طهران - باسل الربيعي :أشادت طهران بمستوى علاقاتها مع الدوحة واكدت ان مستقبل هذه العلاقات مزدهر في ظل اتصالات مستمرة بين القادة ووزراء الخارجية وتفهم مشترك للقضايا الاقليمية والدولية، وهي تصف مهاجمة العراق اميركيا انه بماثبة خطأ كبير لأن العراق ليس افغانستان وان الخطوات التي من الممكن ان يقدم النظام العراقي على اتخاذها لايمكن توقعها لاسيما ان العراق يتمتع ببنية اقتصادية وعسكرية لم تكن متاحة في افغانستان، وتخشى من اتساع رقعة الحرب، وترى في الوقت نفسه انه لايوجد في الادارة الاميركية التي تكيل الاهانات والاتهامات لإيران تيار معتدل يمكن المراهنة عليه وفتح باب الحوار الرسمي والشعبي معه، وتعتقد ان على روسيا المحافظة على كبريائها بصفتها دولة كبرى ازاء الضغوط الاميركية التي تتعرض لها بهدف ايقاف موسكو تعاونها النووي مع ايران الذي تؤكد انه لاغراض سلمية، وتفضل ان يكون النظام القانوني لبحر قزوين هو النظام المشاع لكن اذا ارتأت البلدان الاربعة الاخرى المتشاطئة عليه تقسيم هذا البحر الى حصص فهي لن توافق باقل من حصة الـ 20 بالمائة، وتراهن على موقف الاتحاد الاوروبي المؤيد لانضمامها الى منظمة التجارة العالمية وتأمل ان تكون كفة الاتحاد هي الراجحة مقابل كفة الادارة الاميركية التي تعارض هذا الانضمام، وتدعو الى خروج القوات الاجنبية من افغانستان ضمانا لاستقرارها وان تقوم مختلف القوى الافغانية بدعم حكومة قرضاي والعمل سوية على اعادة اعمار البلاد، ورغم تمسكها بسيادتها على الجزر الثلاث المتنازع عليها مع دولة الامارات العربية المتحدة الا انها تنظر بتفاؤل لمستقبل العلاقات الايرانية - الاماراتية وتقول انها بصدد وضع حد لسوء التفاهم بشأن جزيرة ابو موسى لكنها ترفض التحدث الى الصحافة بخصوص طنب الكبرى وطنب الصغرى.
هذه هي اهم القضايا التي ناقشها الحوار الذي اجرته الصحيفة مع الدكتور حميد رضا آصفي المتحدث باسم الخارجية الايرانية، والذي من النادر جدا ان يعطي وقتا طويلا لأي جهة اعلامية كما حصل مع الراية وذلك للزخم الهائل من المهام المناطة به والتي تشغله احيانا من الصباح الباكر وحتى اوقات متأخرة من المساء، ولذلك لم يكن مستغربا ان يقف مراسل الصحيفة شهرا كاملا في انتظار توفير فرصة اللقاء، وكعادته اثناء لقائه بالمراسلين خلال مؤتمراته الاسبوعية استقبل آصفي موفد الصحيفة بابتسامة واعتذار عن التأخر في الاستجابة لطلب الحوار وذلك بسبب زحمة العمل.
تقييمك للعلاقات الايرانية- القطرية، ودور دولة قطر بصفتها الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الاسلامي في القضية الفلسطينية؟
- لايمكن تقييم اداء دولة واحدة في اطار قضية مهمة كالقضية الفلسطينية، ومنظمة المؤتمر الاسلامي لها آلياتها وبرامجها، وان رئيس المنظمة عادة بامكانه تأدية دور محدود، لذلك يجب ان تتوصل كل الدول الاعضاء الى قرار واحد كي يتمكن الرئيس من اتخاذ الاجراء المناسب، ونشاط هذه المنظمة في اطار القضية الفلسطينية يجب ان يكون اكثر فعالية مما هو عليه حاليا، ففلسطين هي القضية الاولى للدول الاسلامية اذ ان الكيان الصهيوني وبالاعتماد على اميركا يلجأ الى مختلف الاساليب للقضاء على حركة الشعب الفلسطيني وتحديدها، ومن الناحية العملية ان الشعب الفلسطيني يعتبر وحيدا الآن، ونحن نعتقد انه لم تتم الاستفادة من كل امكانات منظمة المؤتمر الاسلامي وانه يجب الاستفادة من هذه الامكانات، كما بامكان هذه المنظمة تعبئة الرأي العام، وعلى الدول الاعضاء ووفقا للقرارات التي توصلت اليها المنظمة المبادرة لقطع كل اشكال العلاقات مع اسرائيل بما فيها الاقتصادية والتجارية.
