كابول- لم يتم العثور على اسامة بن لادن والقائد الاعلى لحركة طالبان الملا محمد عمر أمس السبت في وقت تواصل فيه القصف الاميركي على مواقع القاعدة في شرق افغانستان وبدأ فيه القادة المعارضون لطالبان التنازع على السلطة في قندهار (جنوب شرق).
وفي قندهار، حيث عقد مجلس شورى محلي السبت لتحديد تقاسم السلطة في المدينة بعد استسلام حركة طالبان امس كان مصير الملا عمر موضع معلومات متناقضة. فقد اكدت حركة طالبان ان قائدها الاعلى تمكن من الفرار من معقله السابق. وقال مسؤول في طالبان لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان "الملا عمر ليس في قندهار". واضاف "يمكنني ان اؤكد لكم انه لم يعد في قندهار، لقد تحققت لدى رجالنا وقالوا لي انه لا يخضع لسيطرة احد، ولا اعلم مكان وجوده".
ونقلت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية وهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) عن خالد باشتون الناطق باسم فصيل مناهض لطالبان انه تم القبض على الملا عمر وهو محتجز في مكان آمن قرب قندهار (جنوب).
واوضحت الصحيفة البريطانية ان الملا عمر محتجز "في ظروف جيدة" من جانب زعيم حرب قدم على انه متعاطف مع طالبان. واوضحت "بي بي سي" ان زعيم الحرب هذا هو الملا نقيب الله احد قادة المجاهدين سابقا.
وافاد خالد باشتون الناطق باسم الحاج غول آغا ان مصير الملا عمر سيتقرر اليوم. ويقود زعيم الحرب الباشتوني الذي كان حاكما لقندهار، احدى الميليشيات التي شاركت في الهجوم على قندهار.
من جهتها اعلنت القيادة الاميركية انها لا تعلم مكان وجود الملا عمر الذي تريد واشنطن معاقبته باي ثمن بسبب الدعم الذي قدمه لبن لادن.
الى ذلك اعلن رئيس الحكومة الانتقالية المقبلة في كابول حميد قرضاي أمس السبت لصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية ان الملا عمر "بات فارا من وجه العدالة ولن يستفيد من اي عفو".
وفي قندهار انعقد أمس السبت مجلس شورى محلي في محاولة لتهدئة التوتر القائم بين "الاسياد" الجدد للمدينة التي سادت فيها فوضى تامة.
وقال البعض ان مواجهات جرت بين فصائل مناهضة لطالبان فيما افاد اخرون ان "عربا مسلحين من عناصر طالبان" لا يزالون يتجولون في شوارع المدينة.
وافاد احد عناصر طالبان في شامان، البلدة الباكستانية على الحدود مع افغانستان ان عناصر مسلحة من طالبان لا تزال موجودة في شوارع قندهار رغم الاتفاق على استسلام المدينة.
واضاف حفيظ عبد الرب الذي وصل الى شامان السبت قادما من قندهار "لا يزال يوجد عناصر طالبان عرب يتنقلون في المدينة وهم مسلحون".
ومن جهة اخرى يفترض مشاركة كل الزعماء القبليين في المنطقة في اجتماع مجلس الشورى بينهم قرضاي رئيس الحكومة الانتقالية المعين الذي سيتولى مهامه اعتبارا من 22 كانون الثاني/ديسمبر في كابول.
وقد سلمت حركة طالبان سلاحها للملا نقيب الله قائد المجاهدين السابق والقائد السابق للواء الثاني في الجيش الافغاني في قندهار بموجب اتفاق الاستسلام الذي فاوض عليه حميد قرضاي.
ويعترض غول آغا حاكم ولاية قندهار قبل وصول طالبان على سلطة الملا نقيب الله ويتهمه بتشجيع انبثاق حركة طالبان التي استسلم لها بدون مقاومة في 1994.
وكانت قندهار حتى الجمعة اخر مقعل رئيسي لحركة طالبان. وقد انطلقت حركة طالبان من هذه المدينة العام 1994 لتحتل لاحقا غالبية المناطق الافغانية.
ويشتبه غول آغا في ان الملا نجيب الله وقوات طالبان التي باتت موالية له، تريد "زعزعة الادارة الافغانية الجديدة وانه يعتزم اغتيال شخصيات وطنية".
واضاف الناطق باسمه "يجب تحديد ما اذا كان يمكن للملا نجيب الله البقاء في المدينة مع طالبان او اذا ما كان علينا الانسحاب من المدينة" معتبرا ان التعايش بينهما مستحيل.
وقال شهود ان جنود حميد قرضاي، ثالث فصيل مناهض لطالبان دخل الى قندهار تسير دوريات ايضا في المدينة.
وفي شرق البلاد استؤنف القصف الاميركي السبت مع تدخل قاذفة بي-52 لتقصف مواقع القاعدة في جبال تورا بورا في جنوب جلال اباد.
وخلال الليل شنت قاذفات اميركية غارات متتالية كل 20 او 30 دقيقة كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وجرت معارك عنيفة في هذه المنطقة بين القوات المعارضة لطالبان والمقاتلين الاجانب من القاعدة الذين ما يزالون يقاومون بضراوة.
