إعداد: عبدالعليم الحجار أجرت مؤسسة "زغبي انترناشيونال" الاميركية المتخصصة في استطلاعات الرأي وخدمات العلاقات العامة دراسة استطلاعية موسعة استهدفت بالأساس تحديد معالم صورة المسلمين الاميركيين وأوضاعهم العامة في اطار المجتمع الاميركي في اعقاب احداث 11 سبتمبر التي خلفت انطباعات سلبية في اذهان العالم بشكل عام والاميركيين بشكل خاص ازاء الاسلام والمسلمين.
وارتكزت الدراسة الاحصائية على عدد من المحاور الاساسية والتي كان من ابرزها التوزيع السكاني لأفراد العينة والممارسات الدينية والانماط والتوجهات المتعلقة بالتصويت الانتخابي والآراء السياسية وطبيعة المشاركة في الحياة العامة الاميركية بالإضافة الى التأثيرات الناجمة عن احداث 11 سبتمبر.
وتُظهر نتائج الدراسة ان المسلمين الاميركيين يطمحون الى المشاركة بشكل كامل في الحياة العامة الاميركية الا ان ذلك الطموح اصبح يواجه صعوبات ملموسة بسبب التمييز الذي يمارس ضدهم قبل ومنذ احداث 11 سبتمبر كما بسبب تصوير المسلمين على نحو سلبي في جميع وسائل الاعلام الغربية.
وقد أجريت الدراسة خلال الفترة الواقعة بين الثامن والتاسع عشر من شهر نوفمبر الماضي
وفي ما يلي نلقي الضوء على اهم النتائج التحليلية التي تمخضت عنها الدراسة التي شملت 1781 مسلما اميركيا ينتمون الى مختلف فئات المجتمع الاميركي كما يتوزعون على مناطق جغرافية متنوعة.
أولاً: التوزيع الديموغرافي (السكاني) لأفراد العينة:
?& ثلاثة ارباع المسلمين الاميركيين الذين شملتهم الدراسة تقل اعمارهم عن 50 سنة.
?& نسبة 58 في المئة من بينهم خريجو جامعات.
?& نسبة 85 في المئة منهم عرب او افارقة او اميركيون من اصل افريقي او جنوب آسيويين.
?& نسبة 50 في المئة منهم يحصلون على دخل سنوي يزيد على 50 ألف دولار اميركي.
?& 70 في المئة من بينهم متزوجون.
?& 39 في المئة من بينهم يعيشون في المناطق الشرقية من الولايات المتحدة.
?& 36 في المئة منهم ولدوا في الولايات المتحدة.
?& نسبة 60 في المئة من اولئك الذين لم يولدوا في الولايات المتحدة وصلوا اليها بعد العام 1980 و36 في المئة وصلوا خلال الفترة من 1980 الى 1989 في حين وصلت نسبة 24 في المئة خلال الفترة من 1990 وحتى الآن.
?& المسلمون الاميركيون الذين شملتهم الدراسة ولدوا في 80 دولة بما في ذلك الولايات المتحدة.
ثانياً: أنماط التصويت الانتخابي:
?& 40 في المئة من المسلمين الاميركيين هم من الديموقراطيين و23 في المئة جمهوريون في حين تبلغ نسبة المستقلين 28 في المئة.
?& 79 في المئة من المسلمين الاميركيين مسجلين في السجلات الانتخابية اي يحق لهم الادلاء بأصواتهم سواء في الانتخابات العامة أو الانتخابات البلدية.
?& من بين اولئك المسجلين في السجلات الانتخابية يؤكد 85 في المئة انهم يحرصون على الادلاء بأصواتهم دائما.
?& من بين المسلمين الاميركيين غير المسجلين في السجلات الانتخابية يقول 53 في المئة ان السبب في ذلك هو انهم ليسوا مواطنين كما يقول 71 في المئة منهم انهم ينوون السعي من اجل الحصول على حق التصويت في أقرب فرصة.
?& ادلى 55 في المئة من المسلمين الاميركيين من اصل افريقي بأصواتهم للمرشح آل غور (في الانتخابات الرئاسية الماضية) في حين ادلى 54 في المئة من الاميركيين العرب و49 في المئة من الاميركيين الجنوب آسيويين بأصواتهم لصالح بوش, كما ان نسبة 56 في المئة من المسلمين الباكستانيين أدلوا بأصواتهم لصالح المرشح جورج دبليو بوش.