وكيف تنظرون الى مستقبل العلاقات بين طهران والدوحة؟
- المستقبل مشرق، فلنا اتصالات جيدة مع الدوحة، واتصالات مستمرة على مستوى القادة ووزراء الخارجية، وهنالك تفاهم وتقارب في وجهات النظر بين المسؤولين في كلتا الدولتين بشأن مختلف القضايا الاقليمية والدولية، وتوجد مساحات اوسع للتعاون المشترك، وانا اعتقد ان مستوى العلاقات بين البلدين جيد وان لهذه العلاقات مستقبلا زاهرا.
احدى القضايا التي تحظى باهتمام المتابعين السياسيين هي العلاقات الايرانية - العراقية، ويزور بغداد حاليا نائب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف.. ماهي اهداف هذه الزيارة؟
- هذه الزيارة تأتي في سياق حل قضايا الحرب التي مازالت عالقة بين البلدين واهمها القضية الانسانية التي تتفرع عنها قضية الاسرى وتبادل اجساد الضحايا، وزيارة الدكتور ظريف هي في اطار هذه المحاور، فايران والعراق تواصلان مباحثاتهما ولقاءاتهما لحل القضايا العالقة.
ربما هذه اشارة غريبة ولكن لها صلة بالعراق .. هل الحكومة الايرانية تصنف مواطنيها على اساس ان بعضهم من الدرجة الاولى والآخر من الدرجة الثانية؟
- الكل سواسية.
لكني اعتقد ان هنالك مواطنا من الدرجة الثانية؟
- لماذا ؟
لهذا السؤال في الحقيقة صلة بردك بشأن اهداف زيارة ظريف لبغداد، انت قلت انه سيناقش قضية الاسرى واجساد الضحايا وربما قضايا اللاجئين وامور اخرى في حين ان هنالك بضعة آلاف من المواطنين الايرانيين الذي ابعدت عوائلهم عن العراق مطلع العام 1980 لانحدارها من اصول ايرانية وتم ايداعهم السجون ومضى على سجنهم نحو23 عاما وانتم لاتتحدثون بشأنهم قط ولم تتخذوا خطوات للافراج عنهم، افلا يمكن تفسير ذلك انهم مواطنون من الدرجة الثانية لكونهم ولدوا خارج ايران؟
- كلا ليس كذلك، اذ ربما لم تسمعوا بالامر، الا اننا نتابع هذه القضية مع الجانب العراقي خلال محادثاتنا، وحصلت تطورات بهذا الصدد ونحن نتابع الامر.
لا اسألك عن موقف ايران من الهجوم الاميركي المحتمل ضد العراق لأنكم اعلنتم عنه مرارا وتكرارا، لكن سؤالي يرتبط بالاجراءات الاحترازية التي قمتم باتخاذها في مناطقكم الحدودية فيما لو حصلت عمليات نزوح عراقية باتجاه اراضيكم؟
- الشواهد والمعلومات المتاحة لدينا تشير الى ان الهجوم على العراق ليس بالقريب، وهذا ما اكده وزير الخارجية الفرنسي وبقية المسؤولين الاوروبيين، وليس لدينا معلومات دقيقة انما معلوماتنا هي حسب ماقاله مسؤولون لهم علاقة مع اميركا كالمسؤوليين الاوروبيين وغيرهم، فهؤلاء يقولون ان الهجوم سوف لن يكون قريبا، وعلى أية حال نحن نأمل ان لايحصل هذا الهجوم لاسيما ان منظمة المؤتمر الاسلامي ترفض مهاجمة أي بلد اسلامي وترى انه لايمكن ان يكون حلا صحيحا، والشعب العراقي هو الذي يجب ان يقرر مصيره، وحالة العراق تختلف عن الحالة في افغانستان، وان اميركا ستكون على خطأ فيما لو اعتقدت انها بدخولها الى العراق تستطيع ان تخرج منه كما هو الامر مع افغانستان، فالعراق بلد قوي له كيانه الاقتصادي والعسكري وتعداد سكانه كبير ويحظى بتأييد ودعم مسلمي العالم، لذلك فانه ليس بوسع الهجوم على العراق حل المشكلة بل ان من شأنه توسعة دائرة الازمات والمشاكل في المنطقة، وان هذه المنطقة التي شهدت حربين كان العراق هو البادىء فيهما الاولى ضد ايران والثانية ضد الكويت، ليس بمقدورها تحمل تبعات حرب ثالثة، ونتمنى ان لاتقوم اميركا بارتكاب هذا الخطأ ولتترك الشعب العراقي يحدد مصيره بنفسه، وطبعا على الحكومة العراقية التخلي عن نظرتها السلطوية السابقة والاعتراف بسيادة جاراتها، وكذلك على بغداد احترام القرارات الصادرة عن مجلس الامن الدولي والاهتمام بها.