وقد اطلق الهجوم منذ الاربعاء بالتعاون بين ثلاثة قادة محليين، القائد حضرت علي والقائد حاج محمد زمان، القائد العسكري الجديد لولاية ننغرهار (عاصمتها جلال اباد) والحاج ظاهر نجل الحاكم الحاج عبد القادر.
ويبلغ عدد هذه القوات حوالى الفين الى ثلاثة الاف رجل.
وقالت مصادر افغانية ايضا ان التوتر عم بلدة سبين بولداك (جنوب) على الحدود الباكستانية في وقت تتنافس فيه اربع مجموعات مختلفة على السلطة.
ولم يمكن العثور ايضا على اسامة بن لادن المتهم بانه مدبر اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر على الولايات المتحدة. واكد القادة المحليون المناهضون لطالبان في تورا بورا انه لا يزال موجودا في هذه المنطقة. وقال القائد حضرت علي صباح السبت لوكالة فرانس برس ان "اسامة بن لادن موجود هناك على الارجح".
من جهته نفى البنتاغون علمه بمكان اختبائه. وقال الجنرال تومي فرانكس خلال مؤتمر صحافي في تامبا (فلوريدا) "لا نعلم مكان وجود اسامة بن لادن".
ونشر الاميركيون تعزيزات امنية واسعة بحرية وبرية لمنع فرار عدوهم الرئيسي لا سيما الى باكستان.
واعترضت البحرية الاميركية امس الجمعة في بحر عمان قبالة ساحل كراتشي الباكستاني سفينة بضائع يشتبه في انها تنقل اعضاء من القاعدة.
ونشرت قيادة الاركان الاميركية في الصحراء جنوب قندهار 1300 عنصر من مشاة البحرية "المارينز" لمراقبة اي تحركات مشبوهة.
وحصلت اشتباكات عديدة بين المارينز ومقاتلي طالبان والقاعدة الذين كانوا يفرون من قندهار.
واعتبر وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد في مقابلة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" السبت ان الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة في افغانستان لا تزال طويلة رغم سقوط قندهار، اخر معاقل طالبان، وان الوضع لا يزال "خطيرا".
واعلنت باكستان السبت عن ارسال مروحيات لمراقبة الحدود مع افغانستان بالقرب من تورا بورا وعن تعزيزات "مهمة" لقواتها على كل معبر حدودي لا سيما بالقرب من تورا بورا.
وحركة عبور الحدود الافغانية-الباكستانية سهلة عادة حيث يعيش سكان من الباشتون على جانبيها.
يشار الى ان باكستان ساعدت طالبان في الاستيلاء على السلطة في افغانستان عام 1996 لكنها انقلبت ضدها بضغط من الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.
وافادت صحيفة "ذا نيوز" الباكستانية السبت ان كاميرات فيديو متصلة بمكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) في الولايات المتحدة وضعت في مطار كراتشي (جنوب باكستان) للسماح للسلطات الاميركية بالتعرف الى اشخاص تلاحقهم واشنطن.
واضافت الصحيفة ان السلطات الباكستانية ستقيم ايضا بواسطة اموال اميركية بنك معلومات حول طلاب المدارس القرآنية يعمل على تامين معلومات اساسية عن كل طالب ومدرس في هذه المدارس.
من جهة اخرى اعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول اليوم السبت في طشقند ان اوزبكستان وافقت على اعادة فتح الجسر الاستراتيجي الذي سمي "جسر الصداقة" الواقع عند حدودها مع افغانستان، على الفور لتسهيل مرور المساعدات الانسانية.
ويقع الجسر في مدينة ترمز الحدودية (جنوب) وقد اغلقته اوزبكستان منذ اربعة اعوام لاسباب امنية وكانت سلطات طشقند مترددة في اعادة فتحه خشية تسلل عناصر اسلامية.
من جهتها قررت حكومة طاجيكستان السماح مجددا بمرور قوافل المساعدات الانسانية المتجهة الى افغانستان عبر نهر بياندج الذي يشكل الحدود بين البلدين كما اعلن اليوم السبت ناطق باسم حرس الحدود الروس المنتشرين على طول هذه الحدود لوكالة فرانس برس.
وفي مزار الشريف (شمال) التي استولى عليها تحالف الشمال في 9 تشرين الثاني/نوفمبر سجلت الامم المتحدة حصول نزاعات بين الفصائل واعمال نهب وخطف واعمال عنف اخرى. وليس بوسع موظفي الوكالات الانسانية التابعة للامم المتحدة العمل الا في كابول وهراة (غرب) وباميان (وسط) وبعض المناطق في شمال شرق البلاد بسبب استمرار انعدام الامن.
ووصل سبعة خبراء من فريق في قسم الحفاظ على السلام في الامم المتحدة السبت الى كابول للتحضير لنشر قوة دولية في العاصمة الافغانية حسب ما اعلنت متحدثة باسم الامم المتحدة.
وقالت المتحدثة ويفينا بلموت ان هذا الفريق الذي يضم خبراء في المجالات العسكرية والشرطة والادارة والقضاء "يفترض ان يتحقق من المسائل اللوجستية" و"التحضير" لنشر قوة متعددة الجنسيات.
وفي برلين اعلن المستشار الالماني غيرهارد شرودر ان مشاركة المانيا في مهمة سلام في افغانستان "ستكون رهنا بتحديد المهمة" التي تقررها الامم المتحدة.
&
&