&
طهران - باسل الربيعي :اجرت الراية هذا الحوار المطول مع سيد جلال الموسوي المهري عضو اللجنة القضائية والحقوقية في مجلس الشوري الاسلامي (البرلمان)، وعضو جماعة رجال الدين المناضلين الاصلاحية التي يتزعمها مهدي كروبي رئيس البرلمان وتضم في عضويتها الرئيس الايراني محمد خاتمي وغالبية رجال الدين الاصلاحيين، وتشكل هذه الجماعة مع 17 فصيلا سياسيا اصلاحيا اكبرها حزب المشاركة الاسلامي بزعامة رضا خاتمي شقيق رئيس الجمهورية والنائب الاول لرئيس البرلمان ، التكتل الاصلاحي المعروف بـ "جبهة الثاني من خرداد" (نسبة الي اليوم الذي حقق فيه خاتمي فوزه الرئاسي الاول في العام1997).
الحوار تم في المبني الجديد للبرلمان الايراني في ساحة "بهارستان"(جنوب العاصمة) والذي تم تشييده بمحاذاة البرلمان القديم الذي شهد احداثا تاريخية قادها رجال الدين واشهرهم "آية الله الشهيد حسن مدرس" الذي واجه بشجاعة قل نظيرها رضا شاه والد شاه ايران المخلوع محمد رضا شاه ، والذي أمر خلال ذلك الصراع قواته العسكرية بقصف البرلمان بالمدافع لاسكات الاصوات الوطنية التي بدأت تزلزل كيانه السياسي كما اقدم علي اغتيال مدرس في منفاه باحدي قري اقليم خرسان (شمال شرقي ايران) بدس السم له في الشاي واجباره علي احتسائه رغم كونه كان صائما وحصلت آنذاك مايشبه المعجزة اذ لم يمض السم الزعاف في جسد رجل الدين هذا ولذلك قرر عملاء رضا شاه قتل مدرس عن طريق خنقه بالشال الذي كان يضعه حول رقبته ، ومن المقرر ان يتم افتتاح هذا المبني في غضون الاشهر القليلة المقبلة ، وجناح التقاء المواطنين بممثليهم هو الوحيد الذي تم افتتاحه في هذا المبني الفاره.
وتناول الحوار مواضيع مختلفة في مقدمتها الحوار الايراني - الاميركي الذي مازال يثير الجدل الواسع بين تيار الاصلاحيين والمحافظين ، فاكد موسوي الذي يترأس لجنة الصداقة البرلمانية الايرانية - الكويتية ، ان المرشد علي خامنئي وخلال استقباله لرئيس واعضاء البرلمان في 28 مايو الماضي بمناسبة الذكري السنوية لتأسيس المجلس المح الي حق البرلمانيين في فتح باب الحوار مع الاميركيين ، كما تحدث عن اللقاء الذي حصل بين مسؤولين ايرانيين واميركيين في قبرص ، مؤكدا حصول هذا اللقاء رغم نفي الخارجية الايرانية، وعبر عن اعتقاده بان رئيس الوزراء الايراني السابق مير حسين موسوي هو الاوفر حظا لخلافة الرئيس الخاتمي بعد انتهاء ولايته الثانية ، وصنف نفسه ضمن الداعين الي السماح باستخدام الاطباق اللاقطة (الستالايت) من قبل عموم المواطنين ، وأيد حصول تدن في شعبية رجال الدين في اوساط المجتمع ، وانحي باللائمة علي التيار المحافظ في عرقلته للبرامج الاصلاحية التي رفع شعارها "معمار الاصلاحات في ايران" محمد خاتمي ، وإلي التفاصيل :
رغم كل الجدل الذي احاط بفكرة فتح باب الحوار مع الولايات المتحدة الاميركية ، اكد تيار الاصلاحات وعلي لسان اعضاء بارزين في لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان ، عزمه علي دراسة هذا الامر من مختلف جوانبه ، فهل مازال البرلمانيون الاصلاحيون يواصلون جهودهم في هذا الاطار؟
- كما تعرفون ان البرلمان هو المكان الذي تبحث فيه مختلف القضايا الطارئة وكذلك الامور الجارية في البلد ، وبما ان الادارة الاميركية وحليفاتها تواصل تلفيق الاتهامات لايران ونظامها والاساءة الي شعبها صاحب احدي اعرق الحضارات البشرية في العالم كمحاولة واضحة لتزوير الواقع الايراني لدي اوساط الشعب الاميركي من جهة والرأي العام العالمي من جهة اخري ، لذلك نحن نري انه لزاما علينا كممثلين للشعب الايراني العمل علي درء الاتهامات والاساءات عن شعبنا ، والكشف للشعب الاميركي والعالم عن حقيقة النظام الاسلامي الحاكم في ايران والمفاهيم الرئيسة التي يؤمن بها وكذلك طبيعة الشعب الايراني ونظرته للقضايا المحلية والاقليمية والدولية ، وتبيان ان الشعب الايراني شعب مسالم تواق للعيش بسلام وامان مع مختلف شعوب العالم ، واننا لسنا دعاة حرب أو حماة ارهاب ، بل ان الحكومة الايرانية تعمل علي ترسيخ قواعد الامن والاستقرار في المنطقة والعالم ، وانها ترفض بشدة فكرة الحروب والنزاعات المسلحة.
