الرياض- ايلاف:&انتقدت صحافة الامارات العربية المتحدة اليوم خطاب الرئيس الامريكي جورج بوش والذي القاه مساء امس امام الجمعية العامة للامم المتحدة
واجمعت صحيفتا(الخليج واخبار العرب) فى افتتاحيتيهما اليوم على ان خطاب الرئيس الامريكى أمام الجمعية العامة للامم المتحدة، &لم يكن موجها فقط الى العراق لتدميره بل الى كل شعوب العالم والى كل من تسول له نفسه القول لامريكا كلمة لا وادانتها والوقوف فى وجه جبروتها.
فقد وصفت صحيفة "الخليج" الخطاب بأنه شكل امعانا فى محاولات فرض الوصاية على العالم من أقصاه الى أقصاه وعلى المنظمة الدولية ايضا من خلال الضغط عليها لبرمجة عملها فى الاتجاه الذى يخدم المصالح الامريكية عبر استخدام شعارات براقة لم تعد تخدع أحدا. وقالت الصحيفة تحت عنوان&(تدمير المنطقة لتحيا أمريكا) ان بوش كان فى خطابه يتصرف كأنه الامر الناهى فارضا شروطا جديدة على العراق اختارها لكى ترفض وليكون الرفض مبررا للعدوان الذى يبدو أنه لامفر منه حتى لوسلم العراقيون شفرات الحلاقة فى منازلهم/. وأكدت أن توجه أمريكا فى هذا الصدد أثبت مجددا خطأ من راهن على أن تكون ذكرى 11 سبتمبر مدخلا للولايات المتحدة للنظر فى المراة ومراجعة نفسها من أجل نيل ثقة ومحبة العالم أوعلى الاقل صداقته الصادقة وليس المراوغة أو الاجبارية.
وقالت الصحيفة ان الادارة الامريكية تخطىء كثيرا ان هى واظبت على النهج نفسه اذ يمكنها أن تدمر بلدا اخر مثل تدميرها أفغانستان وتشرد شعبا اخر مثل تشريدها الشعب الافغانى لكنها تدرك مهما كابر أركانها خاصة الفريق المتطرف فى انعزاليته وصهيونيته أنها أمام سوال صعب لا مفر منه وهو&"ماذا بعد والى متى وأى حصاد ستجنيه وهل سيبقى العالم متفرجا مع أنه فى معظمه متضرر".
وأضافت أنه بعد تدمير أفغانستان العين الان على العراق والتهديدات تطال ايران وكذلك سوريا ولبنان وهى المواقع نفسها التى تطلق اسرائيل تهديداتها ضدها لانها تورقها وترفض الرضوخ لاطماعها بل حتى مجرد القبول بوجودها مزروعة فى قلب الوطن العربى بفلسطين. وتساءلت الصحيفة فى ختام مقالها هل ستدمر أمريكا المنطقة لترضى غرورها وتشبع نهم من يسمونهم صقورها وتحقق ل(اسرائيلها) ما يومن راحتها وديمومتها.
من جانبها علقت صحيفة "اخبار العرب" على رسالة واشنطن وقالت انها تحمل فى طياتها مضمونا وقحا ومكشوفا بشن الحرب على معظم شعوب العالم مع ادراكها المسبق بأن معظم شعوب الكرة الارضية تقف صفا واحدا فى مناهضة سياساتها المتبعة ومحاولات بسط نفوذها وسيطرتها على العالم . وأكدت تحت عنوان / دبلوماسية بوش .. الانذار قبل الحرب/ أن بوش عندما يحاول استخدام الدبلوماسية للتهديد بالحرب ويستهل خطابه فى الامم المتحدة بتوجيه انذار الى العراق فانما هو يوجه انذارا لكل شعوب العالم وليس الى العراق وحده بما يخبئه فى الايام المقبلة. واشارت الى ان دبلوماسية بوش هنا لا تسعى الى أخذ تفويض من المجتمع الدولى لضرب العراق أو اقناع العالم بعدالة الموقف الامريكى على سبيل المثال بقدر ما تسعى الى توجيه رسالة مفادها أن واشنطن ستعمل على الاطاحة بأى نظام لا تروق لها سياساته أو أى دولة تحاول الخروج من دائرة التبعية المباشرة للولايات المتحدة . واكدت الصحيفة ان الولايات المتحدة تدرك أنها قادرة على تطويع الامم المتحدة وتوظيفها فى خدمة أهدافها دون اللجوء الى هذا النوع من الدبلوماسية الحربية لكنها اثرت اللجوء الى التهديد المباشر بهدف تخويف الشعوب لا الانظمة وحدها من ابداء أى معارضة لتحركاتها على امتداد الساحة الدولية.واكدت بان محاربة الارهاب شىء ومحاولات قلب الانظمة أو استبدالها بالقوة شىء اخر مشيرة الى ان الولايات المتحدة تسعى بشكل محموم للاستفراد بالمنطقة واعادة ترتيب أوضاعها من جديد وفقا لمصالحها ومصالح حليفتها / اسرائيل / . ودعت الصحيفة فى ختام مقالها الى تحرك عربى سريع لتشكيل جبهة عربية / عالمية موحدة لمناهضة هذه الحرب ومنع واشنطن من فرض هيمنتها على العالم.