&
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والسيادة
إن الأنظار في لبنان كما في جميع أرجاء الوطن العربي، تتطلع إلى مؤتمركم بكثير من الفخر والاعتزاز، لأنه يؤكد على مدى حرصكم واهتمامكم بمواجهة هذه المرحلة الدقيقة بل والخطيرة في تاريخ الأمة العربية. ولا شك بأن اصراركم على عقد هذا المؤتمر، رغم كل الصعوبات وشتى أنواع الضغوط، إنما هو تأكيد على شعوركم بالمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقكم. وانه لشرف كبير للبنان الذي يرحب بكم اليوم، أن يكون الأرض الطيبة التي انطلقت منها المقاومة الوطنية الباسلة، التي استطاعت ان تطرد العدو الإسرائيلي المحتل، فأعطت بذلك مثلاً يحتذى في الصمود والإرادة والاصرار على الشهادة في سبيل الحرية والكرامة.
أيها الأخوة القادة
إننا نناشدكم بأن تضعوا جانباً جميع الخلافات بينكم، وترتفعوا إلى مستوى المسؤوليات الخطيرة التي تواجهكم، فليس ثمة أي مجال الآن لخلاف أو نزاع بين الأخ وأخيه، بل عليكم أن تترفعوا عن كل ما يفرق وتجمعوا على كل ما يوحد، وبخاصة في هذه الظروف الدقيقة والحرجة التي تهدد مصير العالم العربي بأجمعه.
إن قمة بيروت ستكون بلا ريب القمة الحاسمة، لأنها تشكل الفرصة الأخيرة للسلام المنشود. وإذا كنا نرحب بمبادرة سمو الأمير عبد الله التي تستهدف إحلال السلام مقابل استعادة جميع الأراضي العربية المحتلة، فإننا نأمل بأن تكون هذه المبادرة منطلقاً لتحقيق جميع المطالب العربية المبنية أصلاً على الشرعية الدولية، المتمثلة بقرارات الأمم المتحدة وبخاصة القرار 242 والقرار 338.
لقد جاءت هذه المبادرة بعد ما يزيد عن عام ونصف عام على انتفاضة الأقصى وبلوغ النزاع العربي الإسرائيلي ذروة الصراع، وبعد ان بات اليأس يسيطر على أية إمكانية لتهدئة الأوضاع، في ظل الموقف الإسرائيلي المتعنت بقيادة شارون، رائد التوسع والاستيطان وسياسته المعادية للسلام ورفض الانسحاب من الضفة والقطاع باعتبارهما أرض الميعاد.
لقد أثبتت المقاومة في لبنان، كما الانتفاضة في فلسطين، أن العرب ليسوا ضعفاء، وأن الشعوب العربية التي تنشد السلام إنما هي تريد السلام الشجاع، السلام الشامل والعادل الذي يوفر لها السيادة والكرامة ويعيد لها الحقوق المغتصبة. ولقد برهن المناضلون العرب في كل مكان، ان قوة الإرادة وقوة الحق لا تعلوهما أية قوة مهما بلغ العتو والطغيان. ولا يمكن للطائرات والدبابات وشتى أنواع سلاح الفتك والدمار، ان تتغلب على قوة الإيمان والإرادة التي تجسدت في التهافت على التضحية والشهادة في سبيل الحق والشرف والكرامة.
من هنا فإننا نهيب بالقادة العرب أن يعتصموا بحبل الله، وان يتمسكوا بالثوابت الوطنية والقومية، إكراماً لدم الشهداء وكفاح المناضلين، ومن أجل تجسيد آمال الشعوب العربية، في استعادة الأراضي العربية المحتلة في فلسطين وفي الجولان وفي مزارع شبعا. إننا نؤكد للأخوة القادة، بأن الحفاظ على الحقوق العربية هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام الشامل والعادل، دون أية تنازلات أو مواربة أو تضليل. ولا شك أن بلوغ هذا الهدف يتطلب منهم وضع خطة عمل متكاملة مع آلية للتنفيذ من شأنها وقف العدوان الإسرائيلي، وذلك عبر نشر القوات الدولية وتفكيك المستوطنات والإفراج عن جميع المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وضمان حق العودة. ولا شك أن تحقيق ذلك من شأنه ضمان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريفة، ضمن حدود آمنة ومعترف بها دولياً.