وهل فتح باب الحوار مع الاميركيين يمثل احدي هموم تيار الاصلاحات؟
- هذا صحيح ، والسبب ان الادارة الاميركية وضعت ايران ضمن ما اسمته بـ "محور الشر" كما انها تحاول افهام الشعب الاميركي ان ايران تدعم وتؤيد الارهاب وان من صفات الشعب الايراني كذا وكذا ، لذلك نحن نعتقد بضرورة تنوير الرأي العام الاميركي ووضعه امام حقائق الامور ، وما نفكر به يمثل رغبة الشعب الايراني في تعريف شعوب العالم بحقائقه وتاريخه الناصع ودوره الحضاري الذي تريد بعض الاطراف الاساءة اليه وتحريفه، وان شعبنا يري انه من الضروري الانفتاح علي الشعب الاميركي وافهامه ان الادارة التي تحكمه هي ادارة جبارة وانها ليست علي حق في مواقفها ازاء ايران وشعبها، ونحن نعتقد بان افضل من يوصل صوت الشعب الايراني الي الشعب الاميركي هم ممثلوا الشعب أي نواب البرلمان .
انتم في تيار الاصلاحات تدعون الي فتح الحوار مع نظرائكم الاميركيين ممن تصنفونهم ضمن التيار المعتدل في مجلس النواب الاميركي ، هل حددتم موعد لفتح باب هذا الحوار؟
- نحن اعلننا استعدادنا للحديث مع الشعب الاميركي ، وعلي ممثلي الشعب الاميركي التقدم خطوة في هذا الاتجاه.
لكنكم تلقيتم رسالة من هؤلاء؟
- كانت رسالة حكومية اكثر مما هي رسالة شعبية، ونحن نرغب الحديث وجها لوجه مع الشعب الاميركي.
وما هي آلية الحديث؟
- بامكاننا الالتقاء مع النواب الاميركيين في بلد ثالث أو في المحافل الدولية ، ونبين لهم ان ادارتهم هي التي ظلمت الشعب الايراني وقطعت علاقاتها الدبلوماسية معنا ولم نكن نحن البادئين في الامر ، فكما هو معروف ان واشنطن وقفت الي جانب شاه ايران ضد حركة الشعب وتيار الثورة التي جسدت طموحاته وارادته، ولقد استاء الشعب الايراني من هذا الموقف الاميركي ، ونحن لم نقطع علاقتنا مع اميركا بل هي التي فعلت ذلك ومن ثم قامت بتجميد الاموال الايرانية وفرض المقاطعة الاقتصادية علينا، وبما انهم كانوا البادئين فعليهم في هذه المرحلة ان يكونوا هم البادئين في اتخاذ خطوات بهدف فتح باب الحوار .
محسن ميردامادي الذي يعد من ابرز اقطاب اليسار الاصلاحي اعلن عن حصول لقاء بين مسؤولين ايرانيين واميركيين في قبرص فيما نفت وزارة الخارجية ذلك، الحقيقة الي جانب أي من الطرفين؟
- ميردامادي هو رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان فضلا عن كونه صحافي والمعلومات التي لديه مؤكدة وصحيحة ، وما اكدته الخارجية الايرانية هو صحيح ايضا ، فهذه الوزارة التي تمثل احدي الاجهزة الحكومية لم يأخذ برأيها أو استشارتها بموضوع اللقاء ولذلك لم تكن علي دراية به، اضافة لهذا ان اللقاء كان يحمل طابعا شخصيا ولم يكن الطرف الايراني منتدبا من الحكومة أو البرلمان ، وهذا الامر ليس محرما فنحن حينما نذهب الي بيت الله الحرام لاداء مناسك الحج نلتقي مع مختلف المسلمين سواء كانوا من الكويت أو العراق أو مصر وحتي مسلمين اميركيين ونتحدث معهم ونتبادل وجهات النظر بخصوص مختلف القضايا، وماحصل في قبرص هو مثلما يحصل في مكة ، فشخص ايراني يلتقي وبدون موعد محدد بآخر اميركي ويتبادل الجانبان الحديث بخصوص قضايا مختلفة ولايوجد ضرر من هذا الحديث لانه وكما ذكرت ليس رسميا ، وقد تكون لهذا الحديث فائدة اذ من خلاله نتمكن معرفة وجهات النظر الاميركية.
