ايلاف- سمر عبدالملك: وضعت اليمن والولايات المتحدة الاميركية& خلافاتهما الدبلوماسية جانبا ليتعاونا معا في الحملة الاميركية ضد الارهاب. فقد غض الاثنان النظر عن الاحتكاكات التي خلفها تفجير المدمرة كول والتي دامت عشرة سنوات لتصرح مصادر رسمية يمنية ودبلوماسيون غربيون بأن وكالات الاستخبارات الأميركية والسلطات اليمنية تتعاون معا في الحملة ضد الارهاب.
واعتبر وزير الداخلية اليمني رشيد العليمي، أن السلطات الأمنية في بلاده بدأت العمل بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي آيه)، في اعتقال والتحقيق مع مشتبه بارتكابهم اعمالا ارهابية.
&وأكد رسميون في الـ"سي أي آيه" أن عضوا من تنظيم "القاعدة" هو من& بين الذين اعتقلتهم السلطات اليمنية لاشتباهها بتورطه بالاعتداءات الارهابية على الولايات المتحدة. وأفادت السلطات اليمنية بأنها تأمل أن ينتج عن استجواب هذا الشخص معلومات تساعد في الكشف عن خلية واسعة للقاعدة لا تزال تواصل عملها في المنطقة.
وزودت& وكالة الاستخبارات المركزية البمن بتقارير هاتفية وملفات تعود الى المشتبه بأنهم& يعملون مع شبكات ارهابية في اليمن. كما سمحت الحكومة اليمنية& لمكتب التحقيق الفدرالي، ضمن اطار محاولاتها لإثبات حسن النية، أن يبدأ باستجواب المشتبه بعلاقتهم بالاعتداء على مدمرة "كول"، حيث تمكن رجلان في زورق صغير من إعجاز المدمرة عندما توقفت في عدن لتتزود بالوقود.
يذكر انه خلال التحقيقات التي جرت في ذلك الوقت، أفاد شهود عيان على الحادثة بأن الرجلين كانا يقفان منتصبا القامة عند وقوع الانفجار، كما لو أنهما كانا يؤديان تحية تكبير وإجلال للانفجار الذي أودى بحياتهما وهز الكيان الأميركي.
تجدر الاشارة الى أن الشواطئ اليمنية في الفترة التي وقع فيها الاعتداء كانت تحت السيطرة الأميركية، ولم تتمكن سلطاتها هناك من ردع الذين كانوا يطاردونها على تلك الشواطئ. كما لم تدعم السلطات اليمنية التحالف الذي قام ضد العراق.
وإعتبر رسميون غربيون أن هذه الخطوة تأتي في إطار تأكيد السلطات اليمنية على رغبتهم في دعم التحالف الذي تقوده أميركا ضد الارهاب. الا أنه لا يمكنهم تحديد مدى التعاون الذي يمكن لليمن أن يقدمه، خصوصا أن عددا من العاملين في السلطات العسكرية والجيش اليمني يدعمون أسامة بن لادن الذي يزودهم بالمال بحسب ما أفاد رسميون ودبلوماسيون غربيون.
وأعربت مصادر في الحكومة اليمنية عن استعدادها لإجراء مقابلات صحفية خلال هذا الأسبوع، ومنها وزير الداخلية، الذي وصف العمل الذي تقوم به حكومته بأنه "أكثر من المطلوب منها"، حيث قامت بتجميد محلات لبيع العسل داخل اليمن وذلك نزولا عند مطلب الحكومة الأميركية. وتجاوزت السلطات اليمنية ما طلب منها، حيث أنها أخضعت مالكي هذه المحلات الى الاستجواب.
وتجدر الاشارة الى أن الحكومة اليمنية تتخذ منذ شهر وحتى اليوم تدابير أمنية مشددة فيما يخص إعطاء تأشيرات الدخول الى أراضيها، واستجواب الأشخاص الآتين من المناطق المحاذية لأفغانستان كباكستان.
ومن المتوقع أن يبدأ الرئيس اليمني زياراته الى واشنطن يوم الثلاثاء المقبل.