&
القدس- غادر الوفد الاوروبي الرفيع الاثنين القدس بعد ان اصطدم بفيتو من الدولة العبرية اكد عجزه عن التاثير على النزاع الاسرائيلي الفلسطيني في شكل كبير.
ووصل الوفد برئاسة رئيس الحكومة البلجيكي غي فيرهوشتات الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد الاوروبي الى دمشق المحطة ما قبل الاخيرة من جولته قبل ان يغادر الى بيروت.
وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات استقبل الوفد بترحيب كبير في رام الله في الضفة الغربية غير ان الجو كان اكثر برودة بل كان عدائيا في اسرائيل.
ولم يبد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اي بادرة انفتاح خلال لقائه الاول الاحد الوفد الاوروبي الذي كان اقصر من المرتقب، بطلب من شارون، حتى ان هذا الاخير تعمد الاشارة خلال المؤتمر الصحافي المشترك الى نقاط التباين بين اسرائيل والاوروبيين.
وجدد المطالبة بتحقيق فترة هدوء تام لمدة سبعة ايام شرطا مسبقا لاستئناف الحوار السياسي مع الفلسطينيين في حين يعتبر الاتحاد الاوروبي ان الهدوء الذي يسود منذ حوالى اسبوعين يكفي لاستئناف المباحثات.
كما اعرب شارون عن رغبته في ابقاء دور الاتحاد الاوروبي محصورا بالمساعدة الاقتصادية للفلسطينيين.
وقال عضو في الوفد الاوروبي طلب عدم الكشف عن هويته بعد اللقاء "كل ما طرحه الاتحاد الاوروبي قوبل بالرفض، الحكومة الاسرائيلية متصلبة في موقفها ولا نرى ما يمكن ان يحركها".
وقال ان "الوفد الاوروبي اصيب بخيبة وكان يامل تعديل موقف شارون في احدى القضايا".
ولم يخف اعضاء الوفد خيبة املهم وقال رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي ان شارون "كان قاسيا جدا".
وقال الممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي للسياسة الخارجية خافيير سولانا ان مطلب تحقيق الهدوء التام سبعة ايام "حماقة" خارجا عن مقتضيات الدبلوماسية.
وكان سولانا بدا متفائلا في القاهرة المحطة الاولى من جولته مؤكدا انه يامل تحقيق "نتائج ايجابية في الاسابيع المقبلة".
ويأمل الاتحاد الاوروبي تدخلا اكبر للولايات المتحدة في الشرق الاوسط وهذا ما ينتظر ان يكون احدى الموضوعات الرئيسية في خطاب مهم سيلقيه وزير الخارجية الاميركي كولن باول اليوم الاثنين.
وازداد التوتر بفعل تصريحات مسؤولين اسرائيليين ضد الاتحاد الاوروبي عموما والحكومة البلجيكية خصوصا.
وكان مسؤول رفيع في رئاسة مجلس الوزراء في القدس فضل عدم كشف اسمه اعلن السبت رفض اسرائيل قيام الاتحاد الاوروبي بدور اكبر في عملية السلام في الشرق الاوسط.
وقال "ان الاتحاد الاوروبي لا يمكنه ان يأمل في القيام بدور اكبر في المفاوضات بالنظر الى مواقفه غير المتوازنة المنحازة للعرب والمناهضة لاسرائيل".
كما هاجم الاحد رئيس بلدية القدس ايهود اولمرت المقرب من شارون بلجيكا واصفا الحكومة البلجيكية ب"القذرة" في اشارة الى الدعوى القضائية المقامة في بلجيكا في حق شارون حول مسؤوليته في مجازر مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت عام 1982.
ورغم ذلك، لم تحبط عزيمة الاتحاد الاوروبي من لعب دور في الشرق الاوسط وشدد دبلوماسي اوروبي طلب عدم الكشف عن هويته على العمل "الهاديء والمتواصل" لمبعوث الاتحاد الى المنطقة ميغيل انخيل موراتينوس قائلا "من دونه، كان الوضع سيصبح اكثر خطورة".
كما ان لقاء الوفد الاوروبي صباح الاحد مع مسؤولين في المعارضة اليسارية و"حمائم" حزب العمل الاسرائيلي اشاع قدرا من التفاؤل.
ودعا العماليون الوفد الى "عدم التأثر" لموقف الحكومة الاسرائيلية مؤكدين ضرورة "تدخل اوروبي" في الشرق الاوسط.
كما شكل قبول شارون عقد لقاء جديد مع رئيس الحكومة البلجيكية بادرة ايجابية وقد خصص اللقاء للبحث في "المشكلات الامنية".
واعلن رئيس الوزراء البلجيكي للصحافيين الذين يرافقونه على متن الطائرة التي اقلته الى سوريا ان "الاسرائيليين ياخذون الاوروبيين على محمل الجد" اثر التباينات التي بدت بالامس خلال لقاء الاول مع شارون.
وقال "اللقاء الثاني مع ارييل شارون مساء الاحد هو الدليل على ان الاسرائيليين يأخذون على محمل الجد الاوروبيين وان الاوروبيين يعملون بالتعاون مع الاميركيين".
التعليقات