ما هو مستوي مسؤوليات المسؤولين الاميركيين المشاركين في هذا اللقاء؟
- ليس لدي علم بهذا الامر.
والايرانيون؟
- هم أنفسهم الذين كتب عنهم ميردامادي في صحيفته نوروز.
كتب ولم يذكر اسماء ، هل صحيح ان مهدي هاشمي نجل الرئيس الايراني السابق اكبر هاشمي رفسنجاني كان في مقدمة المسؤولين الايرانيين في هذا اللقاء؟
- ليس لدي اطلاع دقيق عن اسمائهم ، لكن لا اظن ان نجل رفسنجاني ضمنهم.
تقولون لاضير من اللقاء الحاصل ، اذن لماذا تخشون الاعلان عن الاسماء؟ وهل في ايران يحظر علي كل مسؤول بغض النظر عن درجته الالتقاء بمسؤولين اميركيين حتي وان لم يكن في مهمة رسمية؟
- المشكلة تكمن في وجود صحافيين محافظين يرغبون في ان يكونوا اول من يبسط يده الي الاميركيين لفتح الحوار معهم ، وبما ان الشعب الايراني وحتي الشعب الاميركي لايثق بهؤلاء ولايرغب في الجلوس معهم ، لذلك تراهم شنوا هجوما شديدا علي من تحدثوا مع مسؤولين اميركيين في قبرص.
هل فقط الصحافيون المحافظون يرغبون في فتح باب الحوار ، أم ان اقطاب التيارات المحافظة هم تواقون ايضا للقاء بمسؤولين اميركيين؟
- الصحافيون جنود لهؤلاء واللسان المعبر عنهم.
لكن لم يكن المحافظون وحدهم الذين هاجموا جماعة قبرص ، بل حتي الاصلاحيين ساهموا في هذه الهجمة؟
- الاصلاحيون كانوا يؤكدون انه ليس من حق هؤلاء التحدث الي الاميركيين باسم الحكومة أو البرلمان، ونحن في تيار الاصلاحات ندعو الي حوار الحضارات ونؤمن بحق الافراد والشعوب في التعبير عن رأيها ، لذلك ليس بوسعنا ان نمنع أية جهة من الحديث ، انهم احرار وبامكانهم الحديث مع من يشاؤون لكن ليس باسم الحكومة أو البرلمان.
اشعر انك تعرف هؤلاء لكنك تتحرج من ذكر اسمائهم ، لماذا؟
- هذا صحيح ، وهناك سبب يدعوني لذلك ، وهو اني الاحظ كيف ان بعض الصحف تكيل الاتهامات والشتائم لهؤلاء، واني لو ذكرت اسماءهم فاني سأكون شريكا لهذه الصحف في الذنب الذي ترتكبه ، وانا أؤمن بان الانسان هو حر مادام لم يتجاوز الخط الاحمر.
هل التقيتم بصفتكم برلمانيين مع الافراد الذين التقوا الاميركيين في قبرص؟
- انا لم التق بهم ، لكن محسن ميردامادي وبعض البرلمانيين الاخرين وحينما اطلعوا علي ماحصل التقوا بهؤلاء ، ولكن لاتتوفر لدي معلومات دقيقة عما دار من حديث بين الجانبين.
المرشد علي خامنئي وصف اخيرادعاة الحوار بعديمي الفهم السياسي وعديمي الغيرة الوطنية، ونري ان البرلمان الاصلاحي وفي ظل وجود معارضة شديدة من قبل المرشد يصر علي مواصلة بحث موضوع الحوار مع الاميركيين ، الا تتوقعون ان تحصل في المستقبل ازمات بين المرشد والبرلمان؟
- هذا غير ممكن ، لأن البرلمان سائر علي الدستور ، والمرشد خلال استقباله رئيس واعضاء البرلمان في 28 مايو الماضي بمناسبة الذكري السنوية لتأسيس المجلس (البرلمان) قال "نحن لايمكن ان نتصور انفسنا في جزيرة نائية لانتمكن فيها من الاتصال بالاخرين " وهذا يعني ان البرلمانيين غير الحكومة ، وان لنا نحن ممثلو الشعب حق في فتح باب الحوار مع اميركا ، اما الحكومة فليس لها مثل هذا الحق في الوقت الحاضر.