أيها الأخوة القادة
لقد اثبتت الولايات المتحدة الأميركية منذ مؤتمر مدريد وعلى مدى عقد من الزمن، انها ليست الراعي الصالح لمفاوضات السلام، لأنها ما تزال تكيل بمكيالين وتضع أمن إسرائيل وسلامتها فوق كل اعتبار، ضاربة عرض الحائط بهذه الأعمال الهمجية والبربرية، وما يرافقها من سفك الدماء البريئة على أرض فلسطين الطاهرة، والتي يقوم بها السفاح شارون. كما ان الإدارة الأميركية ما تزال تقوم بدورها المخزي، حين تساوي بين المعتدي والمعتدى عليه، وتندد بانتفاضة ابناء فلسطين الشرفاء، الذي يدافعون عن أرضهم وكرامتهم وحقهم ضد الغاصب المحتل، وتصف أعمالهم البطولية بالإرهاب. وبديهي ان هذا الموقف الذي تتخذه الإدارة الأميركية الخاضعة للسيطرة الصهيونية واللوبي الإسرائيلي، قد ساهم إلى حد بعيد في مآسي الشعب الفلسطيني. لذلك لا بد من وقفة عز عربية تجاه هذا الانحياز الأميركي الفاضح، تتبلور بموقف عربي موحد، من شأنه أن يجبر الولايات المتحدة الأميركية على إعادة النظر في سياستها المنحازة كلياً لإسرائيل، وخاصة ان لدى العرب امكانات وقدرات هائلة، لم تستخدم بعد بالشكل الصحيح والكافي حتى اليوم. ولا شك بأن الموقف العربي الموحد، الذي تجسد مؤخراً في الرفض العربي للمخطط الأميركي بتوجيه ضربة إلى العراق، والذي أثار استهجان الرئيس الأميركي والإدارة الأميركية، هو خير دليل على ان وحدة الموقف العربي وصلابته، هما السلاح الأمضى في مواجهة المؤامرات والمخططات الأميركية الإسرائيلية. ولا ريب بأن مثل هذه المواجهة تتطلب أيضاً، ترجمة حقيقية وصادقة للمعاهدات والاتفاقيات العربية على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية، فضلاً عن وجوب التنسيق الكامل في مختلف ميادين التعاون.
أيها الأخوة القادة
إننا إذ نحييكم في الختام ونرجو لمؤتمر القمة النجاح المنشود، فلا بد لنا من توجيه التحية إلى أبطال انتفاضة الأقصى والمقاومة في لبنان، والوقوف إجلالاً لأرواح شهداء الأمة الأبطال.
إننا ننحني أمام هذه الإرادة الجبارة، إرادة من استخفوا بالموت من أجل أن تكتب لهم الحياة. فلتكن هذه الإرادة وهذا العزم والإيمان نبراساً لقادة الأمة من أجل بلوغ الأهداف المنشودة وتحقيق السلام الشامل والعادل.
وإلى أن يتحقق ذلك تبقى المقاومة الحل الأمثل، وتبقى الانتفاضة الخيار الوحيد، حتى يكتب لها النصر، وان النصر لقريب بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله (السفير اللبنانية)
إن الأنظار في لبنان كما في جميع أرجاء الوطن العربي، تتطلع إلى مؤتمركم بكثير من الفخر والاعتزاز، لأنه يؤكد على مدى حرصكم واهتمامكم بمواجهة هذه المرحلة الدقيقة بل والخطيرة في تاريخ الأمة العربية. ولا شك بأن اصراركم على عقد هذا المؤتمر، رغم كل الصعوبات وشتى أنواع الضغوط، إنما هو تأكيد على شعوركم بالمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقكم. وانه لشرف كبير للبنان الذي يرحب بكم اليوم، أن يكون الأرض الطيبة التي انطلقت منها المقاومة الوطنية الباسلة، التي استطاعت ان تطرد العدو الإسرائيلي المحتل، فأعطت بذلك مثلاً يحتذى في الصمود والإرادة والاصرار على الشهادة في سبيل الحرية والكرامة.
أيها الأخوة القادة
إننا نناشدكم بأن تضعوا جانباً جميع الخلافات بينكم، وترتفعوا إلى مستوى المسؤوليات الخطيرة التي تواجهكم، فليس ثمة أي مجال الآن لخلاف أو نزاع بين الأخ وأخيه، بل عليكم أن تترفعوا عن كل ما يفرق وتجمعوا على كل ما يوحد، وبخاصة في هذه الظروف الدقيقة والحرجة التي تهدد مصير العالم العربي بأجمعه.
إن قمة بيروت ستكون بلا ريب القمة الحاسمة، لأنها تشكل الفرصة الأخيرة للسلام المنشود. وإذا كنا نرحب بمبادرة سمو الأمير عبد الله التي تستهدف إحلال السلام مقابل استعادة جميع الأراضي العربية المحتلة، فإننا نأمل بأن تكون هذه المبادرة منطلقاً لتحقيق جميع المطالب العربية المبنية أصلاً على الشرعية الدولية، المتمثلة بقرارات الأمم المتحدة وبخاصة القرار 242 والقرار 338.
لقد جاءت هذه المبادرة بعد ما يزيد عن عام ونصف عام على انتفاضة الأقصى وبلوغ النزاع العربي الإسرائيلي ذروة الصراع، وبعد ان بات اليأس يسيطر على أية إمكانية لتهدئة الأوضاع، في ظل الموقف الإسرائيلي المتعنت بقيادة شارون، رائد التوسع والاستيطان وسياسته المعادية للسلام ورفض الانسحاب من الضفة والقطاع باعتبارهما أرض الميعاد.