مالذي تخشونه؟ هل تعتقدون انكم في الطابور؟
- نحن لانخشى شيئا لكن لدينا هواجس، واسباب هذه الهواجس واضحة ومعروفة لان الحرب لاتنسجم مع مبادئنا، كما اننا لانخشى ما الذي سيحصل، والشيء المهم بالنسبة الينا ان هذا الهجوم يتنافى مع القواعد والنظم الدولية، واذا فسح المجال لأي جهة باللجوء الى العنف لاطاحة حكومة في بلد ما فان هذه الحالة سوف لن تتوقف وستستمر في المضي قدما، هذا أمر والأمر الآخر ان مهاجمة العراق ستفضي الى ايجاد حالة من الفوضى في المنطقة فالنظام العراقي نظام لايمكن التكهن بخطواته، وعلى أية حال سوف لن يقف مكتوف الايدي وبامكانه توسعة دائرة الحرب، وهذا ليس في صالح الكويت وايران والسعودية وبقية البلدان المجاورة للعراق، واذا اندلعت الحرب فليس من المعروف كيف ستضع اوزارها، وهذا هو مانخشاه وليس اننا نخشى ان تتعرض بلادنا ايضا لهجوم، فان الهجوم على ايران سيكون مكلفا وبكل تأكيد ان اميركا لايمكن ان ترتكب مثل هذا الخطأ لأن لدى ايران الاستعدادات وامكانات الردع الكافية للدفاع عن نفسها.
هنالك من يعتقد ان النظام المقبل في العراق سيكون نظاما فيدراليا فحكومة كردية في الشمال وعربية في الوسط والجنوب؟
- ايران تخالف تقسيم العراق، وتصر على ان يبقى العراق عراقا واحدا، وان أي محاولة لتقسيم العراق ستكون في صالح اعداء الامة الاسلامية، وهذه هي سياسة القوى الكبرى فهي تعمل على تقسيم الدول الاسلامية وتحويلها الى دويلات صغيرة كي تسهل عملية السيطرة عليها واخضاعها لضغوطها، وبناء على ذلك فنحن نخالف وبشدة تقسيم العراق.
يشكو الصيادون الايرانيون في جنوب البلاد من تعرضهم المتواصل لهجمات من قبل قوارب عراقية مسلحة، والمثير للانتباه ان وزارة الخارجية لم تبد أي تعليق على الموضوع؟
- ليس من المعهود عند وزارة الخارجية ان تكشف للعلن عن كل المواقف الرسميةالتي تتخذها.
هل اتخذتم موقفا بهذا الصدد؟
- لدينا قنوات عديدة نقوم من خلالها بايصال مواقفنا.
مستقبل علاقات طهران مع موسكو التي تواجه ضغطا اميركيا هدفه تحجيم التعاون الايراني الروسي؟
- ان روسيا تدافع عن مصالحها، ولايليق بها كدولة كبرى الاستسلام امام الضغوط الاميركية، ولهذا الدليل فان روسيا تحرص على صيانة كبرياؤها والمحافظة على مصالحها، وعلاقاتنا مع روسيا حسنة وآفاق التعاون بين الدولتين جيدة ايضا لاسيما ان ايران وروسيا تعتبران دولتين مفصليتين في المنطقة، ونعتقد ان من شأن التعاون بين البلدين المساهمة في صيانة الامن والاستقرار في المنطقة وزيادة فرص التفاهم والتقارب، ولايمكن اعتبار علاقاتنا الجيدة مع روسيا انها بمثابة عامل تهديد لطرف آخر، وتعاون طهران وموسكو في مجال محطة بوشهر النووية هو تعاون سلمي بحت ولايلحق الضرر بأي دولة.
