الدار البيضاء-إيلاف

عرف المغرب في الأيام الأخيرة الماضية تساقطات مطرية مهمة، بلغت خلال اليومين الماضيين فقط أربعة آلاف ملم، كما عرفت نسبة حقينة السدود ارتفاعا بلغ 43% .هذه المطار الشبه الطوفانية كانت لها، بالإضافة إلى آثارها الإيجابية، آثار جسيمة، ففي حصيلة رسمية مؤقتة، بلغ عدد ضحايا الفيضانات 15 قتيل، وأكدت يومية الأحداث المغربية-التي قدمت هذا الرقم- أن هذه الحصيلة قابلة للارتفاع لوجود عدد من الضحايا في عداد المفقودين، بينما قدمت يومية "العلم" رقما آخر وقالت أن عدد القتلى يصل إلى 17 عشر في كل من مدن الجديدة وسطات والصويرة، بالإضافة إلى مئات الجرحى. والملاحظ أن كلتا اليوميتين قدمتا أرقام الضحايا بناء على ما اعتبرتاه "تصريحات رسمية".
لا يقتصر الأمر على الخسائر البشرية، بل إن الخسائر المادية كانت ثقيلة في بعض المدن، فمدينتي سطات والمحمدية، القريبتين من مدينة الدار البيضاء، غمرتهما المياه وأصبحتا عائمتين، بعد أن وصلت نسبة امتلاء السدين القريبين من المدينتين مائة في المائة، كما أثرت التساقطات على المساحات الزراعية، فأتلفت السيول الجارفة حقولا فلاحية وجرفت معها المواشي والدواجن.
المناطق الصناعية بدورها تضررت من هذه التساقطات، ففي مدينة برشيد-40كلم شرق الدار البيضاء- وإحدى أهم المدن الصناعية المغربية، تضررت 25% من الشركات المتواجدة بالمدينة، بعد أن غمرت المياه الوحدات الصناعية لتصل في بعضها المياه إلى متر ونصف، ولم تقدم بعد حصيلة الخسائر التي لحقت بهذه الوحدات، وربطت بعض الصحف تحفظ أرباب الوحدات بتخوفهم من تأثير حصيلة الخسائر على تقييم شركات التأمين.
كبريات المدن المغربية عرفت هي الأخرى خسائر مادية جسيمة، فقد أدت الأمطار إلى انهيار عمارة بمدينة الدارالبيضاء وتصدع 600بناية بنفس المدينة.
أمام هول الكارثة، تكلف وزير الداخلية المغربي إدريس جطو بالإشراف المباشر على ملف الفيضانات، وقام بزيارة لبعض هذه المناطق، وأكد أن الدولة تلتزم بتقديم الدعم للمتضررين، هؤلاء لم تحص الدولة بعد عددهم، ولا حجم الخسائر التي تكبدوها.