إيلاف : نبيل شرف الدين
علمت (إيلاف) من مصادر استخباراتية عربية ، أن هناك ثمة تغييرات كبيرة ستطال معظم قيادات أجهزة المخابرات العربية ، وذلك في ضوء ما كشفه التعاون الأمني بين أجهزة الاستخبارات الأميركية ونظيرتها العربية ، التي
&كشفت عن وجود قصور فادح في تلك المعلومات ، ومصادر أجهزة المخابرات العربية في أوساط الأصوليين العرب ، لدرجة أن معظم تلك الأجهزة لم تكن تعرف أية معلومات ذات قيمة عن الجيل الجديد من الأصوليين الذين ذهبوا لأفغانستان وانخرطوا في صفوف منظمة "القاعدة" ، منذ العام 1996 وحتى الآن ، وهو الجيل الذي اصطلح على تسميته في أوساط أجهزة الأمن العربية بـ "جيل صدام" ، نسبة إلى أن هذا الجيل تم تجنيده وانخراطه بالكامل بعد حرب الخليج الثانية ، ولا يقصد بهذه التسمية بالطبع وجود صلة بين هؤلاء الأصوليين الجدد ، والرئيس العراقي صدام حسين بالضرورة .
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن التغييرات المرتقبة لن تطال قيادات أجهزة الاستخبارات فحسب ، بل ستمتد إلى أساليب عمل تلك الأجهزة ، التي كان بعضها لا يولي ملف الحركات الأصولية اهتماماً مناسباً ، وباستثناء جهازي المخابرات المصري والسعودي ، الناشطين في هذا المضمار ، فقد اتضح أن بقية الأجهزة الأخرى ، كما يؤكد المصدر الذي رفض نشر اسمه ، لا تمتلك معلومات عن مواطنيها الذين انخرطوا في صفوف أسامة بن لادن ، وهو ما فسرته بأنه أمر ناتج عن ضآلة أعداد هؤلاء الأصوليين الجدد في بقية الجنسيات العربية ، باستثناء المصريين والسعوديين ، غير أن ما اكتشفته المخابرات الأميركية من معلومات استقتها مؤخراً من عملاء لها في الأوساط الأصولية في باكستان ودول الكومنولث السوفيتي السابق ، فقد اتضح أن بين الأفغان العرب من "جيل صدام" ، وهو الجيل الثاني الذي لم يشارك في الحرب الأفغانية الأولى ضد القوات السوفيتية ، أعداد كبيرة من اليمنيين والليبيين والجزائريين والعراقيين والسوريين والفلسطينيين ، وكذا من لبنان والأردن والسودان ، الأمر الذي وضع القيادات السياسية بتلك البلدان في حرج ، حيال هذا القصور الأمني الفادح لأجهزة استخباراتها .