لماذا للبرلمان حق في الحوار وليس للحكومة نفس هذا الحق؟
- هذا الامر يرتبط بالحكومة الاميركية نفسها ، فهي حكومة ظالمة ومتعجرفة ولذلك ليس من حق حكومتنا الدخول في حوار معها مادامت مصرة علي التمسك بمواقفها ونظرتها الاستعلائية ، ومادامت العلاقة بين الطرفين كما قال الامام الخميني الراحل تتحرك وفق قاعدة الذئب والشاة.
وماهي الظروف التي ترون انها مناسبة لدخول الحكومتين في حوار مشترك؟
- متي ماتصرفت الادارة الاميركية كانسان ، وسلمت باننا بشر لنا حقوق متساوية مع بقية الشعوب في اميركا والعالم ، حينذاك يمكن لحكومة ايران الدخول في حوار مع الحكومة الاميركية.
هنالك تخوفات اصلاحية من محاولات تقوم بها قوي اصلاحية اخري لفرض هيمنتها علي كل الاطراف من التيار نفسه ، وان هذه المحاولات ستفضي الي انهيار تكتل الثاني من خرداد ، كما تعتقد الاطراف نفسها ان حزب المشاركة بصدد حذف جماعات اصلاحية من البرلمان ومنها جماعتكم أي جماعة رجال الدين المناضلين وتيار التكنوقراطيين في جماعة رواد البناء بزعامة اكبر هاشمي رفسنجاني ، وهذا يعني ان تيار الاصلاحات يعاني من ازمات خطيرة؟
- انا لا اري ذلك ، هنالك بعض المتطرفين في تيار الاصلاحات والتيارات الاخري ، وعدد هؤلاء قليل وغير مؤثر ، ولاتوجد مشكلة حقيقية بين قوي جبهة الثاني من خرداد.
تؤكدون باستمرار وجود عقبات امام حكومة الرئيس خاتمي والبرلمان السادس أي الحالي ، ماهو دور المحافظين في صنع هذه العقبات وهل هم وحدهم وراء اخفاق الحكومة والبرلمان في تحقيق كامل شعاراتهم المطروحة؟
- نحن نعتقد ان بعض المحافظين يعتقدون ان الاسلام الحقيقي هو ذلك الاسلام الذي يفهمونه هم من القرآن والسنة النبوية الشريفة ، ولا يجوزون لغيرهم الحديث عن الاسلام وسبر اغواره ، وحتي انهم لايجوزون لمراجع الدين التعبير عن وجهات نظرهم بسبب مغايرتها لوجهات نظر المحافظين ، فيما تعرفون ان باب الاجتهاد مفتوح في الفقه الجعفري ومن حق كل من له خبرة في هذا السياق التحدث عن القضايا الاسلامية ، فهذا الموضوع ليس حكرا علي جهة دون اخري.
هل هذا يعني انكم تطالبون مجلس الرقابة الدستورية المحافظ الذي تصطدم تشريعاتكم احيانا بقرارات رفضه، القبول بآراء كبار رجال الدين؟
- كلا ، رجال الدين يبدون وجهات نظرهم لنا فقط ونحن نقوم بصياغة القوانين واللوائح ، علما ان اللجنة القضائية والحقوقية في البرلمان تضم عددا من كبار رجال الدين في البلاد الذين لهم معرفة علمية واسعة وكذلك تجربة عملية طويلة في صياغة القوانين واللوائح التي تتماشي مع الشرع المقدس ، ولذلك نحن نأمل ان يعطي مجلس الرقابة الدستورية للبرلمان حق الاخذ بوجهات نظره الفقهية، وان لايتعاطي بفئوية مع المشاريع واللوائح البرلمانية ، فعلي سبيل المثال أقر مجلس الرقابة الدستورية في البرلمان الرابع أو الخامس (كان في قبضة المحافظين) قانونا ما وهو يأتي في هذه المرحلة ليرفض المصادقة علي القانون نفسه بذريعة منافاته للشرع ، فكيف اذن كان في تلك الفترة موافقا للشرع واصبح الآن منافيا للشرع ، وعلي سبيل المثال ماحصل اليوم (الاثنين)- اليوم الذي أجري فيه الحوار- اذ رفض مجلس الرقابة الدستورية المصادقة علي مشروع صادقنا عليه في البرلمان يقضي باعادة تشكيل النيابة العامة ، مؤكدا انه منافي للدستور في حين ان نفس هذا المجلس سبق ان صادق في الدورات البرلمانية السابقة علي هذا القانون، وشرح مجلس الرقابة الدستورية اسباب مخالفته للمشروع مؤكدا وجوب اضافة المحكمة الخاصة برجال الدين الي جانب المحاكم العامة والخاصة الوارد ذكرها في المشروع، وقلنا لهم ان هذا الامر خارج عن اطار صلاحياتكم فانتم يجب ان تقارنوا القوانين واللوائح الجديدة مع الشرع والدستور فقط وليس من حقكم تشريع القوانين أو الطلب باضافة زيد أوحذف عمر، وهذا المجلس يسعي في الحقيقة لفرض آرائه ووجهات نظره علينا.
