ايلاف- سمر عبد الملك: على الرغم من ان شعبية اسامة بن لادن ليست كبيرة جدا في الصومال، لاسيما وان صور نجوم كرة القدم تفوق صوره على الطرقات، وجهت الولايات المتحدة نظرها نحو هذا البلد الفقير.. ربما تجد فيه هدفها التالي بعد اطاحتها بطالبان في افغانستان، للاشتباه بلجوء قائد تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الى هذه المنطقة الشرقية من أفريقيا.
وونقلت صحيفة "واشنطن تايمز" عن رسميين في ادارة بوش اشارتهم الى إمكانية أن يكون الصومال هدفا مستقبليا للهجمات العسكرية الأميركية خصوصا أن تنظيم القاعدة إستخدمه مقرا للتدريبات العسكرية كما أن بن لادن زاره في السابق.
وتبدو هذه الأمة الفوضوية التي تعاني حاليا من آثار عشر سنوات من الحرب، حيث أن شواطئها بلا حماية وداخلها بلا قانون وإقتصادها مخرب، مخبأ مثاليا لبن لادن ومعاونيه. ويرجح دبلوماسيون وسياسيون أن تؤمن الصومال مأوى لبن لادن اليوم...
واعتبر دبلوماسي غربي أن الجائزة المالية البالغة 25 مليون دولار التي حددتها الولايات المتحدة الأميركية لمن يلقي القبض على بن لادن حيا أو ميتا تغري سكان هذه المنطقة التي بالكاد يستطيع شعبها تأمين لقمة عيشه، الأمر الذي يضعف العقل المدبر لاعتداءات 11 أيلول(سبتمبر) على أميركا، أضاف "السبب الوحيد الذي يدفع بن لادن للذهاب الى الصومال هو اذا لم يجد أي مكان آخر يلجأ اليه. غير ان شعب هذا البلد مستعد لبيعه خلال خمس دقائق" في حال تعرف عليه.. والصومال يرد دائما في أحاديث الرسميين الأميركيين عن الارهاب.
وكان وزير الدفاع الإيطالي أنطونيو موراتينو صرح للوكالة الإخبارية "آيه إن إس آيه" امس بأنه "في حال كشفت أوكار الارهابيين في الصومال، يمكن توقع هجمات عسكرية عليه" مضيفا أنه لا يتوقع أن يطلب من الحكومة الايطالية دعما عسكريا في عمليات الصومال يتخطى تأمين معلومات استخباراتية.
وأفاد ممثل لواشنطن في كينيا بأن الولايات المتحدة الأميركية تحقق حاليا في إمكانية وجود علاقة بين بن لادن وجماعات صومالية، حيث أن الادارة الأميركية تنتظر التقارير من "بعض الجماعات الضاغطة" التي وافقت على تأمين المعلومات عن الجماعات المتطرفة في الصومال، لتتخذ قرارا بشأن هذه البلد بعد ذلك.
وقال رسكيون في السفارة الأميركية في نيروبي بأنهم لا يعرفون ما اذا كان لشبكة القاعدة التابعة لبن لادن أية علاقة مع الجماعات العسكرية في الصومال.
وأفاد رئيس الحكومة المؤقتة في الصومال، عبدي قاسم صلاد حسن بأن "الشعب الصومالي متفاجئ من اعطاء الاعلام الغربي هكذا اهتمام الى ادعاءات غير مؤكدة& تقول بوجود قواعد تابعة لتنظيم القاعدة عندنا"، أضاف "لم تأتي أي سلطة غربية الى هذه المنطقة ولهذا السبب هم لا يعرفون شيئا عما يحدث هنا".
ومن أكبر التهديدات الارهابية التي واجهها الصومال هي تلك في عام 1996 حيث أتهمت الوحدة الاسلامية المعروفة بمجموعة الاتحاد الاسلامية في الصومال (الاتحاد) والتي ظهرت في مطلع التسعينات ووضعتها الولايات المتحدة الأميركية على لائحة الارهابيين بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر)، قامت بعمليات تفجير المطاعم والفنادق في أديس أبابا، عاصمة إثيوبيا. الا أن القوات العسكرية الاثيوبية عبرت الحدود في ذالك العام وإستأصلت قوات الاتحاد بمساعدة من ميليشيا التحالف في ذلك العام.
ولا يمكن تأكيد أو نفي بقاء مجموعة الاتحاد الارهابية، التي كانت تسعى الى جعل الصومال دولة اسلامية، في الصومال، الا أن دبلوماسيين من المنطقة يعتقدون بأنها تفككت وتمتزج مع باقي أفراد المجتمع، الأمر الذي يعتقد أنه "ذات تأثير" على المجتمع الصومالي، كما يرون أن تنظيم القاعدة أعطى المال الى هذه المجموعة عندما مرت بأوقات عصيبة في السنوات الأخيرة.
واعتبر دبلوماسي غربي آخر بأن أعضاء مجموعة الاتحاد يديرون الأعمال ويؤمنون الخدمات الاجتماعية، ويحاولون الوصول الى تحقيق حكومة اسلامية في الصومال بشكل تدريجي.