&
حسن اللقيس :قال ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ان بلاده ابلغت وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الذي زار المنامة هذا الأسبوع, وجوب التزام الولايات المتحدة موقفاً متوازناً من الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي, الأمر الذي يسهل ايجاد حل عادل وشامل للصراع.
وجدد ولي العهد البحريني في لقاء مع (الحياة) معارضته استهداف العمليات الفلسطينية المدنيين الاسرائيليين, مؤيداً توجيهها إلى جنود الاحتلال الاسرائيلي ومعتبراً ان المستوطنين المسلحين في عداد هؤلاء الجنود. وأكد أن على الدول العربية أن تُجمع على هذا الموقف (المبدئي) الذي يخدم القضايا العربية والاسلامية في أوساط المجتمعات الاقليمية والدولية.
وشدد الشيخ سلمان على حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال ودحره واقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
لكنه حذر من ان مواصلة ضرب المدنيين الاسرائيليين قد تدفع المجتمع الاسرائيلي الى التكاتف وراء عمليات انتقام واسعة اكبر بكثير مما حصل في جنين من دون ان يتحرك المجتمع الدولي لحماية الفلسطينيين, في حين ان (المطلوب هو فرز الساحة الاسرائيلية وتسهيل صعود فريق السلام داخل المجتمع الاسرائيلي).
ونفى ولي عهد البحرين ان تكون العلاقات البحرينية - الأميركية تأثرت بتداعيات التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في البحرين, وما رافقها من حادثة السفارة الاميركية والاشتباك بين مواطنين وبعض الجنود الاميركيين. ووصف العلاقات بين البلدين بأنها (ممتازة ومتينة) لأنها ترقى الى أكثر من مئة سنة, مشيداً بما قدمه الأميركيون ويقدمونه لدول الخليج عموماً.
وفي تعليق على التهديدات الاميركية للعراق قال ولي العهد إنها (جدية), موضحاً أن رامسفيلد ابلغه ان القرار بضرب النظام في بغداد (لم يتخذ بعد, وهو من صلاحيات الرئيس جورج بوش ). ولاحظ ان وزير الدفاع الاميركي كان متشدداً في لهجته عند الحديث عن العراق وكل الدول والمجموعات التي تملك أسلحة دمار شامل.
ورحب الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة بقرار الملك السماح للمواطنين البحرينيين بحمل جنسية خليجية الى جانب جنسيتهم الأصلية, متمنياً ان يسرع مجلس التعاون الخليجي (وحدته الاقتصادية والاجتماعية الكاملة, من دون ان تكون هناك ضرورة لتوحيد الموقف السياسي لكل دول المجلس).
ووصف علاقات بلاده بشقيقاتها الخليجيات بأنها ممتازة و(هناك ترحيب خليجي عام بكل الخطوات الاصلاحية التي تتخذها البحرين).
ونوه بتجربة الانتخابات البلدية الأخيرة, مشيداً بنتائجها, وقال: (العمل جارٍ بجدية ونشاط لإعداد قانون الانتخابات النيابية) التي ستجرى في تشرين الأول (اكتوبر) المقبل. واعتبر أن (حصة) المرأة التي لم يحالفها الحظ في الانتخابات البلدية (ستحفظ في تعيينات مجلس الشورى المقبل), داعياً نساء البحرين إلى (العمل لتحقيق أهدافهن في المشاركة في كل المجالات, كما فعلت المرأة في المجتمعات الأخرى).
وعلق على فوز التيارات الإسلامية في الانتخابات البلدية بقوله: (نحن أيضاً مسلمون ولا أحد يزايد علينا في ديننا).
ووصف الوضع الاقتصادي في بلاده بأنه (جيد), وكذلك نسبة النمو, مشيراً إلى تحرك الاستثمارات الداخلية والخليجية والخارجية (ما يبشر باقتصاد أكثر ازدهاراً).
وفي شأن الأزمة التي تمر بها (شركة طيران الخليج), بعد انسحاب قطر منها, تمنى ولي العهد البحريني على الدوحة أن تعاود النظر في موقفها, مشيراً إلى أنه أجرى اتصالاً بنظيره القطري الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني. وقال: (المشكلة التي عانت منها الشركة لم تكن بسبب تسييس مجلس الإدارة, إذ لا بأس في ذلك, بل كانت المشكلة ولا تزال في تسييس إدارة الشركة كلها).
وحذر من مغبة انهيار الشركة, قائلاً: (على الدول المالكة أن تقرر, إما أن هذه الشركة هي شركة سيادية وعليها عندئذ أن تتحمل ما يصيبها من خسائر, وإما أن تعتبرها شركة تجارية تخضع لقوانين السوق والتجارة والإدارة فتتوقف عن تسييس إدارتها). وأعرب عن أمله بنجاح خطة اصلاح الشركة ومعاودة هيكلتها, مؤكداً دعم البحرين الخطة الجديدة وعدم التدخل السياسي في هذا المجال.(الحياة اللندنية)