هل رفض مجلس الرقابة الدستورية المصادقة علي قرار برلماني جديد يحظر ممارسة التعذيب في السجون والمعتقلات؟
- هذا صحيح، فنحن في البرلمان صادقنا علي هذا القرار وقمنا بتحويله الي مجلس الرقابة للمصادقة عليه، الا انه رفض ذلك مؤكدا انه مخالف للشرع، ونحن لانفهم كيف ان هذا القرار مخالف للشرع ، واننا لو راجعنا الكتاب والسنة وسيرة الأئمة المعصومين لم نجد اشارة واحدة تعطيك الحق في ان تعذب انسانا من اجل الحصول علي اعتراف أو معلومات .
هل اعتبر مجلس الرقابة كل القرار مخالفا للشرع؟
- قالوا بعض بنوده مخالفة للشرع.
ماذا تعني ببعض بنوده ، هل يعني جواز التعذيب في بعض الحالات وعدم جوازها في حالات اخري؟
- والله لا اعلم ويمكنك طرح هذا السؤال علي المسؤولين في هذا المجلس.
وفي اعتقادك ماهو موقف السلطة القضائية ازاء قرار كهذا؟
- السيد رئيس السلطة القضائية يعلن ان السجن ممنوع في الاسلام الا في حالات معينة، اذن كيف يمكن ان نقول بجواز التعذيب للحصول علي اعتراف.
نعود للعقبات التي تزعمون انها تعترض برامج الرئيس خاتمي، البعض يعتقد انها تقلصت خلال الدورة الرئاسية الحالية التي مضي عليها اكثر من عام؟
- هذه العقبات مازالت موجودة ، وانا اعتقد انها ازدادت ، لكن المهم هو ان تأييد الشعب المسلم في ايران للرئيس الخاتمي لم يقل بل ازداد عما في السابق ، وهم يؤكدون ان الخاتمي يدرك جيدا تطلعاتهم وهو ماض في طريق تحقيق اهدافهم ورغباتهم ، وان الرئيس نجح في تحقيق جانب من برامجه فيما يواجه عقبات ومشاكل في تحقيق البرامج الاخري.
مع من يواجه هذه المشاكل؟
- السلطة القضائية ومجلس الرقابة الدستورية (خاضعة لسيطرة اليمين).
المعضلة الاساس التي يعاني الشعب منها هي تردي الحالة الاقتصادية، وانها تشكل هاجسا حقيقيا لدي الشعب،ومن تداعياتها ازدياد ظاهرة الادمان علي المخدرات ونساء وفتيات الشوارع؟
- انا أؤمن بكلام أئمتنا في انه كاد الفقر ان يكون كفرا ، وما يستطيع احد التشكيك في هذا الامر، لكن هل هذه المشكلة هي وليدة اليوم ام ان لها صلة بالحرب والمقاطعة الاقتصادية التي تعرضت لها البلاد منذ مطلع انتصار الثورة، وانا مازلت اتذكر كيف كانت قيمة الـ "تومان" (العملة الايرانية) عالية جدا قبل انتصار الحرب وفرض المقاطعة علينا من قبل غالبية الدول الكبري، الا ان اقتصادنا اخذ يتدهور جراء الحرب والمقاطعة، وكان بامكان الرئيس الخاتمي تحسين الاوضاع الاقتصادية الي افضل مما هي عليه الان لكن بعض الاخوان ومع الاسف الشديد لايسمحون بذلك ، وعلي سبيل المثال انظر الي حركة السياحة ، فايران دولة كبري وغنية بالاثار التاريخية العريقة والطبيعة الخلابة وهناك رغبة لدي ابناء الشعوب المختلفة لاسيما الاسلامية في زيارة ايران للاصطياف وزيارة المناطق الأثرية ولهؤلاء بكل تأكيد عاداتهم وثقافاتهم ، ولكنهم مع الاسف يتعرضون للاعتداء والاهانة من قبل بعض الفئات التي تعتبر نفسها محافظة لذلك يحجم هؤلاء عن زيارة ايران ، وحصلت مثل هذه الاعتداءات حينما حضر سائحون لمشاهدة الكسوف في غرب البلاد وتعرضت سيارات البعض الآخر في طهران للاعتداء ايضا ، في حين ان بامكان الحركة السياحية ان تساهم في تعزيز حركة التنمية الاقتصادية ، وبعض الدول التي لاتمتلك مصادر للطاقة ولاتتمتع بما تتمتع به ايران من آثار ومناطق طبيعية تعتمد اعتمادا رئيسا علي الحركة السياحية وهي تحصل سنويا علي مليارات الدولارات من هذه الحركة بل وتحصل علي ايرادات من السياحة اكثر من ايراداتنا النفطية، وهذه الفئات التي تحسب نفسها علي التيار المحافظ تقف حجر عثرة امام الرئيس الخاتمي وبقية المسؤولين في اطار مساعيهم لتعزيز الحركة السياحية وبالتالي تحرم البلاد من ثروات وعوائد مالية كبيرة .
