ساحات القتال‏:‏ إن تفجر العنف يجتاح العالم
فما أسبابه الجذرية ـ وهل ينفجر بركان العنف الي صراع كوني علي أوسع نطاق؟


مقال كتبه صموئيل هنتينغتون
بمجلة النيوزويك العدد السنوي الخاص
كانون الثاني (ديسمبر)‏2001‏ شباط (فبراير)‏2002‏

إن عناصر ومادة صدام ممكن للحضارات موجودة
إن السياسة الكونية المعاصرة تتمثل اليوم في عصر حروب المسلمين فالمسلمون يحاربون بعضهم البعض كما أنهم يحاربون غير المسلمين وذلك بمعدل أكثر بكثير مما تقترفه شعوب الحضارات الاخري‏.‏
إن حروب المسلمين قد احتلت مكانة الحرب الباردة كشل اساسي للصراع الدولي‏.‏ وهذه الحروب تتضمن حروب الإرهاب‏، حروب العصابات‏، الحروب الأهلية والصراعات بين الدول‏.‏ إن هذه الأمثلة الشاهدة علي عنف المسلمين قد تصل الي نقطة الانعقاد وتعقد للأمور ووصولها الي مرحلة صراع رئيسي واحد بين الاسلام والغرب او بين الاسلام وباقي العالم‏.‏ إلا أن ذلك ليس بحتمي‏، والاحتمال الأكبر ان يظل العنف الذي يتورط فيه مسلمون متفرقا ومتنوعا ومتكررا‏.‏
لقد بدأ عصر حروب المسلمين في اللحظة التي كانت مرحلة الحرب الباردة في العالم تنزوي عن الانظار في ا لثمانينات‏، ففي عام‏1981‏ قامت العراق بغزو ايران‏,‏ وأدت تلك الحرب الي مقتل نصف مليون ومئات الآلاف من الجرحي وفي نفس الوقت‏.‏ فإن الغزو السوفيتي لافغانستان قد فجر مقاومة افغانية عنيفة‏، اجبرت السوفيت في عام‏1989‏ علي الانسحاب لقد أمكن للافغان احراز مثل ذلك النصر من خلال المعونة التكنولوجية لهم وبالأموال السعودية والأمريكية‏، وبالمساندة والتدريب من باكستان‏، وبمشاركة آلاف المقاتلين من الدول الأخري وغالبيتهم من الدول العربية الاسلامية‏.‏ وبعد ذلك وفي عام‏1990‏ قام صدام حسين بغزو الكويت ومحاولة ضمها للعراق‏، ونظمت الولايات المتحدة الامريكية تحالفا دوليا ضم عدة دول اسلامية لالحاق الهزيمة به‏.‏
وفي التسعينات اندلع العنف بين المسلمين وغير المسلمين في البوسنة‏,‏ كسوفو‏,‏ مقدونيا والشيشان واذربيجان‏، وطاجيكستان وكشمير والهند والفيلبين واندونيسيا والشرق الاوسط والسودان ونيجيريا ولقد كان العنصر المركزي من المشاركين في الكثير من هذه الصراعات يتمثل في المقاتلين المجاهدين ممن اشتركوا في الحرب الافغانستانية ومن المنظمات الاسلامية الارهابية من دول عديدة عبر العالم وفي منتصف التسعينات كان نصف عدد الصراعات العرقية في العالم صراعات بين المسلمين ممن يحاربون بعضهم البعض او يحاربون غير المسلمين‏..‏ وفي تقرير مسحي لمجلة الايكونوميست كان المسلمون مسئولين عن‏11‏ او‏12‏ من‏16‏ من حوادث الارهاب الدولية الرئيسية في الفترة من‏1983‏ الي‏2000‏ ولقد كان هناك خمسة دول اسلامية من الدول السبع التي وضعتها وزارة الخارجية في قائمة الدول الداعمة للارهاب‏,‏ وكذلك كان الحال فيما يتعلق بالمنظمات الداعمة للارهاب‏.‏ وفي اطار الاجراءات المضادة فيما يتعلق بالفترة من‏1980‏ الي‏1995‏ اشتبكت القوات الامريكية في عمليات ضد المسلمين‏.‏ وطبقا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية‏,‏ فإن هناك‏32‏ صراعا مسلحا حدثت بشكل متلاحق في عام‏2000‏ وكان المسلمون طرفا في اكثر من ثلث هذا العدد مع ذلك‏,‏ فإن المسلمين يشكلون خمس سكان العالم فقط‏.‏
