اتهمت الخرطوم الجمعة اسمرة بالوقوف وراء الهجوم الذي شنه المتمردون الجنوبيون الخميس على شرق السودان، من دون ان تؤكد التوصل إلى اتفاق هدنة واستئناف المفاوضات كما أعلن وسطاء في نيروبي.
&ونقلت وكالة الانباء السودانية ان وزير الدفاع اللواء بكري حسن صالح قدم الى الرئيس عمر حسن البشير والى ابرز الوزراء خلال اجتماع استثنائي "عرضا حول العدوان الاريتري"، كما اعلن المتحدث الرئاسي عباس ابراهيم نور.
&وكان نور يشير الى الهجوم الذي شنه المتمردون الجنوبيون الخميس في ولاية كسلا في شرق البلاد بالقرب من الحدود مع اريتريا.
&ونقلت وكالة الانباء السودانية عن وزير الدفاع قوله ان "الاليات الثقيلة والمدفعية التي استخدمت بكثافة تؤكد ان العدوان اريتري بالكامل وان الحركة (الجيش الشعبي لتحرير السودان) لا تملك مثل هذه الامكانيات والاسلحة ولا تستطيع القيام بعدوانها في مناطق لا ماء و لا غذاء فيها ما لم يكن هناك دعم اريتري بالكامل".
&ولم يدل المتحدث باي تعليق على اعلان السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة التصحر (ايغاد، وتضم سبع دول في افريقيا الشرقية) اليوم الجمعة في نيروبي عن اتفاق هدنة تم التوصل اليه بين الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان واستئناف مفاوضات السلام في كينيا في الرابع عشر من تشرين الاول/اكتوبر.
&والمفاوضات السلمية بين الحكومة السودانية والمتمردين الجنوبيين التي كانت تعقد في كينيا برعاية ايغاد توقفت منذ الثاني من ايلول/سبتمبر بعد سيطرة المتمردين على مدينة توريت (جنوب) الاستراتيجية.
&وكانت القوات المسلحة السودانية اعلنت الخميس انها صدت هجوما للمتمردين الجنوبيين في منطقة كسلا شرق السودان ونفت ان تكون فقدت سيطرتها على مدينتي همشكروب وشالوب في هذه المنطقة.
&وكان المتمردون اعلنوا ان المعارضين الشماليين والمتمردين الجنوبيين، حققوا اختراقا الخميس في منطقة كسلا.
&لكن رئيس التجمع الوطني الديموقراطي محمد عثمان الميرغني اعلن في تصريحات نشرتها صحيفة الحياة العربية (ومقرها لندن) اليوم الجمعة انه "ليس على علم بهذا الهجوم" واسف لاستئناف المعارك بعد اكثر من عام من الهدوء في هذه المنطقة حيث تقيم نسبة كبيرة من المسلين الذين ينتمون الى طائفة الخاتمية بزعامة الميرغني.
&وذكرت الصحافة السودانية الحكومية اليوم الجمعة ان كل المتمردين الذين قتلوا اثناء معارك الخميس ولم تحدد عددهم، ينتمون الى اتنية دينكا (الارواحية او المسيحية) التي ينتمي اليها زعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان جون قرنق.
&وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2000، تسللت مجموعات من المعارضة السودانية انطلاقا من اريتريا الى مدينة كسلا حيث قاتلت الجيش السوداني قبل ان تنسحب.
&وقد اعاد السودان واريتريا علاقاتهما الدبلوماسية في العام 2000 بعدما قطعت في العام 1994.
&وتتهم الحكومة السودانية اريتريا مع ذلك بدعم الحركات المتمردة ضد السلطة المركزية.