ثالثاً: الآراء السياسية:
?& يصف 36 في المئة من المسلمين الاميركيين انفسهم بأنهم معتدلون في ما يتعلق بالايدلوجية السياسية التي يتبنوها, وفي حين يقول 27 في المئة منهم انهم "ليبراليون" او "ليبراليون جدا" فإن نسبة 21 في المئة منهم يصفون انفسهم بأنهم محافظون او "محافظون جدا".
?& قال 34 في المئة من المسلمين الاميركيين الذين شملتهم الدراسة انهم قاموا بزيارة مواقع سياسية في شبكة الانترنت او تبرعوا بجزء من اوقاتهم او اموالهم لصالح مرشح سياسي معين وعلاوة على ذلك فإن نسبة 45 في المئة من بينهم قالوا انهم غيروا انماط حياتهم بهدف دعم قضية معينة كالبيئة او السلام العالمي مثلا.
?& يرى 43 في المئة من المسلمين الاميركيين انه "من المهم جدا" المشاركة في الفعاليات السياسية بشتى أشكالها وترتفع هذه النسبة الى 54 في المئة بين المسلمين الاميركيين ذوي الاصول الافريقية.
?& تتبنى غالبية المسلمين الاميركيين آراء وتوجهات متشددة ومحافظة ازاء الكثير من الموضوعات الاجتماعية والأخلاقية وذلك على النحو التالي: 68 في المئة يؤيدون تطبيق عقوبة الاعدام و71 في المئة يعارضون الزواج المثلي (زواج الشواذ) و57 في المئة يؤيدون فرض قيود مشددة على عمليات الاجهاض و61 في المئة يعارضون الانتحار الذي يتم تحت اشراف طبي (القتل الرحيم) و65 في المئة يؤيدون فرض حظر شامل على جميع عمليات بيع وعرض المواد الاباحية.
رابعاً: المشاركة في الحياة العامة الاميركية:
?& يتفق المسلمون الاميركيون بالاجماع تقريبا (96 في المئة) على تأييد مبدأ إمكانية ان تذهب تبرعاتهم الى برامج خدماتية اجتماعية لا تنحصر على المسلمين مثل برامج رعاية المشردين ومعالجة المدمنين بالإضافة الى جهود تعزيز المشاركة في العملية السياسية بشكل عام دون النظر الى الديانة.
?& يساهم 77 في المئة من المسلمين الاميركيين بجهود فعالة في المنظمات التي تعنى بمساعدة الفقراء والمرضى والمسنين والمشردين.
?& يحرص 71 في المئة منهم على المشاركة بشكل فعال في الانشطة (الدينية والاجتماعية) التي تنظمها المساجد او المنظمات الدينية الاخرى.
?& يساهم المسلمون الاميركيون بقدر أقل من النشاط في منظمات العلاقات العامة (33 في المئة) ومنظمات المتقاعدين عن العمل (24 في المئة) والاتحادات العمالية (17 في المئة).
?& نسبة 54 في المئة من المسلمين الاميركيين لا يعتبرون الولايات المتحدة مجتمعا غير اخلاقيا الا ان 49 في المئة من المسلمين المولودين في الولايات المتحدة و57 في المئة من المسلمين الاميركيين ذوي الاصول الافريقية يرون عكس ذلك.
?& 68 في المئة من المسلمين الاميركيين يعتقدون ان وسائل الاعلام (الغربية) تصور المسلمين والاسلام على نحو يفتقر الى الانصاف, كما يرى 77 في المئة منهم ان صناعة السينما الاميركية لا تتعامل مع الاسلام والمسلمين بالقدر اللائق من الانصاف والعدل.
خامساً: الممارسات الدينية:
?& من بين المسلمين الذين شملتهم الدراسة قال 47 في المئة انهم يحرصون على اداء جميع الصلوات الخمس اليومية المفروضة وفقا لتعاليم الدين الاسلامي في حين قال 22 في المئة انهم لا يصلون بشكل منتظم بل يؤدون صلوات متفرقة مثل صلوات العيدين وصلوات الجمعة, وأقر 13 في المئة بأنهم لا يصلون مطلقا.
?& يحرص 49 في المئة من المسلمين الاميركيين على الذهاب الى المسجد لأداء صلاة الجمعة الاسبوعية او لأداء الصلوات اليومية.
