&
اشبال من حزب اللّه
لندن ـ نصر المجالي: تواجه حكومة رئيس الوزراء العمالي البريطاني توني بلير موجة جديدة من الاحتجاج على خلفيات تصريحات ستذاع هذه الليلة أدلى بها وزير سابق ومهندس مهم لسياسات حزب العمال الحاكم.
ففي لقاء يذاع الليلة على القناة الرابعة المستقلة البريطانية قال بيتر مانديلسون وهو أحد واضعي استراتيجيات حزب العمال الجديد الذي جاء إلى السلطة قبل خمسة أعوام في انتخابات برلمانيتين لمرتين ان "الجيش الجمهوري الايرلندي حركة تحرر".
وهذا الجيش محظور في القانون البريطاني منذ اكثر من ثلاثين عاما حيث يدعو في مبادئه إلى مقاتلة الجيش "الاستعماري البريطاني وطرده من البلاد الايرلندية التي يجب ان تقيم جمهوريتها المتحدة مع الجمهورية القائمة حاليا وعاصمتها دبلن".
وفي الأعوام الأربعة الأخيرة دارت مفاوضات مكثفة وبوساطة أميركية أحيانا للوصول إلى حالة سلام في ايرلندا الشمالية تلك المقاطعة التي قررت بريطانيا على الاحتفاظ بها بعد منح ايرلندا الجنوبية استقلالها في العام 1920.
ونجحت المفاوضات أخيرا بتشكيل برلمان تنفيذي لايرلندا الشمالية التي تسمى في العرف السياسي البريطاني مقاطعة اليستر.
وبعد جهود مضنية وافق الجيش الجمهوري المحظور على تسليم أسلحته شريطة ان تسلم الجبهات الملكية والاتحادية الأخرى أسلحتها وان يعترف بممثلي حركة "شين فين" ذراعه السياسي في مجلس العموم البريطاني.
وفعلا تم ذلك، حيث سيزاول البرلمانيون الأربعة منذ الجلسات المقبلة في البرلمان البريطاني حقهم في حضور الجلسات واستخدام جميع الميزات الممنوحة لغيرهم من دون ان يؤدوا ولاء القسم لملكة بريطانيا.
وكان الجيش الجمهوري الايرلندي يعتبر إلى وقت قريب حركة إرهابية على الرغم من مناصرة جميع حركات التحرر العالمية له في مساعيه إلى التحرر من الاستعمار البريطاني، ولقي الجيش المحظور دعما من الاتحاد السوفيتي السابق ومن الصين وكوبا ومن العقيد الليبي معمر القذافي، وأيضا من منظمة التحرير الفلسطينية.
وفي المقابلة التلفزيونية المثيرة للجدال الليلة، فان مانديلسون الذي يعتبر عراب الحزب البريطاني الحاكم رغم ابتعاده عن المنصب، فانه يفصل ما بين "الإرهابيين الذين يتفاوضون كالجيش الجمهوري وتنظيم "القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن التي لا تريد التفاوض على أي شيء".
وقال مانديلسون الذي أقصي قبل اشهر عن منصبه كوزير لايرلندا الشمالية لعدم التصريح عن اسم كفيله المالي حين اشترى منزله الفخم في غربي لندن ان "الجيش الجمهوري في رأيي هو حركة تحرر لأنه في النهاية جاء إلى المفاوضات، وهو أعلن انه سيلقي أسلحته".
والمنتظر من بعد ملاحظات مانديلسون، ان تشهد الساحة البريطانية جدالا سياسيا ساخنا في تفسير معنى الإرهاب والإرهابيين والتفريق بينها وبين حركات التحرر.
واذ ذاك فان الأوساط السياسية البريطانية لم تتفق بعد على بعض التعريفات المتعلقة بحركات التحرر، وهذا ينطبق على العلاقات مع حزب الله اللبناني وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، ولهذه الحركات مكاتب رسمية في لندن ولها أيضا علاقات على صعد سياسية واسعة في البرلمان والحكومة والتجمعات الشعبية والنقابية.