شيسيناو- ايغور جديلاغين:&قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه لنظيره الاوكراني ليونيد كوتشما الذي يواجه صعوبات سياسية اليوم في قمة مجموعة الدول المستقلة (الجمهوريات السوفياتية السابقة باستثناء دول البلطيق) في شيسيناو والتي شهدت ايضا تراجع التوتر في العلاقات بين روسيا وجورجيا.
واقترح بوتين الذي يتولى الرئاسة الدورية للمجموعة تسليم الرئاسة الى اوكرانيا في حين ان موقع هذا الاخير بات ضعيفا ليس فقط في اوكرانيا حيث تشن المعارضة حملة ضده ولكن ايضا على المستوى الدولي حيث يواجه انتقادات خصوصا اميركية في ما يتعلق بعملية اتجار بالاسلحة مع العراق.
وقال بوتين في تصريح للصحافيين حول قمة المنظمة التي عقدت في العاصمة المولدافية "لقد اقترحت روسيا تعديل الوثيقة التي تحدد الية المداورة بين الدول الاعضاء في المجموعة. لقد اقترحت ترشيح اوكرانيا لرئاسة المجموعة".
واضاف بوتين الذي احتفل اليوم بعيد ميلاده الخمسين ان هذه القضية "ستبحث خلال اجتماع مقبل" من دون اعطاء المزيد من التفاصيل.&ووصل بوتين وكوتشما معا السبت الى شيسيناو على متن الطائرة الرئاسية الروسية قادمين من زابورويا (اوكرانيا) حيث عقدا اجتماعا لبضعة ساعات.
وقد وقع اليوم رئيسا الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف والاوكراني اناتولي كيناخ، اتفاقا حول "التعاون الاستراتيجي في مجال الطاقة" في حين ابرمت شركتا غازبروم الروسية ونافتو-غاز الاوكرانية اتفاقا اخر حول تاسيس كونسورسيوم غازي حسب ما افادت وكالة ريا نوفوستي.
وافاد بوتين من هذه القمة لاطلاق مرحلة تهدئة في العلاقات بين روسيا وجورجيا التي تراجعت بشدة منذ اطلاق العملية الروسية في الشيشان في الاول من تشرين الاول/اكتوبر 1999 الى ان هددت موسكو اخيرا بالتدخل عسكريا في ممرات بانكيسي شمال جورجيا بالقرب من الحدود الشيشانية حيث يتهم الروس تبيليسي بالسماح بتسلل المتمردين.
واكد بوتين الذي التقى بالامس نظيره الجورجي ان جورجيا لا تواجه اي تهديد "في حال طبقت القرارات المتخذة (السبت) مع الرئيس ادوارد شيفارنادزه".&وقال "لا ارى ان ثمة عوائق لتطبيق ما قررناه".
وقد اتفق بوتين وشيفاردنادزه امس السبت على ان يقوم حرس الحدود الروسي والجورجي بدوريات مشتركة على طول الحدود بين البلدين الامر الذي كانت تبيليسي ترفضه حتى الان.
وقال بوتين ان شيفاردنادزه اكد له ايضا ان المتمردين الشيشان الثمانية الذين اعتقلوا اخيرا في جورجيا في 25 اب/اغسطس في اطار عملية في ممرات بانكيسي، المنطقة القريبة من الحدود الشيشانية، سيصار الى تسليمهم "قريبا" الى روسيا. وقد سلم خمسة اخرون الجمعة الماضي.
وفي غياب الرئيس التركماني صابر مراد نيازوف، اشار المشاركون ال11 في القمة الى ضرورة العمل سويا من اجل مكافحة الارهاب والاتجار بالمخدرات عبر الحدود الجنوبية للمجموعة وخصوصا عبر طاجيكستان التي تملك حدودا مع افغانستان تمتد على طول 1300 كيلومتر.
ومن المفترض ان تبحث القمة ايضا في الوضع في العراق والشرق الاوسط غير انه لم تتسرب اي معلومات حول هاتين القضيتين.&
وافادت مصادر روسية ان موسكو سعت الى الحصول على قرار ينص على الامتناع عن التعاون في اي هجوم ضد بغداد.&وبموافقة روسيا، قدمت بعض الجمهوريات في اسيا الوسطى دعما لوجستيا للائتلاف الدولي ضد الارهاب في اطار الغارات على افغانستان.