اذن فإن الحرب الجديدة كما سماها المسئولون في الحكومة الامريكية لوصف احداث العنف التي وقعت في الحادي عشر من سبتمبر ليست بجديدة فعلا‏.‏ إنها استمرار وتصعيد لانماط سابقة من العنف الذي يتورط فيه المسلمون‏.‏ ومع ذلك فإن الارهاب الاسلامي السابق‏(‏ لاحداث سبتمبر‏)‏ كان متقطعا وبالمقارنة كان محدودا نسبيا‏:‏ فلقد قتل‏299‏ شخصا في هجوم عام‏1983‏ علي معسكرات مشاة البحرية الامريكية في بيروت‏,‏ و‏270‏ من ركاب الرحلة‏103‏ لشركة الخطوط الجوية بانام في عام‏1988,‏ و‏224‏ من القتلي في الهجمات علي سفارتي امريكا في افريقيا ولقد تورطت في هذه الاحداث عدة جماعات ودول اسلامية
ومع بداية عام‏1993‏ كانت قراءة الموقف تقول إن الهجمات الرئيسية ضد الامريكيين وضد المرافق الامريكية لها علاقة اساسية باسامة بن لادن ولقد كشفت احداث‏11‏ سبتمبر عن الوجود الضخم لشبكة الارهاب التي يديرها والتي تتضمن خلايا لها في أربعين دولة‏,‏ ومدعومة بالخبرة والمصادر التي مكنت لها القيام بمحاولة الهجمات المتزامنة والمعدة جيدا‏.‏ كذلك كانت هذه هي المرة الاولي التي تقوم بها هذه الشبكة باعمال ينجم عنها مثل ذلك الدمار الهائل داخل الولايات المتحدة الامريكية ومثل هذه الافعال كان من شأنها تسليط الضوء علي احتمال حدوث هجمات بيولوجية وكيميائية‏,‏ مع وجود الاحتمال الأبعد لوجود واستخدام اسلحة نووية لقد وصل عصر حروب المسلمين الي امريكا‏.‏
إن المسئولية عن حروب معينة تختلف بطبيعة الحال من مكان إلي آخر‏.‏
فالحكومة السودانية مسئولة عن حربها المستمرة ضد المسيحيين والحكومة الاسرائيلية مسئولة عن الاستفزازات التي أدت الي اندلاع الانتفاضة الثانية بوجود المستوطنات المستعمرات والحضور العسكري المستمر في الضفة الغربية وغزة‏.‏
وعموما‏,‏ ومع ذلك‏,‏ فإن عصر حروب المسلمين له جذوره في اسباب أكثر عمومية‏.‏ وهذه الأسباب تعني العقيدة الاسلامية والقناعات الايمانية في الاسلام‏,‏ فإن هذه العقيدة وتلك القناعات الايمانية مثلها في ذلك مثل ماضي المسيحية‏,‏ حيث يبقي علي معتنقي هذا الدين أو ذاك ان يستخدموا هذه العقائد والقناعات الايمانية لتبرير حالة السلام أو في حالة الحرب كما يشاءون‏.‏
إن اسباب حروب المسلمين المعاصرة تكمن في السياسات وليس في العقائد الدينية للقرن السابع‏.‏
اولا‏,‏ فإن من أهم التطورات الاجتماعية والثقافية والسياسية ذات الدلالة الخاصة التي حدثت في العقود الأخيرة تتمثل في انبعاث الوعي الاسلامي والحركات المتعلقة به بين المسلمين تقريبا في كل مكان‏.‏ وهذه الصحوة أو هذا الانبعاث يعود اساسا الي حالة من رد الفعل تجاه الحداثة والتحديث والعولمة وهذا يعتبر بناء جيدا من أكثر من وجه‏.‏ فلقد تحركت المؤسسات الاسلامية لمواجهة احتياجات الاعداد المتزايدة لاعداد المسلمين في الاماكن الحضرية وتوفير الدعم الاجتماعي والصحي والارشاد الاخلاقي لهم وكذلك الخدمات المتعددة في مجالات التعليم‏، ‏ وعلاج البطالة وخدمات الاغاثة التي لاتهتم بها عادة الحكومات في الدول الاسلامية‏.‏
بالاضافة الي ذلك‏، ‏ يعتبر الاسلاميون‏(Islamists)‏ في العديد من المجتمعات الاسلامية الشابة قوة المعارضة الرئيسية ضد حكومات قمعية‏.‏
إن الصحوة الاسلامية قد أفرخت بجانب ما انتجته عددا صغيرا من المتطرفين الذين أمدوا الارهاب وجماعات حرب العصابات بمجندين ضد غير المسلمين‏.‏
ثانيا‏,‏ فإنه وعبر العالم الاسلامي‏,‏ خاصة فيما بين العرب يوجد احساس قوي من الحزن والاستياء والحسد والعدوانية تجاه الغرب وثروته وقوته وثقافته‏.‏