اتفاقية تشييد هذه المحطة التي وقعتها طهران مع موسكو في العام 1998 لم تشر الى اعادة نفايات الوقود النووي الى روسيا، لكن اتفاقية اخرى ابرمت بين الطرفين في يونيو المقبل اعطت لروسيا الحق باستعادة هذه النفايات، الا يمكن وصف هذه الاتفاقية على انها تراجع أو استسلام روسي امام الضغوط الاميركية؟
- هذا الامر لايشكل معضلة لايران، فنحن منذ البداية لم نكن نتطلع للاحتفاظ بالنفايات النووية.
تحدثت مصادر حكومية ايرانية عن قيام روسيا بانشاء اربع محطات نووية اخرى حال الانتهاء من تشييد محطة بوشهر، لكن التصريحات الروسية تشير الى عكس ذلك، أي ان الخبراء الروس سيغادرون ايران حالما يتم تدشين محطة بوشهر؟
- نحن لم نتحدث مع المسؤولين الروس عن مشاريع اخرى، وكل ماتحدثنا بشأنه معهم كان بخصوص محطة بوشهر، وفيما اذا كنا بصدد تشييد محطات اخرى أو عدم التشييد فهذا الشيء تحدده حاجة البلاد مستقبلا، وفي الوقت الحاضر لايفكر المسؤولون في بلادنا بهذا الشيء، ولكن في المستقبل ماذا يحصل ومع أي بلد نتعاون فان الامر منوط بظروف المرحلة.
هل نفهم من ردكم ان ايران لاتفكر حاليا بتشييد محطة نووية جديدة؟
- انا لم اقل ذلك، وانما قلت لايوجد حديث عن مشاريع اخرى، وأما ما الذي سيحصل في المستقبل فيجب ان نصبر ونرى أما حاليا فهذا الامر ليس في اجندتنا.
هل تعتقد ان الروس سيوافقون على التعاون معكم مستقبلا بعد ان ذاقوا مرارة الضغوط الاميركية؟
- لايمكن التخمين مبكرا ويجب ان نصل الى تلك المرحلة؟
وهل لديكم بدائل؟
- يجب ان نرى اولا هل ان ايران بحاجة الى بناء المزيد من هذه المحطات، فاذا كانت بحاجة لذلك فاننا سنفكر ايضا بالبدائل؟
ايران دوليا بحاجة الى مواقف التأييد الروسية وداخليا بحاجة الى الخبرة والامكانات النووية الروسية لانجاز محطة بوشهر، وبناء على ذلك يعتقد المراقبون ان أيران ونظرا لهذه الحاجة تغض الطرف عن اجراءات روسية في بحر قزوين هي غير مقبولة اساسا لدى طهران؟
- كلا، ان المواقف الروسية أو مواقف الدول الاخرى التي نحتاجها على الصعيد الدولي ليست مواقف من جانب واحد بل هي مواقف متبادلة، فاحيانا نكون بحاجة الى الموقف الروسي واحيانا اخرى تكون موسكو بحاجة الى دعمنا وتأييدنا، والتعاون الدولي عادة هو تعاون متبادل، وبشأن بحر قزوين هنالك تفاهم ايراني روسي وادراك مشترك الى انه يجب التوصل الى صيغة مشتركة بين كل الدول الخمس المتشاطئة (ايران وروسية وتركمنستان واذربيجان وكازخستان) والمباحثات في هذا الاطار متواصلة ونحن لانتوقع التوصل بسرعة الى نتائج نهائية، ولكن بكل تأكيد يجب في نهاية المطاف حسم موضوع النظام القانوني لهذا البحر، ولاصحة مطلقا لما يتم استنباطه من ان ايران ولاجل الحصول على تأييد روسي في الاوساط الدولية تغض الطرف عن حقوقها في بحر قزوين.
