&
ايلاف -لندن: لفظ رجل الجزائر القوي لسنوات ثلاثين مضت محمد الشريف مساعدية النفس الاخير في المستشفى الاميركي في باريس اليوم منهيا حياة سياسية حافلة في تاريج الجزائر من بعد الاستقلال في العام 1962 . ومساعدية الذي قضى عن عمر ناهز الـ 78 عاما، ساهم في خلق غالب رؤساء الجزائر من بعد الاطاحة بأول رئيس احمد بن بله.
وآخر هؤلاء كان الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة الذي حشد له مساعدية بمهارته السياسية جميع الاحزاب ما عدا الاسلاميين ليفوز برئاسة الجمهورية في العام 1999 .ولتقديم خدمة مماثلة فان الرئيس بوتفليقة عين مساعدية "الوفي" عضوا في مجلس الامة ممهدا الطريق له لرئاسة المجلس بعد الخلاف العسير مع الرئيس السابق البشير بومعزة في مطلع العام 2001 .
واذ يقضي مساعدية وهو احد رجالات الحرس القديم في بلد المليون شهيد بعيدا عن ارض الوطن فانه لم يهنأ بعودة جبهة التحرير الوطني القوية الى البرلمان في الانتخابات التي اعلنت نتائجها يوم امس الجمعة.
وفازت الجبهة التي ظلت الحزب الوحيد الحاكم في العام 1992 من بعد الانتخابات البرلمانية التي الغيت نتائجها بسبب تفوق جبهة الانقاذ الاسلامية التي حظر نشاطها السياسي من بعد ذلك وشتت جمع قادتها اما سجنا او نفيا الى الخارج.
وكما ذكرت "إيلاف" قبل يومين فان رئاسة مجلس الامة الجزائري الذي يجمع المجلس الوطني الشعبي المنتخب والغرفة الثانية المعين ثلثي اعضائها ستؤول على ما يبدو الى عميد الدبلوماسية الجزائرية عبدالعزيز بلخادم وهو احد المقربين من الرئيس بوتفليقة، وهو يريده رجلا ثانيا.
ومن المقرر ان تتقدم حكومة علي بن فليس باستقالتها في اليومين المقبلين الى بوتفليقة لافساح المجال لتشكيل حكومة جديدة من بعد اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية حسب ما يقضي الدستور.
واذا تفوقت جبهة التحرير الوطني في غالبية مقاعد البرلمان فانه من المتعين ان يكلف بوتفليقة رئيس الوزراء بن فليس باعادة تشكيل الحكومة التي ستضم وزراء تكنوقراطيين جددا حسب ما صرحت به مصادر جزائرية لـ"إيلاف".
ومن المحتمل ان يتسلم وزير العدل الحالي احمد اويحيى مهمة وزارة الخارجية على الرغم من تراجع حزبه " التجمع الوطني الديموقراطي" في الانتخابات، كما ان المعلومات تشير الى انه سيتم الابقاء على الرجل القوي يزيد زرهوني وزيرا للداخلية على الرغم من الحملة المناهضة اليه راهنا وخصوصا في منطقة القبائل البربرية التي تدعو الى الاستقلال الذاتي.
وزرهوني احد الرجالات في الجزائر الذين يقفون بعنف ضد المطالب البربرية وهو حارب ذلك في العام الماضي بقوة السلاح مدعوما من الجنرالات والرئيس بوتفليقة ذاته.
ومن مفاجئآت الانتخابات البرلمانية الجزائرية حصول الحزب الشيوعي "التروتسكي" بزعامة لويزا حنون على 21 مقعدا في البرلمان ذا الـ 389 مقعد، وكان للحزب اليساري 4 مقاعد في السابق.
وفاز اسلاميون معتدلون حيث لم يخض معركة الانتخابات الاجنحة المتشددة حيث هي محظورة منذ العام 1992 ، الامر الذي اضطر عناصرها الى مقاتلة السلطة الرسمية بقوة السلاح للسنوات العشر الماضية.
كما قوطعت الانتخابات في شكل ملحوظ في منطقة القبائل البربرية حيث لم تتجاوز نسبة الاقبال على صناديق الاقتراع اكثر من ثلاثة بالمائة. وكانت الحكومة الجزائرية عدلت الدستور قبل شهرين معترفة باللغة الامازيغية لغة رسمية ثانية في البلاد الى جانب العربية.
لكن زعامات بربرية مدعومة من جهات غربية تدعو الى حكم ذاتي وهو مطلب ترفضه القيادة الجزائرية حيث انه سيقود الى تفتيت الجزائر.
واذ ذاك، فان الاحزاب السياسية المنخرطة في مسار الوفاق الوطني تدعو الى مصالحة وطنية شاملة في البلاد بين جميع الاحزاب اضافة الى ممثلين من منطقة القبائل لتجنيب الجزائر استمرار الحرب الاهلية ووقف حالة الانهيار المستمرة سياسيا واقتصاديا وصعد امنية اخرى.
التعليقات