ذكرتم ان للسائحين عاداتهم وتقاليدهم ، هل هذا يعني انكم بصدد عدم فرض قيود علي هؤلاء فيما يتعلق بارتداء الوشاح أو التشادور بالنسبة للنساء؟
- كلا بالطبع ، اننا دولة اسلامية ولنا تقاليدنا وقوانيننا ايضا ، ولم نشاهد ان السائحة الاجنبية عبرت عن استيائها من ارتداء الوشاح، بل هم ناس واعون ومدركون ويتفهمون هذا الامر ، وبامكان سفارات بلادنا في الخارج شرح هذا الامر لهم قبيل اصدار تأشيرات الدخول، وهم يراعون مشاعرنا مثلما نحن نراعي مشاعرهم ونحترم تقاليدهم حينما نزورهم في بلدانهم.
ولكنكم علي سبيل المثال اعدتم العمل بقرار سابق يقضي بحصول المواطن الخليجي علي تأشيرة دخول؟
- هذا صحيح، فنحن حينما اوقفنا العمل بالقرار القديم كنا نؤمن بان هؤلاء هم اكثر من اشقاء للشعب الايراني، وحصلت زيادة في عدد الوافدين الي ايران من بلدان الخليج في العام الماضي مقدارها 70 ألف مواطن ، وان الخارجية الايرانية اضطرت الي ايقاف العمل بالقرار الجديد بعد اتهام ايران في قيامها بتسهيل عبور بعض عناصر تنظيم القاعدة من مواطني الدول الخليجية من افغانستان الي بلدانهم .
وما هو موقفكم انتم البرلمانيون حيال هذا الامر؟
- نحن نخالف هذا القرار ، اذ ان بامكان اجهزتنا الامنية المختلفة الحيلولة دون عبور اعضاء تنظيم القاعدة والقاء القبض علي من يحاول استخدام اراضينا بصورة ترانزيت وتسليمه الي سلطات بلاده أو الي الجهات الدولية، وانا شخصيا استدعيت وزير الخارجية كمال خرازي الي البرلمان وقدمت له اعتراضي علي القرار وطالبته بتفسير قانع، فقال ان وزارته تعرضت لضغوط داخلية متزايدة دعتها لاتخاذ هذا القرار.
تقصد من المحافظين؟
- نعم ، فبعض هذه التيارات كانت تدعو للوقوف الي جانب الطالبان والقاعدة الا انها في الوقت نفسه اخذت تتهم الاجهزة الحكومية لاسيما الامنية ووزارة الخارجية بالتساهل امام عبور رعايا دول الخليج ممن هم اعضاء في القاعدة عن طريق الاراضي الايرانية وطالبوا بالحاح باتخاذ الاجراءات الكفيلة بتحجيم دخول المواطنين الخليجيين للبلاد.
عموما ، انتم في تيار الاصلاحات تبدون غير راضين علي جهازكم الدبلوماسي؟
- صحيح ذلك ، فنحن ننتقد اداء وزارة الخارجية ، وانا شخصيا استدعيت وزير الخارجية وطرحت عليه سؤالين الاول بخصوص فرض التأشيرة علي مواطني الدول الخليجية المجاورة والثاني بشأن الزيارات التي يقوم بها الايرانيون للعراق.