الدول الاربع المتشاطئة على بحر قزوين ترفض فكرة النظام القانوني الايرانية والداعية الى تقسيم قزوين الى خمس حصص متساوية وهي ترى ان نصيب ايران يجب ان يكون ضمن الخط الجغرافي الواصل بين آستارا وحسين قلي خان، أي مايعادل نحو 5ر11 الى 13 بالمائة فقط من بحر قزوين، فهل ستضطر طهران مستقبلا الرضوخ لهذه الارادة؟
- نحن نحرص على ضمان مصالحنا في بحر قزوين، وسبق ان اعلنا ان الخيار الاول هو جعل الاستفادة من منابع بحر قزوين بصورة مشاعة وان الخيار الثاني هو التقسيم المتساوي، وهذه الارقام التي تتم الاشارة اليها هي ارقام صحافية ولم تكن يوما في صلب المحادثات الجارية بهذا الشأن، ونحن نعتقد انه من اجل التوصل الى نظام قانوني بعيد المدى وراسخ وبعيد عن التوترات يجب ان تتوفر ارضيات التفاهم المشترك والاجماع، ونرى ان افضل انتخاب هو النظام المشاع وإذا ارتأت بقية البلدان نظام التقسيم فاننا نؤيد التقسيم المتساوي.
لكن هذه الدول ترفض مبدأ التقسيم المتساوي؟
- ومواقفنا نحن غير قابلة للتغيير، ويجب استمرار المباحثات حتى التوصل الى نتائج نهائية.
اوساط داخلية اعتبرت قبول وزارة الخارجية بحصة 20 بالمائة من بحر قزوين انه تفريط بالسيادة الايرانية في هذه المنطقة وتصر على ان تبقى لإيران حصة الـ 50 بالمائة كما كان في عهد الاتحاد السوفياتي السابق ووفقا للاتفاقيتين الايرانية - الروسية للعامين 1921و1940؟
- نحن نتحدث مع هذه الاوساط ونتبادل معها وجهات النظر بهذا الخصوص، وبكل تأكيد ان المواقف الرسمية هي التي تعلن عن طريق قناة وزارة الخارجية، وفي بلد ديمقراطي مثل ايران لاتوجد قيود على حرية ابداء وجهات النظر والرؤى المختلفة في سياق العديد من القضايا.
الحديث الذي طالما اثار جدلا واسعا في ايران هو حديث الحوار مع اميركا، حتى متى ستبقى طهران موصدة باب الحوار مع واشنطن؟
- لحين قبول اميركا بان تكون مواقفها مع ايران قائمة على اساس الاحترام المتبادل والنظرة المتكافئة وتعمل كذلك على التكفير عن تدخلاتها السابقة في شؤون ايران الداخلية.
وهل بامكان المراكز الايرانية غير الحكومية الدخول في حوار مع واشنطن، لاسيما هنالك من يعتقد بوجود اجنحة اميركية معتدلة بامكانها التأثير على قرار التيارات المتشددة؟
- حتى الاجهزة والمراكز غير الحكومية في ايران لاتبدو تواقة لفتح باب الحوار مع اميركا، لاسيما اننا في المرحلة الراهنة نشاهد ان اداء الحكومة الاميركية كلها هو أداء واحد والكل متطرفون، ولو نظرت مثلا الى مجلس النواب الاميركي فانك سترى ان الكل صوتوا لصالح تحجيم منح تأشيرة لافراد الجالية الايرانية، واننا حاليا لانشاهد وجود خطوط معتدلة في الادارة الاميركية.
البعض يعتقد ان التصريحات التي يدلي بها مسؤولون ايرانيون كبار امثال اكبر هاشمي رفسنجاني الذي دعى في مؤتمر حول فلسطين عقد اخيرا في طهران الى ضرورة اعلان الجهاد ضد اميركا، هي التي تثير حفيظة واشنطن وتجعلها تتخذ خطوات متعنتة حيال طهران؟
- يجب النظر الى المواقف الرسمية الايرانية والتي يتم الاعلان عنها اما عن طريق القائد الخامنئي أو رئيس الجمهورية أو وزارة الخارجية، وهذه الاطراف الثلاثة تؤكد على وجوب ان يكون الموقف الاميركي حيال ايران والشعب الايراني خاليا من الاساءة والاهانة، ومتى ما كفت اميركا عن التعاطي بمثل هذه الاساليب مع ايران فابمكانها حينذاك الحديث عن الحوار، واننا لغاية الآن لم نشعر بحصول مثل هذا التغيير.