وهذا يعود جزئيا كأثر من آثار الامبريالية والهيمنة التي مارسها الغرب علي العالم الاسلامي في اغلب سنوات القرن العشرين‏.‏ كما يعود ذلك جزئيا ايضا كنتيجة لسياسات غربية بما في ذلك ما اقترفتة السياسات الاميركية تجاه العراق منذ عام‏1991‏ واستمرار العلاقات الحميمة بين الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل‏.‏ إن ما يحدث هو وبتصور أكثر اتساعا نوع من رد الفعل من قبل الشعوب الاسلامية تجاه كل من حكوماتهم الفاسدة وغير الفعالة والقمعية وتجاه الحكومات الغربية التي يرون انها تساند هذه الأنظمة‏.‏
ثالثا‏:‏ فإن الانقسامات القبلية والدينية والعرقية والسياسية والثقافية في داخل العالم الاسلامي من الأمور المتسببة في اثارة العنف بين المسلمين‏.‏ وهذا من شأنه كذلك ان اشتعل العنف بين المسلمين وغير المسلمين لأن هناك جماعات وحكومات اسلامية مثل تلك التي في المملكة العربية السعودية وايران تتنافس فيما بينها لدعم نوع الاسلام الذي يريده كل منهم‏,‏ وهم في ذلك قاموا بتأييد جماعاتهم الاسلامية في حربها ضد غير المسلمين في كل من البوسنة والفلبين‏.‏ فلو كانت هناك حكومة اسلامية واحدة أو اثنتان علي الأكثر تمتلك السطوة والتأثير القوي علي العالم الاسلامي ـ وهذا ما لم يحدث منذ نهاية الامبراطورية العثمانية ـ لكان هناك عنف أقل بين المسلمين وربما أقل بين المسلمين وغيرهم‏.‏
رابعا‏:‏ إن الصحوة الاسلامية قد تزامنت مع ودعمت كذلك بفعل المعدل العالي للمواليد وزيادة السكان في معظم المجتمعات الاسلامية‏.‏ التي انتجت زيادة ملحوظة في عدد الشباب من الاعمار من‏16‏ سنة الي‏30‏ سنة‏.‏ إن ذكورا من مثل هذه الفئة يكونون عادة من الحاصلين علي التعليم الثانوي والفني والتعليم العالي وكذلك من العاملين وبالتالي يقومون بالهجرة إلي الغرب‏,‏ ويلتحقون بالمنظمات الاصولية والاحزاب السياسية وباعداد صغيرة ينخرطون في الجماعات وشبكات العصابات والارهاب‏.‏
إن الذكور في مثل هذه الاعمار الصغيرة هم الذين ينخرطون بشكل رئيس في اعمال العنف في كل المجتمعات التي يوجدون بها‏.‏ وهم يوجدون بأعداد وفيرة في المجتمعات الإسلامية‏.‏
إن هذه العوامل المذكورة اعلاه تعتبر من بين مصادر وأسباب انتشار العنف الذي يتورط فيه مسلمون‏.‏ وإلي اليوم فإن مثل هذا العنف لايزال تحت السيطرة ويعتبر محدودا ومشتتا‏.‏ والسؤال هنا هل يمكن ان يتم حشد تلك العوامل لتشكل صداما حضاريا عنيفا وواحدا بين الإسلام والغرب ومن الممكن بين الإسلام والحضارات الأخري ؟
إن هذا الأمر يعد وبوضوح هدف اسامة بن لادن‏.‏ فلقد أعلن حربا مقدسة ضد الولايات المتحدة‏,‏ وحث المسلمين علي قتل الأمريكيين دون هوادة أو تفرقة وحاول جاهدا أن يقوم بتعبئة المسلمين في كل مكان من أجل تفعيل جهاده هذا‏.‏ ولكنه لم ينجح في جهوده‏,‏ ويعود فشله جزئيا لتلك الانقسامات داخل الإسلام‏.‏ ومن الناحية الأخري فلقد اعلنت الولايات المتحدة حربا كونية ضد الإرهاب‏,‏ ولكن وفي الحقيقة هناك عدة حروب تشنها عدة حكومات مختلفة ضد جماعات ارهابية مختلفة‏.‏ وهدف الولايات المتحدة الرئيسي ينصب في حرب منظمة القاعدة‏,‏ أما الحكومات الأخري فتهتم بالتصدي للإرهابيين المحليين بداخل دولها‏.‏
إن عناصر صدام الحضارات متوافرة‏.‏ وإن ردود الفعل تجاه احداث‏11‏ ايلول/ سبتمبر وكذلك رد الفعل الأميركي تمت في حدود الخطوط والأطر الحضارية بشكل صارم‏.‏
