&
بيروت-رولا نصر: شكل عاصي الحلاني ظاهرة مميزة في عالم الغناء العربي، كونه باشر مسيرته الفنية باللون البلدي اللبناني ثم سار عكس التيار الذي اختاره وانتقل إلى أنواع وأساليب مختلفة في الغناء لحرصه على التنويع في أعماله معتبراً أن التنويع أساسي لاستمرار أي فنان، مع إصراره دائماً أنه لم ولن يتخل عن هويته اللبنانية. في حوار خاص "لإيلاف" وحول جديده الذي صدر مؤخراً عن شركة روتانا، عاصي الحلاني ماذا يقول؟
*& ماذا& تخبرنا عن أحدث ألبوماتك "القرار"؟
* استلزم مني هذا الألبوم وقتاً كبيراً وخاصاً أكثر من أي وقت مضى وحرصت على التنويع كما أفعل في كافة ألبوماتي لأن التنويع أساسي في مسيرة أي فنان. ولقد تمثل الجديد في أغنية "وان كان علي" التي حملت أسلوباً جديداً بالنسبة لي وهي مزيج ما بين النمط الشرقي والإيقاع الغربي، وأتت باللغتين العربية والإنكليزية.
* ماذا عن قصيدة "القرار" تحديداً؟ وهي للراحل الكبير نزار قباني؟

* قصيدة القرار لحنتها منذ حوالي سنتين، عندما كنت في زيارة للولايات المتحدة الأميركية وأخذت معي مجموعة أشعار للشاعر نزار قباني وتحديداً ديوان& (الحب لا يقف على الضوء الأحمر) الذي جاءت فيه
قصيدة القرار. قرأتها مراراً لكثرة ما أحببتها، فاخترت منها الأبيات التي تتناسب اكثر مع الغناء ولحنتها على مراحل غيرت فيها اكثر من مرة فضلاً عن أنني كنت أنوي تقديمها في العمل السابق لكني لم أكن مستعداً لذلك بعد.
* اتهمت بتقليد المطرب كاظم الساهر من خلال هذه القصيدة؟
* نعم سمعت هذا القول أكثر من مرة، لكنه لم يؤثر علي أبداً. لأن القصيدة بشكل عام ليست حكراً على احد، لا على كاظم الساهر ولا على ماجدة الرومي أو فيروز أو ام كلثوم أو عبد الحليم مع حفظ الألقاب طبعاً. جميعهم ادوا القصائد، فضلاً عن أنها لسيت المرة الأولى التي أقدم فيها قصيدة، إذ سبق وأن غنيت في العام 1995 قصيدة "بيروت" وحققت النجاح ومن بعدها "ادمنت هواك". ليس بالضرورة أن كل من لحن أو غنى لنزار يكون بذلك يتقلد مطرباً آخراً وإلا لكان الكل يقلد الكلّ. لحنت القصيدة وغنيتها على طريقتي أنا، بالأسلوب الذي شعرت أنه مناسب لها.
* هل صحيح أنك سجلتها قبل أن تحصل على حقوق ذلك من ورثة نزار قباني؟
* نعم هذا صحيح، كما سبق وذكرت أعجبت كثيراً بالقصيدة فلحنتها وسجلتها لشدة حماسي، وكنت أشعر في داخلي أنهم لن يعارضوا. وبالفعل هذا ما حصل، حتى أني فكرت أنهم في حال رفضوا، اكون بذلك اكتفيت فخراً بأني لحنت لنزار وغنيت له حتى لو لم يسمعها أحد سواي.
* خضت هذا العام تجربة "الدويتو" للمرة الأول من خلال أغنية "وان كان عليّ". لماذا اخترت كريس تحديداً دون سواها؟
*& رغم أني قدمت الأغنية مع كريس ديب الا أنني لا أعتبرها دويتو كونها (أي الأغنية) لا تحمل حواراً بيني وبين كريس، والدويتو الحقيقي هو الحوار الغنائي بين صوتين. بينما أغنية "وان كان عالي" هي مجرد مزج، حتى أن الجمل التي تقولها كريس أتت وكأنها
جملة منفردة لا علاقة لها بالأغنية. كان من المفروض أن أقدم الأغنية لوحدي كاملة بالعربية لكن أثناء التسجيل لم أجد نفسي حقيقة في هذا المقطع بالذات، فاقترحت على الملحن ترجمته الى
الإنكليزية وأن تؤديه معي مطربة أخرى، فوقع الاختيار على كريس التي سبق وأن سمعت صوتها في إحدى الحفلات. ولأن الأغنية لي في الأساس فكرت في تقديمها مع كريس (وهي غير معروفة كثيراً) كي لا ينسب النجاح في حال نجحت الفكرة للمطربة الأخرى التي قد تغني معي، إذ من المرفوض أن ينسب النجاح لعاصي الحلاني، وأيضاً لماذا لا أمنج كريس فرصة تقديم صوتها للجمهور خصوصاً وأن موهبتها تستحق الثناء والتقدير، وأريد أن أنوه أن كريس هي التي ترجمت الكلمات إلى الإنكليزية. وهذا المقطع منح الأغنية تنويعاً لأن اللحن الأساسي خالٍ مما يسمى بلغة الموسيقى مذهب و"كوبليه"، هي جملة واحدة تتردد بكلمات مختلفة
* البعض اعتبر أن كليب "وان كان علي" أتى جريئاً جداً لناحية أفكاره (مصاصة الدماء وغيرها)؟
* من الضروري أن نبتكر أفكاراً جديدة طالما أن الفكرة لا تحمل سيئاً في مضمونها فأين المشكلة؟ لهذا تحمست كثيراً وتفاعلت معها، اليس هذا أفضل من الأفكار المتكررة؟ احب أن تحمل الأغنية فكرة ما أو موضوعاً يلفت المشاهد ويجذب انتباهه، وهذا ما برع في إظهاره المخرج المبدع سعيد الماروق.
* ما هي الأغنيات التي تنوي تصويرها على طريقة الفيديو كليب؟
* سنصور بإذن الله "القرار" و"حبيبي" مع المخرج سعيد الماروق.