ماهو مضمون الرسالة التي تلقتها ايران من الادارة الاميركية بشأن موضوع مهاجمة العراق؟
- لم نتلق أي رسالة.
حتى ولو على مستوى الاشارة والتلميح؟
- لم نتلق أي رسالة.
كيف تنظرون لمستقبل افغانستان في ظل التحديات الداخلية التي تواجهها؟
- لقد اكدنا منذ البداية ان الحضور الاجنبي في افغانستان ليس في صالحها ويسبب لها الاضرار، ومن المؤسف اننا نشاهد هذه الايام النتائج السلبية لهذا الحضور، ونحن تواقون الى تعزيز الامن والاستقرار في افغانستان وان يعود الهدوء اليها، فهي جارة لإيران ومايحصل فيها من مشاكل تنعكس علينا، والرفاه والتطور في افغانستان مدعاة لسعادتنا، وطهران تقلق لأي مشاكل تحصل هناك، ولكن يمكن القول ان بعض المشاكل والاختلافات الداخلية تعتبر طبيعية لكون الحكومة جديدة وافغانستان في بداية الطريق، وماحصل من تطورات ومنها اجتماعات اللويا جيرغا يمكن وصفها انها خطوات ايجابية، ولذلك يجب دعم حكومة السيد قرضاي والمساعدة على تقويتها واستقرارها، وانه لمن الطبيعي ان لايرغب اعداء افغانستان بعودة الامن والاستقرار لها، ونحن في ايران نناشد كل المجموعات الافغانية بالتعاون والتكاتف والسعي لاتخاذ مواقف موحدة حيال قضايا البلاد والحرص على اتخاذ القرارات الكفيلة بتعزيز حركة الاعمار والاستقرار الامني.
ولكنكم متهمون اميركيا بالعمل على زعزعة الاستقرار في افغانستان وتقرير المبعوث الاميركي زلماي خليل زاد اشار أخيرا الى هذا الموضوع، ثم الا تعتقدون ان اصراركم على مغادرة القوات الاجنبية الاراضي الافغانية هو السبب الرئيس وراء توجيه الاتهامات الاميركية اليكم؟
- ان السيد خليل زاد هو من اصول افغانية وحصل على الجنسية الاميركية وهو بهذه التقارير يسعى لاثبات وفائه للجنسية المكتسبة، ولذلك نحن ندرك اسباب كونه اكثر سخونة من الاميركيين انفسهم فهو يريد القول اني اميركي، كما انه اصبح سببا لاثارة الازمات في افغانستان، والادارة الاميركية تتذرع بهذه الحجج من اجل تبرير حضورها غير المناسب في افغانستان وقتلها للمدنيين الابرياء، ونحن منذ البداية وفي مختلف الاجتماعات ومنها اجتماع بون وجنيف ومنظمة 6+2 اثبتنا حسن نوايانا ورغبتنا الصادقة في عودة الهدوء والاستقرار لافغانستان، وايران كانت الدولة الوحيدة التي اعلنت مخالفتها الجدية والصريحة لحكومة الطالبان، وعلى الادارة الاميركية ان تبرر للعالم اسباب خلقها للطالبان والقاعدة، وانا اعتقد ان الرأي العام العالمي لايحمل التصريحات والاتهامات الاميركية لإيران على محمل الجد.
ماهو مصير القائد الباشتوني قلب الدين حكمتيار؟
- لا اعلم، فهو ليس في ايران والانباء تتحدث عن وجوده في افغانستان.
ما اعلن في ايران عن حكمتيار لم يكن مقنعا، طهران قالت "لا نعلم الى أين ذهب"؟
- كلا، لقد ترك الاراضي الايرانية.
الا تعتقدون ان الهدف من استمرار الحضور الاميركي في افغانستان هو لأجل فرض طوق حول ايران؟
- هذا صحيح، فاميركا تعمل على تحقيق هذا الهدف وهي تسعى لتوسعة قواعدها في العديد من مناطق العالم، لكن الشعب الافغاني اثبت في الماضي رفضه الخضوع لسلطة الاجانب، وان اميركا سترتكب خطأ فيما لو فكرت في المكوث على مدى بعيد في افغانستان.