يدور حاليا في البرلمان حديث حول امكانية رفع القيود عن الاطباق اللاقطة(الستلايت)، ماهي اسباب منع المواطنين من استخدامها ، وهل تعتقدون ان هذا الامر مجد لاسيما انكم وفي بداية انتصار الثورة حرمتم اقتناء اجهزة الفيديو وحتي بيع الاجهزة الموسيقية ، الا انكم عدتم ورفعتم الحظر عن كل هذه الاجهزة؟
- اسباب المنع معروفة ، فهناك فضائيات اباحية تروج للفساد والرذيلة ، وسبق ان اشرتم في سؤال لكم عن ازدياد ظاهرة الفساد بين اوساط الفتيات والفتيان ، والذي يوافق علي قرار المنع يعتقد ان رفع القيود عن هذه الاجهزة بدون دراسات مستفيضة للموضوع وبدون اقننة عمليات الاستخدام ستساهم في انتشار ظاهرة الفساد في الاوساط الشبابية علي اقل تقدير ، لكننا نتساءل هل بالامكان منع المواطن الذي يرغب باستخدام الاطباق وهل بامكاننا ان نضع شرطيا علي عتبة كل بيت للحيلولة دون استخدام ساكنيه للاطباق اللاقطة ، اذن كم عدد الشرطة الذين سنحتاجهم لهذا الامر ، وهل يعد هذا الحل منطقيا ، والذين يؤديون رفع القيود يقولون اننا لايمكن ان نمنع الناس من استخدام الاطباق فطبيعة الانسان انه يكون حريصا علي مامنع ، لذلك هم يدعون الي وضع القوانين التي تحدد الاستخدام ويرون ان تتبني وزارة البريد والبرق والهاتف اعداد كروت خاصة تتيح للمستخدم الاستفادة من الفضائيات المختلفة باستثناء الاباحية منها، ونحن نعتقد ايضا بان لهذه القيود انعكاسات سلبية علي افراد المجتمع ، وماتشاهدونه الان في شوارع طهران من تقليد للموضات الاجنبية في مجال المظهر والازياء والتصرفات الاخلاقية العجيبة هي تعبير واضح عن مخالفة هؤلاء الشباب والفتيان للنظام الاسلامي ، وانك حينما تري ان ولدك لم يقم صلاة الصبح وحينما تسأله فيما اذا أقامها أم لا واذا قال انه اقامها فيجب ان لاتضربه رغم يقينك الكامل بعدم اقامته لها وانه كذب عليك ، فيجب عليك عدم صفعه علي كذبته لأن هذا التصرف سيمزق حجاب الاحترام الذي بينك وبينه وغدا سيتجرأ ويقول لك انني سوف لن اقيم الصلاة رغم انفك ، وحينذاك ماذا ستفعل ، فيجب عليك تحمل كذبته لأجل ان تنجح في اصلاحه ، ونحن نقول ان هؤلاء الفتيان والفتيات هم ابناؤنا ويجب عدم فرض قيود مشددة عليهم وان نفسح لهم المجال في استخدام الاطباق في ظل وجود بعض المحاذير القانونية ، ثم انه لاداعي من الخشية ومن هذه الهواجس التي تشغل بال المسؤولين فليس الهم الوحيد لهؤلاء الشباب هو مشاهدة الفضائيات ، اذ لهم التزامات فبعضهم يعمل والآخر يدرس ، وانا علي ثقة بانهم سوف لن يعيروا كل اوقاتهم لهذه الاجهزة ، واذا كانوا يبدون اهتماما متزايدا بها حاليا ذلك لكون استخدامها محظور عليهم ، ثم بامكاننا ارشاد الشباب من خلال اجهزتنا الاعلامية المختلفة نحو الاستخدام الامثل لهذه الاطباق ، ويجب علينا احترامهم وادراك حاجاتهم وتطلعاتهم ونحن متي ما احترمناهم فانهم سيبادلوننا نفس المشاعر ولكن اذا تمسكنا بمواقفنا المتشددة فستكون ردود افعالهم بنفس الشدة حيالنا وسيعاندوننا اكثر واكثر.
حينما يتجول رجل الدين في شوارع العاصمة لايشعر بالاطمئنان اذ قد يتعرض لاعتداء أو سماع مفردات جارحة، لماذا ضعفت مكانة رجل الدين في اوساط الشعب ولم تعد مثلما كانت عليه خلال الثورة وبعد انتصارها؟
- هنالك تباين في موقف المواطنين من رجال الدين ، فانك لوكنت رجل دين وذهبت الي مجموعة من الناس وقلت لهم انني رجل دين اصلاحي فسيبدون لك كل الاحترام والتقدير ، فالمواطنون عموما أناس متدينون ويحترمون الدين ورجاله ، لكن مادمنا نحن رجال الدين نقول لهم ان لادين ولاغيرة لكم ولاعندكم كذا وكذا ، فانهم بكل تأكيد سيقولون لنا "انتم الذين عندكم دين اذهبوا ودينكم" ، والمؤسف له ان رجال الدين المتحجرين الذين كان الامام الخميني والسيد القائد الخامنئي يحذر ان منهم هم الذين اساؤا للدين من خلال الحديث عنه بشكل خاطيء ، وهم انفسهم لايعتقدون بما يقولون ويكتبون ، وانا اعتقد بوجوب عدم اجبار النساء والفتيات علي ان يكون حجابهم هكذا وهكذا ، ولي تجربة شخصية في هذا المجال فالعديد من الفتيات والنساء يقمن باستشارتي في بعض القضايا الدينية وبعضهن لاتكون مرتدية الوشاح بصورة جيدة وانا حين اتحدث لواحدة من هؤلاء اغض ببصري واعطي لها الاجابات التي هي بصدد الحصول عليها وهي بدورها تنتبه الي اني لا انظر اليها لكون شعر رأسها خارج الوشاح فتبادر ومن دون طلب مني الي اخفاء شعرها احتراما لي وبعد فترة اري انها تمسكت بهذا الامر ، واما اذا صددت عنها وقلت لها اني لا اعطيها الجواب الا بعد ان ترتدي التشادور وان تغطي شعرها بالوشاح وغيرها من الامور فانها ربما تذهب ولاتعود لاستشارتي في القضية التي تشغل بالها وبذلك اكون قد خسرت فرصة للاصلاح غير المباشر ، والامام جعفر الصادق اوصي شيعته وخاصة علماء الدين بان يكونوا دعاة للناس بغير السنتهم، وحينما يري المواطن ان رجل الدين يمتلك اموالا طائلة وهو غير قادر علي توفير لقمة الخبز لنفسه ولعياله فانه سيكفر بالدين ورجاله ، كما ان الشباب الذين لايعلمون خفايا الصراع الموجود بين رجال الدين يعتقدون ان صراعنا من اجل السلطة وبناء علي ذلك ضعفت اواصر الارتباط بينهم وبين رجال الدين.
