راس الناقورة-&يصلون متفرقين او في مجموعات صغيرة في باصات او سيارات اجرة او سيارات خاصة يركنونها على مقربة من بوابة المعبر الحدودي بين اسرائيل ولبنان. هكذا يعبر افراد عشرين عائلة لبنانية من عناصر جيش لبنان الجنوبي (ميليشيا سابقة تابعة لاسرائيل) الحدود، حاملين مرارتهم وخيبتهم، ليعودوا الى بلاد الارز التي غادروها في ايار/مايو في اعقاب انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان بعد احتلال دام 22 عاما. يقول رب عائلة من الضباط السابقين طلب من باب الحيطة عدم كشف هويته مثل جميع مواطنيه الموجودين معه على المعبر ان "الذين يريدون تقاضي تعويضات يتحتم عليهم ان يغادروا اسرائيل قبل نهاية كانون الاول/ديسمبر".
&يستطرد آخر "ما تقوله لنا اسرائيل في الحقيقة هو خذوا المال وارحلوا" قبل ان يتوجه لتقاضي المبلغ المالي من مكتب صغير اقامته اسرائيل لتسديد تعويضات الراحلين واستكمال اوراقهم قبل ان يعبروا سيرا على الاقدام الى لبنان. واوضحت وزارة الدفاع في تل ابيب ان كل عائلة توافق على العودة الى لبنان تتقاضى 35 الف دولار، اضافة الى مساعدة استثنائية قدرها الفا دولار عن كل ولد. اما الاشخاص المنفردون، فيتقاضون 15 الف دولار. وافادت السلطات الاسرائيلية ان عناصر جيش لبنان الجنوبي لا يرغمون على العودة الى لبنان، لكنهم بالتأكيد يشجعون بقوة على ذلك.
وقد ادت العروض المغرية الى رحيل المئات من عناصر جيش لبنان الجنوبي خلال الاشهر الماضية، علما انها لا تتضمن تعويضات عن السنوات التي امضوها في خدمة الدولة العبرية. وكان 5800 من اعضاء جيش لبنان الجنوبي لجأوا مع عائلاتهم الى اسرائيل، خشية ان يدفعوا ارواحهم ثمن تعاملهم مع الجيش الاسرائيلي. وجازف بعضهم وعاد في غضون بضعة اشهر، في حين عمد البعض الاخر الى اعادة عائلاتهم الى لبنان على ان يرسلوا لها مبالغ مالية بانتظام. وهاجرت اربعون عائلة الى المانيا، غير ان معظمها عاد الى اسرائيل بعد ان عجز عن الاندماج في المجتمع الالماني.
وعلم لدى مكتب المستشار للشؤون اللبنانية في وزارة الدفاع الاسرائيلية ان حوالي 2500 لاجئ عادوا الى لبنان حتى الان ولم يبق سوى 1200 منهم في اسرائيل في نهاية العام. وتقيم معظم العائلات في مساكن موقتة وهي في معظم الاحيان عاطلة عن العمل تعتمد على مساعدة شهرية يقدمها الجيش الاسرائيلي. اما الاولاد، فيجدون صعوبة في الاختلاط بالاطفال الاسرائيليين في المدارس التي يذهبون اليها في حين يقاطعهم اطفال الاسرائيليين العرب. وحدها 320 عائلة تمكنت من الاندماج في بلدات اقامتها مثل كريات شمونة وصفد (الشمال) خلال هذا العام، كما تشير احصاءات رسمية.
يقول عنصر سابق ان "رحيل مساعد قائد جيش لبنان الجنوبي قبل بضعة اشهر هو الذي حملنا على اتخاذ قرار الاقدام على هذه الخطوة. ان قرر هو الرحيل، فعلينا ان نكون نحن ايضا في وطننا". ويوضح "لم نعد نرغب في العيش هنا، وان كان التعذيب والسجن ما ينتظرنا هناك"، منتقدا استقبال اسرائيل له. ويقول رب عائلة يستعد للعودة الى بلاده "اسرائيل تشجعنا على الرحيل، لكن الجحيم هو ما ينتظرنا. السجن لي والعزلة لعائلتي. اما المال الذي تقاضيناه، فيصادره حزب الله وما سيتبقى منه سيستخدم لتعيين محامين".