إيلاف : نبيل شرف الدين
يبدو الأمر كأن العالم كله يتابع أحد أفلام "الأكشن" الأميركية فقد تناقضت التقارير حول مكان وجود زعيم منظمة "القاعدة" أسامة بن لادن ، فبينما تؤكد المعلومات العسكرية والأمنية الأميركية أنه لم يزل بين أنصاره في آخر معاقله على قمة أحد جبال "توره بوره" ، تشير معلومات دوائر استخابراتية باكستانية أن ابن لادن قد غادر أفغانستان بالفعل قبل شهر على الأقل ، وأنه قام بأكبر عملية تمويه على الولايات المتحدة وحلفائها من الأفغان ، من دون أن تؤكد تلك الدوائر الوجهة التي يمكن أن يلجأ إليها ابن لادن ، وإن رجحت عدة احتمالات منها
وجوه محتملة لبن لادن
&الشيشان أو اليمن أو الصومال ، وتسهب في تفصيل مبررات كل منطقة من تلك التي تحدثت عنها .
وأضافت دوائر الاستخبارات الباكستانيةأن خطة إعلامية أعدها معاونون لابن لادن ، تقوم على تنفيذ عملية تمويه كبرى على الولايات المتحدة من خلال توزيع أخبار ، بل وأشرطة فيديو من مصادر عدة ، تؤكد وجوده داخل أفغانستان ، بل ان وسائل إعلام أميركية، قد وقعت فى ذلك الفخ عن طريق ترديد معلومات تم تسريبها باحتراف إليها ، من جانب متعاطفين مع ابن لادن ، ولعل آخرها معلومات عن شريط الفيديو الذي عثرت عليه القوات الأميركية في جلال أباد ، وتحدث عنه كل رجال الإدارة الأميركية بما فيهم الرئيس بوش شخصياً ، باعتباره دليلاً دامغاً على تورط ابن لادن في أحداث 11 سبتمبر.
سيناريو الهروب
ولعل أخطر ما كشفت عنه تلك الدوائر الأمنية الباكستانية ، هو أن مغادرة ابن لادن لأفغانستان قد تمت بناء على نصيحة من بعض رجال الاستخبارات الباكستانية السابقين ، وبعضهم من المعروف عنهم تعاطفهم مع ابن لادن وحركة طالبان ، فضلاً عن تأكيدات بأنهم كانوا أيضاً يتقاضون مبالغ مالية ضخمة من زعيم تنظيم القاعدة مقابل تقديم معلومات استخباراتية ، ليس خلال هذه الأزمة وحدها فقط ، بل منذ سنوات مضت ، ولعل ذلك كان وراء إقصاء عدد من قادة جهاز الاستخبارات الباكستانية قبل بداية الحملة الأميركية بأيام.
ووفقا لتلك المصادر السابقة ، فإن ابن لادن قد غادر عبر إحدى الدول التى تربطها حدود مشتركة مع أفغانستان وربما تكون طاجكستان المجاورة حيث تتشابه ظروفها الجغرافية مع أفغانستان وصعوبة قيام حرس الحدود الروسى المتواجدين على الحدود الطاجيكية الأفغانية بمراقبة تلك الحدود المترامية فضلا عن سهولة استخدام الرشوة فى صفوف الجنود الروس ذاتهم والذين يعانون ظروفا معيشية صعبة ، لكنها لم تستبعد أيضاً أن تكون باكستان هي المعبر الذي مر من خلاله ابن لادن في طريقه إلى وجهته التي ينوي الاستقرار بها كمحطة أخيرة ، بعد أن تمكن من تهريب أسرته بالفعل .
وأخيراً ، فقد توقعت تلك الدوائر الاستخباراتية أن يؤدى الكشف عن تلك المعلومات إلى حدوث بلبلة شديدة فى أوساط الأجهزة العسكرية والاستخباراتية الأميركية والتى ربطت حملتها فى أفغانستان بالقضاء على ابن لادن شخصياً ، فضلا عن أن عدم الوصول إليه حيا أو ميتا سيذهب بنشوة النصر الأميركية والتي تريد قيادة البنتاجون تتويج عملياتها فى أفغانستان بالعثور عليه "حياً أو ميتاً" ، على حد تعبير الرئيس الأميركي .
&