لقد أثبتت المقاومة في لبنان، كما الانتفاضة في فلسطين، أن العرب ليسوا ضعفاء، وأن الشعوب العربية التي تنشد السلام إنما هي تريد السلام الشجاع، السلام الشامل والعادل الذي يوفر لها السيادة والكرامة ويعيد لها الحقوق المغتصبة. ولقد برهن المناضلون العرب في كل مكان، ان قوة الإرادة وقوة الحق لا تعلوهما أية قوة مهما بلغ العتو والطغيان. ولا يمكن للطائرات والدبابات وشتى أنواع سلاح الفتك والدمار، ان تتغلب على قوة الإيمان والإرادة التي تجسدت في التهافت على التضحية والشهادة في سبيل الحق والشرف والكرامة.
من هنا فإننا نهيب بالقادة العرب أن يعتصموا بحبل الله، وان يتمسكوا بالثوابت الوطنية والقومية، إكراماً لدم الشهداء وكفاح المناضلين، ومن أجل تجسيد آمال الشعوب العربية، في استعادة الأراضي العربية المحتلة في فلسطين وفي الجولان وفي مزارع شبعا. إننا نؤكد للأخوة القادة، بأن الحفاظ على الحقوق العربية هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام الشامل والعادل، دون أية تنازلات أو مواربة أو تضليل. ولا شك أن بلوغ هذا الهدف يتطلب منهم وضع خطة عمل متكاملة مع آلية للتنفيذ من شأنها وقف العدوان الإسرائيلي، وذلك عبر نشر القوات الدولية وتفكيك المستوطنات والإفراج عن جميع المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وضمان حق العودة. ولا شك أن تحقيق ذلك من شأنه ضمان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريفة، ضمن حدود آمنة ومعترف بها دولياً.
أيها الأخوة القادة
لقد اثبتت الولايات المتحدة الأميركية منذ مؤتمر مدريد وعلى مدى عقد من الزمن، انها ليست الراعي الصالح لمفاوضات السلام، لأنها ما تزال تكيل بمكيالين وتضع أمن إسرائيل وسلامتها فوق كل اعتبار، ضاربة عرض الحائط بهذه الأعمال الهمجية والبربرية، وما يرافقها من سفك الدماء البريئة على أرض فلسطين الطاهرة، والتي يقوم بها السفاح شارون. كما ان الإدارة الأميركية ما تزال تقوم بدورها المخزي، حين تساوي بين المعتدي والمعتدى عليه، وتندد بانتفاضة ابناء فلسطين الشرفاء، الذي يدافعون عن أرضهم وكرامتهم وحقهم ضد الغاصب المحتل، وتصف أعمالهم البطولية بالإرهاب. وبديهي ان هذا الموقف الذي تتخذه الإدارة الأميركية الخاضعة للسيطرة الصهيونية واللوبي الإسرائيلي، قد ساهم إلى حد بعيد في مآسي الشعب الفلسطيني. لذلك لا بد من وقفة عز عربية تجاه هذا الانحياز الأميركي الفاضح، تتبلور بموقف عربي موحد، من شأنه أن يجبر الولايات المتحدة الأميركية على إعادة النظر في سياستها المنحازة كلياً لإسرائيل، وخاصة ان لدى العرب امكانات وقدرات هائلة، لم تستخدم بعد بالشكل الصحيح والكافي حتى اليوم. ولا شك بأن الموقف العربي الموحد، الذي تجسد مؤخراً في الرفض العربي للمخطط الأميركي بتوجيه ضربة إلى العراق، والذي أثار استهجان الرئيس الأميركي والإدارة الأميركية، هو خير دليل على ان وحدة الموقف العربي وصلابته، هما السلاح الأمضى في مواجهة المؤامرات والمخططات الأميركية الإسرائيلية. ولا ريب بأن مثل هذه المواجهة تتطلب أيضاً، ترجمة حقيقية وصادقة للمعاهدات والاتفاقيات العربية على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية، فضلاً عن وجوب التنسيق الكامل في مختلف ميادين التعاون.
أيها الأخوة القادة
إننا إذ نحييكم في الختام ونرجو لمؤتمر القمة النجاح المنشود، فلا بد لنا من توجيه التحية إلى أبطال انتفاضة الأقصى والمقاومة في لبنان، والوقوف إجلالاً لأرواح شهداء الأمة الأبطال.
إننا ننحني أمام هذه الإرادة الجبارة، إرادة من استخفوا بالموت من أجل أن تكتب لهم الحياة. فلتكن هذه الإرادة وهذا العزم والإيمان نبراساً لقادة الأمة من أجل بلوغ الأهداف المنشودة وتحقيق السلام الشامل والعادل.
وإلى أن يتحقق ذلك تبقى المقاومة الحل الأمثل، وتبقى الانتفاضة الخيار الوحيد، حتى يكتب لها النصر، وان النصر لقريب بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله (السفير اللبنانية)
التعليقات