إن حكومات وشعوب الدول الغربية كانت هي المتعاطفة إلي أبعد حد وكانت الداعمة من خلال اثبات التزامها بالتحالف مع الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب‏.‏ وهذا ينطبق بصدق علي مواقف بريطانيا وكندا واستراليا وتلك المجتمعات التي تشترك في ثقافة انجليزية مشتركة مع امريكا‏,‏ فكان رد فعلهم سريعا في تشكيل قوة رد عسكرية مشتركة‏.‏ كذلك جاء التأييد القوي والمتنوع من الالمانيين والفرنسيين والدول والشعوب الأوروبية الأخري ممن عبروا عن الوقوف في خندق واحد مع امريكا وقضيتها‏.‏ لقد رأوا في الهجمات ضد أمريكا هجمات ضدهم وهذا ما عبرت عنه خير تعيير صحيفة الليموند الفرنسية الشهيرة في عنوان رئيسي لها قال‏:‏ نحن جميعا أميركيون‏!...‏ وكان في ذلك صدي لكلمة الرئيس الراحل جون كيندي الشهيرة نحن نيويوركيون أما الدول القيادية من غير الدول الغربية مثل روسيا والصين والهند واليابان فقد تم التعبير عن رد فعلها بتصريحات ولغة معتدلة من التعاطف والتأييد‏.‏ وكل الحكومات الإسلامية أدانت الهجمات الإرهابية‏، وهي بلاشك كانت معنية كذلك بخطر جماعات التطرف الإسلامي التي تتحدي نظمها التسلطية‏.‏ فقط كانت كل من اوزبكستان وباكستان وتركيا هي الدول التي قدمت الدعم ل
رد الفعل الأمريكي‏.‏ وفيما يتعلق بالحكومات العربية الرئيسية أيدت كل من الأردن ومصر فقط ذلك الرد الأمريكي‏.‏
وفي معظم الدول الاسلامية قام الكثير من ابناء شعوبها بإدانة الهجمات الارهابية‏، وكان هناك عدد قليل ممن أيدوا الهجمات بوضوح ولكن الاعداد الضخمة ادانت كذلك رد الفعل الأميركي‏.‏
إنه وكلما طال أمد العمليات العسكرية للقوات الامريكية وحلفائها ضد خصومها‏,‏ زاد وانتشر رد الفعل الاسلامي‏.‏ لقد أدت احداث‏11‏ ايلول/ سبتمبر الي حدوث وحدة غربية ورد الفعل الطويل الأمد تجاه هذه الاحداث ربما يؤدي كذلك الي وحدة اسلامية‏.‏
إن عصر الحروب الاسلامية سينتهي عندما تتغير اسبابه أو يطرأ عليها التغير‏.‏ إنه وبتتابع الأجيال‏,‏ فإن حدة الوعي الاسلامي قد تتقلص كما حدث ويحدث في ايران اليوم‏.‏
إن الاستياء والعدوانية التي يشعر بها المسلمون تجاه الغرب من الممكن ان تنخفض اذا ما حدث تغيرات في السياسة الأميركية تجاه اسرائيل‏.‏ وعلي المدي البعيد‏، فإنه مع ذلك لاغني عن تحسين الحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الدول الاسلامية‏.‏ فإن الحكومات التي تفشل في توفير الاحتياجات الاقتصادية لشعوبها وتقوم بقمع الحريات بها تولد العنف تجاهها وتجاه الحكومات الغربية التي تدعم مثل هذه الحكومات‏.‏
كذلك فإن الحكومات غير الاسلامية‏,‏ مثل حكومات روسيا والهند واسرائيل التي تسعي الي السيطرة والتحكم في السكان أو المواطنين المسلمين الخاضعين لادارتها والذين يفضلون أن يكونوا خاضعين لسلطة وطنية اسلامية وإن اساءت اليهم لمن العوامل المولدة للعنف كذلك‏.‏ إنه وبالرغم من ان حالة الفرقة وعدم الوحدة الراهنة في اطار الاسلام من المحتمل ألا تتغير بشكل قوي في السنين القادمة‏، فإن الامور من المنظور الديموغرافي تبدو أكثر تفاؤلا‏.‏ فإن معدلات المواليد في العديد من الدول الاسلامية تسير نحو الانخفاض‏,‏ وفي بلاد البلقان تنخفض بشكل كبير‏، ولكن وفي بعض المجتمعات الاسلامية الأخري مثل الوضع في المملكة العربية السعودية تبقي معدلات المواليد عالية‏.‏
انه وبحلول عام‏2020‏ سوف تنخفض حدة الزيادة في عدد فئة الشباب في العالم الاسلامي‏.‏ وبالتالي فإن عصر حروب المسلمين قد يختفي في ادراج التاريخ وتتبعه حقبة جديدة تهيمن عليها اشكال أخري من العنف بين شعوب العالم‏.‏
ألبرت هنتينغتون الاستاذ بجامعة هارفارد وصاحب كتاب صدام الحضارات وإعادة صياغة النظام العالمي
إعداد: مكتب القاهرة