منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" واحيانا ينطق غيره من وزراء النفط ومسؤولي المنظمة بلسان حاله، وحينا يسخر بهدؤ من القرارات التي "توحي" بما يجب ان تتخذه المنظمة من قرارات وأخرى يستهجن الربط ما بين حصص الإنتاج والأسعار، ثم يعود ليؤكد على ضرورة ضبط الأسعار عبر الالتزام بحصص الإنتاج، ويتحرك كسفير للملكة ولكافة دول "أوبك" بين المصدرين من غير الأعضاء في المنظمة، ودائما يكون هناك مصورون صحافيون يلتقطون صورا تبدوا لنا ممتازة.
لا يكف عن تحريك يديه، حين يتحدث يستخدم اشارات يديه، ربما ليجذب انتباه السامعين، ربما لا يمكننا دائما استحسان مواقفه التي هي بلانهاية تمثل مصالحا كبيرة في مجال الطاقة على هذا الكوكب، وربما يمكننا بسهولة تسجيل ملاحظات على المواقف المعلنة لهذا الرجل الذي أمضى ما يقارب النصف قرن في الطاقة، ويمكن أيضا ان نوافق أو نعترض على التوجهات العامة التي يسير بموجبها ويسير الطاقة أو قل ثلثي الطاقة الإنتاجية على متن كوكب الأرض، ولكن حين يصلنا
خبر حول تصريح او موقف او زيارة للنعيمي إلى أية بقعة من بقاع الأرض، نحن كصحافيون نعلم ان الصورة التي سترافق الخبر ستكون مثيرة للاهتمام، وهي تستحق النشر في الصفحة الاولى.
أحيانا تصيبنا مواقف النعيمي بالإحباط، أحيانا صمته يصيبنا بالإحباط، ولكن الحصول على صورة مميزة للخبر أمر أخر تماما، انه الرجل الذي تحبه الصورة والكاميرا.