رام الله (الضفة الغربية)- هشام عبد الله: يحتد النقاش في اوساط النخبة السياسية الفلسطينية حول جدوى الاستمرار في الهجمات المسلحة ضد اسرائيل مع تنامى الدعوات الى العودة بالانتفاضة الى طابعها الشعبى الذى يتيح للفلسطينيين الحصول على الدعم الدولى اللازم لتحقيق مطلبهم بانهاء الاحتلال الاسرائيلى واقامة دولتهم المستقلة.
وجاءت ابرز هذه الدعوات على لسان محمود عباس (ابو مازن) امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والرجل الثاني في القيادة الفلسطينية.&واعتبر ابو مازن ان "استخدام السلاح كان افدح الاخطاء التي ارتكبها الفلسطينيون خلال الانتفاضة".
وقال في تصريحات بثتها هذا الاسبوع شبكة التلفزيون اللبنانية ال بى سى "ليست لدينا القدرة والامكانيات لمواجهة اسرائيل عسكريا...انتفاضة شعبية بوسائل سلمية تعبر عن رغبات الجماهير هي الافضل".
وجاءت تصريحات المسؤول الفلسطينى بعد النداء الذي وجهته "لجنة القوى الوطنية والاسلامية" (وهى هيئة تنسيقية بين 13 فصيلا فلسطينيا تشكلت عقب اندلاع الانتفاضة فى ايلول/سبتمبر 2000) ودعت فيه "الجماهير الفلسطينية" لتحدى حظر التجول اذى تفرضه القوات الاسرائيلية على معظم مدن الضفة الغربية منذ يونيو/حزيران الماضى والعودة الى الحياة الطبيعية.
وأكد البيان الذي صدر لمناسبة الذكرى الثانية لاندلاع الانتفاضة "ان القوى الوطنية والإسلامية تدعو شعبنا في هذه المراحل إلى العودة للحياة العادية وكسر قرارات العدو بمنع التجول وتكريس الفعاليات التي تعطي الانتفاضة المباركة بعدها الشعبي وقدرتها الجبارة على جعل صوت الانتفاضة أعلى من كل الأصوات".
وترافقت دعوة القوى الفلسطينية وتصريحات محمود عباس مع التظاهرات الشعبية التي نظمها الاف الفلسطينيين الاسبوع الماضي تضامنا مع عرفات بعد الحصار المشدد الذى فرضته عليه القوات الاسرائيلية.
وفى الضفة الغربية غاب عن التظاهرات المسلحون الذين ظلوا لاكثر من عام العنوان الرئيسي للانتفاضة الفلسطينية، ولجأ المواطنون الفلسطينيون الى اساليب جديدة تعد من وسائل المقاومة السلبية مثل قرع الاواني والطبول واضاءة الشموع واعتصام المتظاهرين العزل امام دبابات الجيش الاسرائيلي.
ويقول سمير المشهراوي عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح في قطاع غزة وهو من المساهمين في حوار فسطيني داخلي حول خيارات الانتفاضة ان "العمل الشعبي وحده الكفيل بتحقيق انتصارات وضمان تاييد عالمي لقضيتنا".
ويضيف: "لقد دخلنا تجربة المقاومة المسلحة اكثر من مرة وثبت دوما ان المقاومة الشعبية هي الاقدر على تحقيق نتائج".&ويشير مشهراوي بذلك الى تجربة الانتفاضة الاولى (1987-1994) حيث لجأ الفلسطينيون الى استخدام الحجر كسلاح اساسى فى مواجهة الجيش الاسرائيلى.
وقد استهل الفلسطينيون انتفاضتهم الثانية الحالية في ايلول/سبتمبر 2000 بذات الاسلوب لكن سرعان ما اتجهوا الى العمل المسلح والعمليات الانتحارية التى تبنت معظمها حركتا حماس والجهاد الاسلاميتان.
واكد مشهراوي ومسؤولون اخرون وجود حوار بين الفصائل والحركات الفلسطنية لوضع برنامج موحد يحدد "ضوابط للمقاومة المسلحة" ويفتح المجال اكثر امام "المشاركة الشعبية فى الانتفاضة.
وقال مشهراوي "يجري الحديث عن وضع ضوابط لوقف العمليات (الانتحارية) داخل اسرائيل وكذلك ومعايير وضوابط اخرى للمقاومة داخل الاراضي المحتلة".&واكد مشهراوي ان حماس "غير متجاوبة حتى الان مع هذا الطرح وصعب الحديث عن وجود نقاش جدي معهم حول هذه المسالة حاليا".
وقال صخر حبش منسق لجنة القوى والوطنية الاسلامية فى الضفة الغربية بان "الحوار مستمر ويجرى العمل حاليا لوضع وثيقة عمل للفصائل والحركات لتبنى برنامج للانتفاضة الشعبية".&لكن نجاح هذا النهج يظل رهنا بموافقة الحركات الاسلامية لاسيما حماس والجهاد.
وقال اسماعيل ابو شنب احد قياديي حماس اليوم الثلاثاء "موقف حماس من المقاومة واضح: ليس هناك مقاومة مسلحة وغير مسلحة، المقاومة الفلسطينية بكل اشكالها بما في ذلك عمليات حماس (الانتحارية) هي مقاومة شعبية".
واضاف "ليس للفلسطينيين جيش يواجهون به اسرائيل والجماهير لا تستطيع الخروج الى الشارع كل يوم، ولذلك فالمقاومة تتنوع ولايوجد من طريق اخر للتحرر سوى بذل الدماء والتضحية".
التعليقات