&
موسكو- استقبل وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الاثنين وزير الخارجية الاميركي كولن باول واعرب له عن امله في ابرام معاهدات روسية اميركية جديدة تعبيرا عن التقارب الدبلوماسي بين البلدين.
وقال ايفانوف لدى استقباله باول "نعتقد ان من الهام ان تبدأ المفاوضات بشأن نظام الدفاع الاستراتيجي وكذلك خفض الاسلحة الاستراتيجية" معربا بشكل اعم عن امله في ان يترجم التقارب الدبلوماسي بين البلدين الى معاهدات.
وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اعلن مؤخرا خفضا من جانب واحد للرؤوس النووية الاميركية في حدود 1700 الى 2200 رأس بيد ان روسيا تريد ان يتم تضمين الخفض في معاهدة حتى يمكن التحقق منه من خلال عمليات مراقبة منتظمة.
واعلن باول وايفانوف ان خلافات لا تزال قائمة بين الروس والاميركيين حول معاهدة الحد من انتشار الصواريخ "ايه بي ام" الموقعة عام 1972.
وقال باول "لا يزال يوجد خلاف بيننا حول موضوع الدفاع المضاد للصواريخ ومعاهدة ايه بي ام". واضاف ان "مواقفنا لا تزال بدون تغيير".
ومعاهدة "ايه بي ام" للحد من انتشار الصواريخ التي وقعتها واشنطن وموسكو عام 1972 تمنع الولايات المتحدة من نشر الدرع المضادة للصواريخ الذي يفترض ان يحميها من هجوم تشنه دول "مارقة" مثل ايران والعراق وكوريا الشمالية.
اما روسيا فتبقى متمسكة بهذه المعاهدة التي تعتبرها "حجر الزاوية" في التوازن الاستراتيجي الدولي.
وقال ايفانوف اليوم الاثنين مجددا لباول ان "معاهدة ايه بي ام مفيدة ويجب الحفاظ عليها". ورد باول بالقول ان "الولايات المتحدة تريد مواصلة تطوير نظام محدود للدفاع المضاد للصواريخ" يهدف الى مواجهة التهديد من دول "غير مسؤولة" وليس من روسيا.
واضاف "علينا ايجاد وسيلة للخروج من متطلبات معاهدة ايه بي ام".
وكان الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة حول هذه المعاهدة ظهر ايضا خلال القمة بين الرئيسين جورج بوش وفلاديمير بوتين في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر في الولايات المتحدة في وقت اطلقا فيه شراكة استراتيجية جديدة بين البلدين.
لا قرار بعد حول احتمال توسيع حملة مكافحة الارهاب
اعلن باول ان الرئيس الاميركي جورج بوش لم يتخذ بعد قرارا حول احتمال توسيع عملية مكافحة الارهاب وذلك ردا على مخاوف عدة دول من قيام واشنطن بضرب العراق بعد افغانستان.
وقال باول في مقابلة مع التلفزيون الروسي الخاص "تي في 6" ان "الرئيس بوش لم يتخذ قرارا حول الاهداف المحتملة للمرحلة المقبلة" من حملة مكافحة الارهاب بعد افغانستان.
واضاف ان مستشاري البيت الابيض لم يقدموا هم ايضا مقترحات في هذا الصدد. وتابع باول ان "المرحلة الاولى موجهة ضد اسامة بن لادن وشبكة القاعدة وحركة طالبان. حين ننتقل الى مراحل اخرى من العملية، يجب النظر في المنظمات الارهابية القائمة والانظمة التي تدعمها او الانظمة التي تسعى الى اقتناء اسلحة دمار شامل يمكن ان تستخدمها منظمات ارهابية".
قلق ازاء الوضع في الشرق الاوسط
من ناحية ثانية، ابدى وزيرا الخارجية الروسي والاميركي "قلقهما" الشديد ازاء تفاقم الوضع في الشرق الاوسط ووجها دعوة الى الاسرائيليين والفلسطينيين الى استئناف الحوار.
وقال باول ان "الشرق الاوسط يقلقنا، سنقوم بكل ما هو ممكن لكي يعود الطرفان الى طاولة المفاوضات".
يشار الى ان الولايات المتحدة وروسيا تتشاركان في رعاية عملية السلام. من جهته اعتبر ايفانوف ان موجة العنف الجديدة في الشرق الاوسط تشكل مصدر "قلق عميق". واضاف "سنبذل افضل ما بوسعنا لايجاد حل لهذه الازمة".
وغادر وزير الخارجية الاميركي موسكو الى برلين بعدما اعرب لـ"صديقه" ايغور ايفانوف عن يقينه بان الاتصالات الروسية الاميركية "تعززت منذ احداث 11 ايلول/سبتمبر الماساوية" في نيويورك وواشطن والدعم الذي قدمته موسكو لعملية مناهضة الارهاب الاميركية.
وقال "نحن موحدون لمحاربة تيار الارهاب المريع وانا واثق من اننا سننجح".
وقد استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باول الذي قام بزيارته الرسمية الاولى الى العاصمة الروسية منذ تسلمه مهامه.