نيويورك ـ من سواني هنت وكريستينا بوسا: منذ أن سيطرت حركة طالبان على كابول في عام 1996 ، اعتاد الغربيون على رؤية النساء الأفغانيات باعتبارهن ضحايا كما هن حقيقة. الآن يجب أن نراهن كعناصر تحالف.
توضح الأخبار القادمة من أفغانستان مقاتلي التحالف الشمالي المنتشين وتراجع طالبان. لكن هنالك صورة أخرى: مشهد النسوة التي يغطيهن البرقع من الرأس حتى أخمص القدم ، يبدين كأنهن يسبحن عبر سطح القمر في خيمهم التي بزرقة السماء.
ينحدر الطالبان من اقليم الباشتون الريفي المحافظ في الجنوب ، حيث الأمية بين النساء وزواج الأطفال هما سمة الحياة.
إن تزامن استضافة طالبان للإرهابيين ونيتهم بتدمير الحداثة واتباع القهر الذي يعود للقرون الوسطى على الأفغانيات ليس مجرد صدفة. إن الإرهاب باسم الإسلام قد ظهر في ثقافات حيث النساء قد أصبحن مختفيات.
في هيكل الحكم الذي سيظهر من الأنقاض ، فإن مشاركة النساء أمر حاسم في الاستقرار. قد لا تكون النساء قادرات على تقديم ما تريده معظمنا بشكل عاجل ـ أسامة بن لادن ـ لكن على المدى الطويل ، نحتاج إلى حداثتهن كعامل معاكس للاعصار الذي ينمو فيه جو الإرهاب. وقد شاركت النساء في ميادين السياسة عبر العالم الاسلامي. رغما عن (أو كرد فعل ) لإرث (القهر) الذي وضعه الخميني ، ساهمت النساء الإيرانيات في التصويت لصالح الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي خلال الانتخابات الرئاسية. كذلك وقفت زعيمتا أكبر حزبين سياسيين في بنغلاديش ، رئيسة الوزراء خالدة ضياء من الحزب القومي والشيخة حسينة واجد من رابطة عوامي ، بثبات ضد الإرهاب في وجه المظاهرات الغاضبة المناوئة للأميركيين في دكا. والتقت رئيسة أندونيسيا ميغاواتي سوكارنو بوتري، بالرئيس الأميركي بوش اظهارا للتضامن ضد الإرهاب، رغما عن النقد اللاذع للمتطرفين المناوئين لأميركا رغم قلة عددهم.
يدرك معظم قادة الدول التي تقطنها غالبية من المسلمين حاجتهم لتوازن الرغبات لأجل الفردية على الطريقة الغربية والرخاء مع مزيد من القيم التقليدية للعائلة والروحانيات.
ومع ذلك فإن التفاوض حول هذا الأمر يعتبر شائكا. الزعماء المحدثين بمحاولتهم الحفاظ على روابط مع الولايات المتحدة في الوقت الذي يواجهون فيه تهديدات داخلية من الإرهاب باسم الإسلام ، فإنهم قد شاركوا في أفعال تتسم بالخطورة عليهم.
كيف يمكننا المساعدة ؟ يمكننا البدء في مخيمات اللاجئين المتمددة في باكستان وإيران ، حيث ملايين من الأفغان ـ 80 في المائة منهم من النساء والأطفال ـ ينتظرون عودتهم لوطنهم عندما تتوقف الحملة العسكرية الأميركية. سوف يعني برنامج ضخم لتعليم النساء والفتيات في هذه المعسكرات تغييرا جذريا ايجابيا في المجتمع الأفغاني.
لحسن الحظ فإن المنظمات التي ستوفر ذلك التعليم موجودة في ، عبر الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية .
انهم يحتاجون للتمويل، لكن الأهم من ذلك ، يجب أن يكون هنالك فهم بأن تقدم النساء ليس فقط في اعطاء النساء هزة خفيفة ، لكن في خلق عالم آمن ، اكثر استقرارا لنا جميعا.
من خلال تشجيع مشاركة أكثر نشاطا وتكاملا للنساء عبر العالم الإسلامي ، يمكننا المساعدة في تعزيز الحداثة.
أدت الهجمات الإرهابية إلى توسيع احساسنا بالخطر. الآن يجب علينا توسيع فهمنا للدفاع ، تبني فهم (أمن شامل) جديد لاختيار أولئك الذين سيساهمون في الاستقرار ، نساء أفغانستان.(الوطن العمانية)
&
&