&
تعيش فكرة تشكيل الأحزاب جدلية فكرية قبل ان تكون نقطة اختلاف قانونية بين قوى القرار السياسي والعقائدي في الكويت، وما يجعل الأمر مهما هو توجه بعض القوى الوطنية في البلاد الى تفعيل العمل الحزبي, ولبلورة أساس منهجي للتعامل مع فكرة العمل الحزبي نتساءل عن السبب وراء الحساسية التي يبديها بعض الكويتيين من الحزبية والتحزب، وهل هو طرح جاء بفعل حركة الفكر الغربي وامتداداته؟ أم هو مكيدة استعمارية هدفها السيطرة على المقدرات الاقتصادية للبلدان الضعيفة من خلال البوابتين الثقافية والسياسية؟ وهل العمل الحزبي فكرة مرفوضة أساسا في المجتمعات المتطورة، ام يمكن التعامل معها؟ وما هو الأساس الشرعي الذي تستند اليه الفكرة؟
تساؤلات يصعب الاجابة عليها دون التطرق الى أساسها النظري أو العقائدي، فقد وردت لفظة "حزب" و"أحزاب" في القرآن الكريم عشرين مرة، ووصفت أحيانا بالقرآن في المدح والايجابية، ووصفت تارة أخرى بالذم والسلبية, وأضيفت الى الخير وأضيفت الى الشر استنادا الى قوله تعالى "أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون"، "أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون", ويذهب محمد ضياء الدين الريس الى ان فكرة الأحزاب السياسية كما تفهم اليوم كانت موجودة منذ القرن الأول من تاريخ الاسلام، وان ما اطلق عليه اسم "الفرق الاسلامية" هي عين ما يسمى اليوم بالأحزاب.
ومن الصفات العامة التي تميزها الفرق الاسلامية انها لم تكن مجرد مدارس فكرية تصل الى تكوين آراء ثم تكتفي بإبدائها أو تدوينها، ولكنها كانت أحزابا بالمعنى السياسي الذي نفهمه اليوم في ميدان السياسة العملي، فلها مبادئ معينة اشبه بالبرامج المرسومة، ولها نشاط عمل وفيها نظام قائم، ثم هي تسعى وتكافح حتى تحقق لهذه المبادئ النصر، وتجعل منها ان استطاعت منهاج الحكم.
والسر في ذلك ان هذه المبادئ لم تكن مجرد أفكار نظرية أو خيالية ولكنها كانت في عقيدة الفرق أو الأحزاب دينا وقانونا يجب ان يتبع وينفذ ومثلا أخلاقيا يجب ان يقتدي, لذلك جاءت أهمية العمل الحزبي كونه سلوكا منظما لفئة اجتمعت على تفعيل منهج ما يصب في الصالح العام، ولكن ما يجري اليوم في الكويت لا يمكن ان ينطبق عليه تلك الرؤية بعفويتها,,, وللحديث بقية.
مؤشر وإشارة
لم ترفض الادارة الأميركية التصديق على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية المكلفة بمحاكمة من يرتكب جرائم ضد الانسانية مثل جرائم الحرب والابادة والتعذيب فقط، بل أصدرت تهديدا بمقاطعة الدول التي تصدق على المعاهدة وأغلبها دول أوروبية وآسيوية, وبهذا تضيف أميركا نقطة سوداء أخرى في تاريخها الأسود برفضها الانصياع للارادة الدولية ورفضها محاكمة جنودها الذين يرتكبون جنايات خارج بلادهم أمام محكمة دولية تحت اشراف الأمم المتحدة.
كاتب كويتي(الرأي العام الكويتية)
تساؤلات يصعب الاجابة عليها دون التطرق الى أساسها النظري أو العقائدي، فقد وردت لفظة "حزب" و"أحزاب" في القرآن الكريم عشرين مرة، ووصفت أحيانا بالقرآن في المدح والايجابية، ووصفت تارة أخرى بالذم والسلبية, وأضيفت الى الخير وأضيفت الى الشر استنادا الى قوله تعالى "أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون"، "أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون", ويذهب محمد ضياء الدين الريس الى ان فكرة الأحزاب السياسية كما تفهم اليوم كانت موجودة منذ القرن الأول من تاريخ الاسلام، وان ما اطلق عليه اسم "الفرق الاسلامية" هي عين ما يسمى اليوم بالأحزاب.
ومن الصفات العامة التي تميزها الفرق الاسلامية انها لم تكن مجرد مدارس فكرية تصل الى تكوين آراء ثم تكتفي بإبدائها أو تدوينها، ولكنها كانت أحزابا بالمعنى السياسي الذي نفهمه اليوم في ميدان السياسة العملي، فلها مبادئ معينة اشبه بالبرامج المرسومة، ولها نشاط عمل وفيها نظام قائم، ثم هي تسعى وتكافح حتى تحقق لهذه المبادئ النصر، وتجعل منها ان استطاعت منهاج الحكم.
والسر في ذلك ان هذه المبادئ لم تكن مجرد أفكار نظرية أو خيالية ولكنها كانت في عقيدة الفرق أو الأحزاب دينا وقانونا يجب ان يتبع وينفذ ومثلا أخلاقيا يجب ان يقتدي, لذلك جاءت أهمية العمل الحزبي كونه سلوكا منظما لفئة اجتمعت على تفعيل منهج ما يصب في الصالح العام، ولكن ما يجري اليوم في الكويت لا يمكن ان ينطبق عليه تلك الرؤية بعفويتها,,, وللحديث بقية.
مؤشر وإشارة
لم ترفض الادارة الأميركية التصديق على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية المكلفة بمحاكمة من يرتكب جرائم ضد الانسانية مثل جرائم الحرب والابادة والتعذيب فقط، بل أصدرت تهديدا بمقاطعة الدول التي تصدق على المعاهدة وأغلبها دول أوروبية وآسيوية, وبهذا تضيف أميركا نقطة سوداء أخرى في تاريخها الأسود برفضها الانصياع للارادة الدولية ورفضها محاكمة جنودها الذين يرتكبون جنايات خارج بلادهم أمام محكمة دولية تحت اشراف الأمم المتحدة.
كاتب كويتي(الرأي العام الكويتية)
التعليقات