كان من المقرر ان تصادق طهران وباكو على قرار يقضي بتسهيل زيارة افراد البلدين وذلك بالغاء التأشيرة، الا ان السلطات الاذربيجانية اعلنت اخيرا انها سوف لن تصادق على هذا القرار وستواصل دراسته؟
- مازلنا نتباحث بشأن هذا الموضوع.
هل تعتقدون ان لواشنطن يداً في هذا الامر؟
- لا اعلم، ولا استطيع ان ادعي مثل هذا الشيء، ولا اعتقد ان لهذا الامر صلة بالاميركيين ويجب السؤال من المسؤولين الاذربيجانيين، اما من جانبنا فنحن نجري حاليا مباحثات مع اذربيجان.
تشهد ايران جدلا سياسيا بين التيارات المختلفة، والبعض يفسر هذا الجدل انخ يمثل تكريسا شفافا لمفهوم الديمقراطية والآخر ينظر له بعين التشاؤم ويؤكد انه يترك آثارا سلبية على الدبلوماسية الايرانية، انت شخصيا مع أي واحدة من تلك الرؤيتين؟
- مع كلتاهما، فبامكان هذا الجدل التأثير على السياسة الخارجية للبلاد، وايضا يمكن اعتباره نموذجا للحالة الديمقراطية، لاسيما ان الساحة السياسية الايرانية غنية بالتيارات والقوى ذات المشارب السياسية المختلفة، ولكن هذه التيارات والاجنحة تتحد فيما بينها حينما يكون الحديث عن الامن والمصالح القومية، ولايمكن نكران ان هذا الجدل اثر سلبا في بعض الاوقات على السياسة الخارجية لايران، ولكن من الواضح انه لايمكن عمل شيء ازاء هذه الحالة في بلد يدعو الى الديمقراطية ويؤمن بها كممارسة، والشيء الذي يمكن فعله هو اتخاذ تدابير حكيمة للربط بين الحالتين من اجل تحجيم الاضرار .
بعد الهجوم الاميركي على افغانستان كانت هنالك احاديث عن رغبة جماعات دينية ايرانية متطرفة في تقديم الدعم للطالبان أو القاعدة، هل مازالت هذه الجماعات نشطة في هذا المجال؟
- هذا غير صحيح، فلايوجد في ايران أي جماعة تدعو لدعم الطالبان، وذلك لأن الطالبان عكسوا للعالم صورة سيئة عن الاسلام، ونحن بالرغم من كوننا نظام اسلامي الا ان كل تياراتنا مناوئة للطالبان.
كيف تقرأ طهران مستقبل القضية الفلسطينية؟
- انها قضية معقدة وصعبة، وانا اعتقد ان الشعب الفلسطيني اليوم بأمس الحاجة الى دعم ومساعدة البلدان الاسلامية ودول العالم الاخرى، ومن المؤسف له ان التأييد الاميركي الاحادي الجانب لإسرائيل ساهم في تأزيم الاوضاع اكثر مما مضى، وان الكيان الصهيوني وجراء هذا الدعم يبدو اكثر تماديا في قمع الشعب الفلسطيني وانه اخذ يلجأ الى مختلف الاساليب التعسفية لأجل القضاء على انتفاضة هذا الشعب، وتم طرح بعض المشاريع لحل هذه القضية الا اننا نعتقد ان الحل الوحيد يمكن ان يتحقق من خلال استعادة الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة.
لو وضعنا الامن القومي الايراني والقضية الفلسطينية على كفتي ميزان فلمن ستكون الارجحية؟
- من المؤكد ان امننا القومي مرجح على أية قضية اخرى، لكن القضية الفلسطينية اصبحت جزءاً من امننا القومي لأن اطماع اسرائيل لاتعتبر محصورة في فلسطين فقط بل انها تمتد لتشمل كيان العالم الاسلامي باسره ومن ضمنه ايران.
لو اتخذ الفلسطينيون قرارا بشأن مصيرهم، ماذا سيكون موقف طهران فيما لو جاء القرار مخالفا لرغبتها؟
- فيما لو صمم الفلسطينيون على اتخاذ قرار ما فأن طهران لاتعمل على اثارة المشاكل لهم في اتخاذ القرار، وسيبقى لنا موقفنا الخاص ازاء القضية الفلسطينية، واذا ما اجمع الفلسطينيون على قرار ما فأن الامر متروك لهم وهو من شأنهم وحدهم.
