الدار البيضاء-إيلاف: غلب الطابع الاقتصادي على مباحاثات اليومين الأولين من زيارة العاهل المغربي محمد السادس لواشنطن، ففي اليوم الأول من زيارته التقى العاهل المغربي في بلير هاوس (مكان اقامته) كل من أندرو ناتسيوس مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وروبيرت زويليك ممثل الولايات المتحدة في المفاوضات التجارية الدولية. وتركزت اللقاءات على تقديم صورة للمغرب والقاء الضوء على ابرز المشاكل التي يواجهها وبخاصة في مكافحة الجفاف&وسبل توفير&المياه.
وتركزت المباحثات مع ممثل الولايات المتحدة الأميركية في المفاوضات التجارية الدولية على اتفاقية التبادل الحر المزمع إنشاؤها بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأميركية.
ثم كان لقاء العاهل المغربي مع جيمس وولفنسون رئيس البنك الدولي وهورست كولر المدير العام لصندوق النقد الدولي وتناولت المباحثات ضرورة إعطاء أفضل الفرص للاندماج الاقتصادي بين بلدان المنطقة المغاربية.
وكان المغرب قد قام بإصلاحات اقتصادية كتأهيل المقاولات والقيام بحملات لتخليق الحياة العامة وبخاصة محاربة الرشوة المتفشية في جميع القطاعات ومن بينها القطاع الاقتصادي، كما أعلن العاهل المغربي عن إنشاء مراكز للاستثمار مهمتها تسريع الإجراءات الإدارية والتقنية للمستثمرين.
وفي اليوم الثاني (امس) التقى العاهل المغربي بالرئيس الأميركي جورج بوش وهو اللقاء الذي تضمن بالإضافة إلى العلاقات السياسية بين البلدين والوضع في الشرق الأوسط الحديث عن منطقة التبادل الحر بين المغرب وأمريكا وكان مشروع إنشاء منطقة التبادل الحر بين الدول المغاربية وأمريكا قد طرحه نائب في الكونغريس، وهو المشروع الذي أصبحت تتبناه حكومة بوش، حيث أعلن عقب لقائه بالعاهل المغربي للصحافة أن إنشاء هذه المنطقة من "مصلحة أمتنا" ومن مصلحة "المملكة المغربية" وأضاف أن"موضوع إنشاء منطقة للتبادل الحر بين البلدين وتطوير المبادلات التجارية ودعم العلاقات الاقتصادية خدمة للمصالح المشتركة".
وسيلتقي العاهل المغربي اليوم بالمسؤولين المباشرين عن هذا الملف.لترجمة الاتفاق على أرض الواقع. كان موضوع الطاقة بدوره حاضرا في لقاءات العاهل المغربي المكثفة حيث التقى بأبراهام سبنسر كاتب الدولة الأمريكي في الطاقة، وأعلن المسؤول الأميركي عزم وزارته "دعم المشاريع الجاري إنجازها مع تشجيع مستثمرين أمريكيين آخرين على الاهتمام بالإمكانيات التي يتيحها المغرب في مختلف ميادين الطاقة والصناعة النفطية والمعدنية". وكانت بعض الشركات الأمريكية في التنقيب عن البترول قد بدأت عمليات الحفر في عدد من مناطق المملكة.
لم تقتصر مباحثات العاهل المغربي في واشنطن خلال اليومين الأولين على الشق الاقتصادي بل تناولت التعاون العسكري من خلال لقاء العاهل المغربي مع كاتب الدولة في الدفاع دونالد رامسفيلد يوم الاثنين. وكانت المملكة المغربية مستاءة من التعاون العسكري الأميركي الجزائري والذي توج باتفاقية لتزويد الجزائر ببعض الأسلحة، كما زار جار المغرب الشرقي مسؤولون عسكريون.
وخلال هذا اللقاء أكد العاهل المغربي على "أهمية التعاون المغربي الأمريكي لتعزيز الاستقرار والمساهمة في استتباب السلام في المنطقة ".
قضية الصحراء المغربي كانت حاضرة في مباحثات العاهل المغربي مع المسؤولين الأمريكيين، بالإضافة إلى قضية الشرق الأوسط. حيث جدد العاهل المغربي عقب لقائه بجورج بوش تشبث المغرب بحل سياسي للنزاع في الصحراء في إطار السيادة المغربية، وأطلع الرئيس الأميركي على آخر تطورات الملف، كما أوضح له المخاطر التي تهدد المنطقة في حال القبول بخيار تقسيم الصحراء.
زيارة العاهل المغربي ولقاءاته خلال اليومين الأولين طغى عليها طابع اقتصادي، ويتضح ذلك من خلال الوفد المرافق للعاهل المغربي والذي يضم وزير الاقتصاد والسياحة والمالية فتح الله ولعلو مستشار العاهل المغربي في الاقتصاد محمد القباج وأندري أزولاي.