&
(أ.ب)
لندن ـ نصر المجالي: علم من مصادر استراتيجية في العاصمة البريطانية الاربعاء ان قوات بحرية مدعومة بمدمرات وحاملات طائرات انتشرت في الايام الثلاثة الاخيرة على طول امتداد موانىء بحر العرب من باكستان حتى الصومال.
وقالت تلك المصادر الى "ايلاف" ان من مهمات هذه القوات وقف وتفتيش اية سفينة تعبر بين تلك الموانىء المنتشرة في بحر العرب وهذا يشمل موانىء خليجية.
واشارت الى ان الهدف هو "البحث عن هاربين من جماعة (القاعدة) الارهابية التي يتزعمها اسامة بن لادن، حيث يحتمل ان تكون اليمن او الصومال مكانين محتملين للجؤهم بعد الحصار المفروض الآن في جبال تورا بورا الافغانية".
ولمحت المصادر الى ان المرحلة الثانية من الحرب الراهنة ضد الاهاب قد تمتد في غضون ايام قلائل الى الصومال حيث هنالك قواعد لجماعة القاعدة او المنظمات التي تساندها.
وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قال بعد محادثاته مع وزير الخارجية الاميركي الجنرال كولن باول امس الثلاثاء ان الحرب قد تتعدى حدود افغانستان.
واجرى باول محادثات عسكرية مكثفة مع قادة عسكريين بريطانيين وقادة استخبارات حول الجولة الثانية من الحرب التي لم تحدد اهدافها في شكل علني الى هذه اللحظة.
ولكن جميع التقارير تشير الى ان الصومال ستكون هي الهدف المقبل، وانتشر في الايام الخمسة الاخيرة عشرات من رجال الاستخبارات الاميركيين والبريطانيين في مدن صومالية عديدة متخذين من مدن وموانىء يمنية قواعد لتحركاتهم.
وبدأت تلك العناصر الاستخبارية في التشاور مع جماعات صومالية ويمنية معارضة لتقصي المواقع التي يمكن انها تستخدم لغايات ارهابية تستخدمها شبكة (القاعدة) او انصارها.
وفي مقابل العمل الاستخباري فقد ارسلت الولايات المتحدة قوات من المارينز وذوي القبعات الخضر الى الاراضي الصومالية، وهنالك اقامت قاعدة لتحركها في منطقة بيدوا الامامية بالقرب من ساحل البحر الاحمر.
وفي اليومين الاخيرين تحادث قادة القوات الاميركية والبريطانية الخاصة مع قادة جماعة "الروحانيين" المناهضة للحكم الراهن في مقديشو، وابدى هؤلاء تقديم اقصى المساعدة لتنفيذ المهمة في القضاء على معسكرات (القاعدة) في هذا البلد الاستراتيجي على القرن الافريقي.
وتعتقد المصادر العسكرية الغربية ان آخر مكان قد يلجأ اليه مقاتلو (القاعدة) اما الصومال او جبال حضرموت في اليمن.
وقالت هذه المصادر "ولهذا قررنا فرض الحصار على جميع موانىء بحر العرب عسكريا حتى ننهي المهمة"، وهي اشارت ايضا الى الحصار سيشمل في ايام قلائل جميع الموانىء في جنوب شرق آسيا امتدادا من اندونيسيا حتى الفلبين.
وعلى الرغم من هذه الاجراءات العسكرية المشتركة بين لندن وواشنطن الا ان خلافات تبدو بين الحين والآخر بين مصادر القرار في العاصمتين.
فقد اعلن رئيس الاركان الدفاعية البريطانية الادميرال سير مايكل بويس امس "نحن نعمل معا لانهاء الارهاب اينما كان، ولكن الاصدقاء الاميركيين احيانا يقررون وحدهم بعض الاهداف ومن ناحيتنا سنقرر حسب استراتيجياتنا ما اذا كنا قادرين على التنفيذ ام لا؟".
والادميرال قال ايضا "الاميركيون يخططون على ما يبدو لضرب العراق واليمن والصومال والفلبين واندونيسيا ومواقع اخرى، هذه هي استراتيجيتهم ولكن لنا نحن استراتيجياتنا الخاصة".
وختم سير بويس كلامه بالقول "الحلفاء الاميركيون يخططون لضرب الصومال من دون السماح لهم من جانب الحكومة الشرعية هناك، وهذه خطوة نتحفظ عليها الى هذه اللحظة".