هل سيزور الرئيس الخاتمي دولة الامارات العربية المتحدة؟
- مبدئيا تمت الموافقة على هذه الزيارة ويجب اتخاذ التدابير اللازمة التي تجعل من هذه الزيارة التي ستتم في المستقبل، زيارة موفقة وناجحة.
مستقبل العلاقات الايرانية - الاماراتية؟
- نعتقد انها في تطور مستمر، والعلاقات الحالية افضل بكثير من الماضي وساهم في هذا التطور الزيارات المتبادلة لمسؤولي كلتا الدولتين، وان القضية المهمة في هذا السياق هي وجود ارادة سياسية عند المسؤولين في البلدين، ونحن نرى بان هذه الارادة اصبحت متوفرة حاليا وان بامكانها ضمان مستقبل مشرق.
ماهو مصير طلب استجواب البرلمانيين الكرد للوزير خرازي؟
- ليس على جدول الاعمال في الوقت الحاضر.
لماذا لم تقدم وزارة الخارجية على تعيين عناصر كردية في سفارات وقنصليات ايران في الخارج؟
- لدينا العديد من الاكراد لكن معلومات هؤلاء البرلمانيين غير دقيقة، والعديد من مدرائنا العامين هم من القومية الكردية، والسيد مظفري مدير عام التشريفات هو كردي.
انكم تشيدون بمستوى علاقات طهران مع الاتحاد الاوروبي، لكن في الوقت نفسه هنالك انتقادات ايرانية لهذا الاتحاد بسبب رفضه السماح تصدير اجهزة ومعدات ذات استخدام مزدوج لإيران، كيف تتعاطون مع هذه الحالة؟
- نحن نعتقد ان على الدول الاوروبية الادراك بان العديد من الاجهزة ذات الاستخدام المزدوج تدخل في نطاق الاستخدامات السلمية الزراعية والصناعية، ونرى انه من الممكن التوصل الى حلول من خلال المباحثات والدبلوماسية الفعالة، وهذه القضايا مدرجة ضمن اجندة محادثاتنا مع الجانب الاوروبي ، مع التأكيد ان ايران عضو نشط في العديد من المنظمات الدولية ومنها وكالة الطاقة الذرية التي لها اشراف على نشاطاتنا في هذا الصدد وفي مجال التسلح نحن اعضاء ايضا في المنظمات ذات الصلة، وبناء على ذلك انه لايوجد من جانب إيران أي خطر يتهدد البلدان الاخرى، ونحن بصدد الاستفادة السلمية من الاجهزة ذات الاستخدام المزدوج، ونحن نأمل ان تثمر مباحثاتنا مع الجانب الاوروبي عن توفر قناعة باهداف ايران من الحصول على هذه الاجهزة.
ما مقدار رهانكم على الدعم الاوروبي لكم في قضية انضمامكم لمنظمة التجارة العالمية الذي تعارضه الولايات المتحدة الاميركية بشدة؟
- كل الدول الاوروبية اعلنت موافقتها على انضمام ايران لهذه المنظمة والمباحثات في هذا الاطار متواصلة، لكن اميركا تسعى لاستخدام نفوذها من اجل الحيلولة دون حصول ذلك.
ما هي آخر التطورات بشأن قضية السفير البريطاني ديفيد ردوي الذي اعلنت طهران رفضها له؟
- لقد اصبحت قضية تعيين ردوي سفيرا لبريطانيا في ايران منتفية، وان اسمه لم يعد في جدول الاعمال، وفي عالم السياسة والدبلوماسية فان كل المشاكل لها حلول، ومن ضمنها سفير بريطانيا لدى طهران الذي سيتم تعريفه مستقبلا من قبل لندن.
ذكرتم ان موضوع ردوي اصبح منتفيا، هل هذا يعني ان لندن قامت بتعريف سفير آخر؟
- لم يتم تعريف سفير آخر لحد الان.
وهل اعلنت لندن رسميا ان موضوع ردوي اصبح منتفيا؟
- نعم اصبح الموضوع منتفيا.
رسميا اعلنت عن ذلك؟
- أما رسميا أو.. لكن اوضحوا انه اصبح منتفيا، ووفقا للأنباء ان السيد ردوي احيل على التقاعد