الكلام الذي اطلقه نائب الرئيس الإيراني السيد محمد علي أبطحي، وتحدث فيه عن لجنة ليبية ــ إيرانية تعمل على كشف مصير الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر، اخذ طريقه إلى التنفيذ.
فقد زار وفد ليبي ــ ايراني دمشق قبل أيام، وبحث في هذه القضية مع عدد من كبار المسؤولين, وضم الوفد الشاعر محمد الفيتوري (السوداني الاصل) القريب من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وضابطاً في جهاز الاستخبارات الايرانية، والتقى الرئيس بشار الأسد ونائبه عبد الحليم خدام ووزير الخارجية فاروق الشرع.
وعلمت "الرأي العام" ان الوفد زار اولاً، العميد بهجت سليمان، وتمنى الاخير على ليبيا تأجيل البحث في موضوع الصدر خصوصاً في الظرف الراهن الذي تمر به المنطقة، مشيراً إلى "ان الظروف الدولية لا تسمح باثارة المسألة التي قد تتسبب ببعض المشكلات في لبنان".
الاسد استقبل الوفد لمدة عشر دقائق فقط واستمع الى آراء الفيتوري والشخصية الايرانية، وابلغ الفيتوري الاسد "ان ايران تستعجل انهاء ملف قضية الصدر".
وعند لقاء خدام صرحت الشخصية الايرانية ان بلادها تريد حلاً سريعاً لهذه القضية, وقال الفيتوري ان طرابلس تؤيد ايران في هذا الطرح "ولا مانع لدينا من استفادة حزب الله من هذه القضية ولا سيما ان نبيه بري (رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس حركة "أمل") اهان ليبيا والقائد (معمر القذافي).
وكان جواب خدام ان "سورية غير مستعجلة وتفضل الهدوء والانتظار في معالجة هذا الملف".
أما لقاء الوفد مع الشرع فكان ساخناً بعض الشيء، اذ شكك وزير الخارجية السوري في النيات الليبية والايرانية، وقال حرفياً: "كأن الهدف الهاء سورية في مثل هذه المسائل اليوم".
ويطرح الليبيون امام السوريين ان جماعة ابو نضال هي التي اقدمت على قتل الصدر ورفيقيه في ليبيا من دون علم السلطات.
وسأل الشرع الفيتوري: "هل انتم متأكدون ان جماعة ابو نضال هي التي قتلت الصدر؟" فاجابه: "نعم".
ورد الشرع "اذا احضروا الجثة فلنتفاوض", وهنا سكت الفيتوري الذي ما زال في دمشق وقال: "اريد مراجعة القائد في هذا الشأن".
هذه نتيجة زيارة الوفد لدمشق وذكرت مصادر لـ "الرأي العام" ان الاسد طلب حضور قذاف الدم الرجل الفاعل في ليبيا والذي تربطه قرابة بالقذافي, وقد يزور ابطحي دمشق للغاية نفسها بعد انتهاء شهر رمضان.(الرأي العام الكويتية)