إيلاف - مسفر غرم الله الغامدي: تتجه الأنظار في الكويت وبشكل كبير جدا إلى ما يمكن ان يحدث بشكل مفاجئ من شمال البلاد في حالة تعرض "الجارة" المزعجة ( العراق) لهجوم عسكري أميركي.
&فقد تعلم المواطن الكويتي انه من العسير جدا العيش في ظل المحتل السابق صدام حسين وتأهبت حكومته بالفعل لرد أي هجوم بأسلحة كيماوية من الجانب الزعيم العراقي.
&لكن الهجوم الذي قتل فيه احد أفراد مشاة البحرية الأميركية في الكويت الثلاثاء الماضي كثف المخاوف المتنامية من الحرب الأميركية المحتملة ضد العراق.
&فقد أقيمت نقاط تفتيش جديدة على الطرق وشددت إجراءات الأمن حول بعض السفارات والمدارس في الأيام الثلاثة الماضية، وشوهدت الأحد تدريبات لقوات خاصة على عمليات انتشار سريع في أجزاء عديدة من الكويت منها بلدة الاحمدى النفطية.
&وقال وزير الداخلية الشيخ محمد خالد الصباح ان موقع الكويت الجغرافي جنوبي العراق يتطلب من الكويت ان تكون في قلب الأحداث وهو ما يعنى توقع الكثير من الأمور منها التخريب.
&وتستعد الكويت كما أوردت رويترز بشكل جدي لحماية نفسها من هجوم بأسلحة كيماوية إذا ما شنت الولايات المتحدة وبريطانيا حربا على العراق الذي يتهمانه بتطوير أسلحة دمار شامل. وينفى العراق هذا الاتهام.
&وامس جرى اختبار صفارات إنذار على مستوى الدولة في إطار الاستعدادات للحرب. وأجرت الكويت تدريبات مع حلفائها على التعامل مع اي هجوم بأسلحة كيماوية وأصدرت تعليمات للسكان في حال وقع مثل هذه الهجمات وأجرت تدريبات على إخلاء مباني ضخمة وأضافت بطاريات صواريخ باتريوت وطلبت مليوني قناع واق من الغازات.
&وتتخذ إجراءات إضافية لمكافحة التهديدات الإرهابية الجديدة بعد ان هاجم اثنين من الإسلاميين الكويتيين جنود مشاة البحرية الأميركية الذين يتدربون على جزيرة كويتية يوم الثلاثاء الماضي مما أسفر عن مقتل احد الجنود وإصابة آخر قبل ان تقتلهما القوات الأميركية.
&وقالت مدرسة أميركية في مدرسة كويتية في معرض تعليقها على العديد من المواجهات العسكرية مع بغداد منذ حرب الخليج التي قادتها الولايات المتحدة عام 1991 "تعودنا الأمر بعد العديد من الأزمات مع صدام لكن الان تصاعدت الأمور بدرجة كبيرة، إذا أصيب مدني أميركي في هجوم إرهابي سنغادر، هذا اكيد".
&وتحولت جنازة المهاجمين الإسلاميين الأربعاء إلى حشد مناهض للغرب وقال بعض المعزين انهما شهيدان وطالبوا بطرد المسيحيين واليهود من الكويت.
وقالت وزارة الداخلية انها تدرس توجيه اتهام بالتحريض ضد الإسلامي المعروف جابر الجلاهمة الذي ألقى خطبة ملتهبة في الجنازة.
&وقالت امرأة غربية عن الحشد "الذين قرأوا أخبار هذه الجنازة شعروا بالتأكيد بقلق شديد". ومثل هذه المشاهد نادرة في الكويت التي مازالت رسميا تبدي الامتنان للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لقيادتها حرب الخليج عام 1991 التي أنهت الاحتلال العراقي الذي دام سبعة اشهر.
&وقال دبلوماسي ان أحداث الأسبوع الماضي في الكويت كفيلة بإثارة القلق لكن اغلب الاتصالات بالسفارة البريطانية تتعلق بالعراق، وأضاف ان البريطانيين المقيمين في الكويت وعددهم 4500 هادئون لكن هناك قلق.
&وقالت العديد من السفارات الغربية انها تتلقى اتصالات أكثر من المعتاد من مواطنين في الكويت يطلبون تسجيل اسمائهم في خطة إجلاء او يطلبون أقنعة واقية من الغاز او يستفسرون عن الهجوم على مشاة البحرية.
&وقال موظف أميركي "يجمع المقيمون في الكويت منذ فترة طويلة على ان الأزمة العراقية تحدث كل عام، لكن القادمين الجدد أكثر قلقا بشان العراق وبما يجرى في الكويت الان".
&وأعلنت سفارة أوروبية انها ستقدم أقنعة مجانية ومعدات أخرى لمواطنيها البالغ عددهم 250 المقيمين في الكويت. وبعد الهجوم على مشاة البحرية قالت الكويت انها أحبطت هجمات أخرى على أهداف أميركية وأجنبية باعتقالها خلية من 15 كويتيا ترتبط بشكل غير مباشر بتنظيم القاعدة.
&ونحو 65 في المئة من السكان الكويت البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة من الاجانب. اغلبهم عمال من شبه الجزيرة الهندية وهناك أيضا جالية غربية كبيرة من المهنيين واسرهم.
&وقال استرالي مسؤول عن إبلاغ نحو 900 استرالي في الكويت اذا ما كان هناك تهديد "رغم القلق لم تقترب الحالة من الفزع بين مواطنينا".
&والأميركيون هم اكبر جالية غربية في الكويت ويبلغ عددهم نحو ثمانية الاف مدني ونحو عشرة آلاف جندي. ودفع الهجوم على مشاة البحرية السفارة لتأجيل تدريب سنوي كان مقررا يوم الجمعة على خطة إجلاء نحو 20 ألف مواطن غربي.