هل مازال كمال خرازي وزير الخارجية مرشح للاستجواب؟
- تكتل الاكراد في البرلمان هم الذين طالبوا باستجوابه لكونه لم يشرك عناصر كردية في السلك الدبلوماسي الايراني في الخارج.
لكن يبدو ان خرازي كان يفضل الاستقالة علي الاستجواب؟
- انه تحدث بهذا الامر مع السيد رئيس الجمهورية مؤكدا انه لايرغب بمثل هذه المشاكل ، وكان جديا في تقديم استقالته لكن خاتمي قال له "انظر الي وزير الداخلية السيد موسوي لاري كل يوم يتم استدعاؤه من قبل البرلمان ولم يفكر في تقديم استقالته".
هذا يعني انه سيحضر امام البرلمان للاستجواب؟
- نعم ، ولكنه سيخرج منتصرا.
جناح الاصلاحات لايبدو راضيا علي خرازي ويعتقد بعض اقطابه انه اقرب الي اليمين في ادائه؟
- انا شخصيا غير راض عن بعض برامج كمال خرازي ، لكن علي العموم لايمكن القول انه قريب الي جناح المحافظين.
منذ الآن اخذت بعض الاوساط السياسية تتحدث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة، أي بعد نحو عامين ونصف العام، انتم في جبهة الثاني من خرداد الاصلاحية هل وضعتم نصب اعينكم من يخلف الخاتمي؟
- لازال الحديث بهذا الخصوص يعتبر مبكرا.
رجال الدين عادة يمتلكون المزيد من الاسرار؟
- هذه القلوب اوعية فخيرها هو وعاء...(ضحكة).
الشيخ مهدي كروبي رئيس البرلمان نفي ان تكون لديه نوايا لترشيح نفسه؟
- هذا صحيح.
في اعتقادكم أي من الشخصيات يتمتع بقاعدة شعبية واسعة بعد الرئيس الخاتمي؟
- انا اعتقد ان السيد المهندس مير حسين موسوي (رئيس الوزراء السابق) فيما لو وافق علي ترشيح نفسه فانه سيكون الاوفر حظا لخلافة الخاتمي ، وهو يليق بهذا المنصب ويحظي في الوقت نفسه باحترام غالبية التيارات الاصلاحية في البلاد.
والمحافظة؟
- لاترتاح له.
بصفتكم عضو في اللجنة القضائية والقانونية في البرلمان، ماهو الحكم الذي تتوقعون ان يصدره القضاء ضد ابراهيم يزدي زعيم حركة الحرية؟
- مانقلته الصحافة الاصلاحية والمحافظة بشأن يزدي يوحي ان ملفه ابيض ، واذا كان خلف الستائر قضايا اخري نحن لانعرفها فهذا شيء آخر. وماذا بشأن اعضاء التيار الوطني- الديني؟
- القوانين السارية في البلاد لاتعاقب هؤلاء بسبب معتقداتهم ومتبنياتهم الفكرية ، فهم احرار في آرائهم القومية والوطنية ، الا ان القانون يحاسب من تآمر علي النظام الاسلامي.
وهل ثبت تآمر هؤلاء ضد النظام الحاكم؟
- خلال مسار المحاكمة ، لا هم اعترفوا علي انفسهم بالتورط في التخطيط لاطاحة النظام ولم تقدم المحكمة أي دلائل تثبت ذلك.(الراية القطرية)