?& نسبة 62 في المئة من المسلمين الاميركيين الشباب بشكل عام الذين تراوح اعمارهم بين 18 و24 عاما، وكذلك نسبة 69 في المئة من نظرائهم ذوي الاصول الافريقية يحرصون على الانخراط في الفعاليات والانشطة الدينية والاجتماعية التي تنظمها المساجد في حين ان تلك النسبة تهبط الى 48 في المئة بين المسلمين الاميركيين بشكل عام.
?& يرى 79 في المئة من المسلمين الاميركيين ان للقيم الروحانية التي يؤكدها الاسلام دورا مهما في حياتهم اليومية.
?& يعتقد 57 في المئة من المسلمين الاميركيين انه ينبغي على المساجد ان تعبّر عن آراء المسلمين في ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية والسياسية.
?& 19 في المئة من المسلمين الاميركيين اعتنقوا الاسلام عن طريق الاهتداء (اي انهم لم يولدوا مسلمين اساسا) ومن بين هؤلاء قال 38 في المئة انهم تحولوا الى الدين الاسلامي بفضل القراءة عنه في حين قال 22 في المئة انهم اعتنقوا الاسلام من منطلق التأثر الايجابي بسلوكيات واخلاقيات المسلمين المحيطين بهم.
سادساً: التأثيرات الناجمة عن أحداث 11 سبتمبر
?& يحظى الرئيس جورج بوش بدعم وتأييد 58 في المئة من المسلمين الاميركيين في ما يتعلق بالطريقة التي تعامل بها مع الهجمات الارهابية التي وقعت في 11 سبتمبر كما يتفق 66 في المئة منهم مع ادارة الرئيس بوش في تأكيدها على ان الحرب الحالية تستهدف الارهاب وليس الاسلام.
?& يعتقد 61 من المسلمين الاميركيين انه كان من الممكن الحؤول دون وقوع هجمات 11 سبتمبر ويرى 64 في المئة منهم ان الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة حاليا قد تؤدي الى استثارة المزيد من الهجمات الارهابية في حين يقول 68 في المئة ان تلك الحملة ربما تؤدي الى خلق المزيد من عدم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط التي يسودها التوتر.
?& أكثر من نصف المسلمين الاميركيين (51 في المئة) يؤيدون العمل العسكري الذي قامت به الولايات المتحدة ضد افغانستان وذلك في مقابل 43 في المئة يعارضونه.
?& 79 في المئة من المسلمين الاميركيين يعتقدون ان السياسة الاميركية في منطقة الشرق الاوسط هي التي ادت الى هجمات 11 سبتمبر، بينما يرى 67 في المئة منهم ان احداث تغيير في السياسة الاميركية في تلك المنطقة هو افضل سبيل لمكافحة الارهاب واستئصاله.
?& يشعر 57 في المئة من المسلمين الاميركيين بأن نظرة الاميركيين الى العرب بشكل خاص قد تغيرت الى الاسوأ منذ وقوع هجمات 11 سبتمبر.
?& يقول 52 في المئة من المسلمين الاميركيين انهم وشركاتهم ومنظماتهم الدينية يواجهون نوعا من التمييز السلبي ضدهم منذ 11 سبتمبر وان ابرز اشكال ذلك التمييز هي الاهانات اللفظية التي تعرض لها 25 في المئة منهم.
سابعاً قضايا السياسة الخارجية
?& تتفق الغالبية الساحقة من المسلمين الاميركيين (84 في المئة) على انه يتعين على الولايات المتحدة ان تؤيد وتدعم قيام دولة فلسطينية.
?& كما يرى 70 في المئة منهم انه يجب على الولايات المتحدة ان تقلص حجم المساعدات الاقتصادية والعسكرية التي تقدمها الى اسرائيل.
?& يتفق 61 في المئة من المسلمين الاميركيين على ضرورة ان تقلص الولايات المتحدة حجم المساعدات التي تقدمها الى الانظمة الحاكمة غيرالديموقراطية في العالم الاسلامي، الا ان 22 في المئة لا يتفقون مع ذلك الرأي.
?& يتفق 63 في المئة مع رأي وزير الخارجية الاميركي القائل بأن قضية اقليم كشمير هي القضية الأساسية والاكثر حساسية بين الهند وباكستان وفي المقابل، فإن 21 في المئة ليس لديهم اي رأي محدد حول ذلك الموضوع.
ونستعرض ما يلي أبرز الأسئلة التي وردت في الدراسة الاستطلاعية, ويعقب كل سؤال إجابات تبين النسب المئوية الاحصائية التي تعكس آراء وردود أفعال المسلمين الأميركيين الذين شملتهم الدراسة.(الرأي العام الكويتية)