بيروت -نجيب خزاقة: اثارت التفجيرات التي استهدفت الثلاثاء عدة مطاعم اميركية للوجبات السريعة في لبنان موجة استنكار واسعة شملت لحنة مقاطعة البضائع الاميركية وعددا من النواب الذين اعربوا عن خشيتهم من انعكاسات هذه الاعتداءات على بلد يواجه ازمة اقتصادية.
&وكانت ثلاث عبوات ناسفة تبلغ زنة كل واحدة مئات الغرامات من مادة التي.ان.تي قد انفجرت في وقت واحد تقريبا من فجر الثلاثاء ملحقة اضرارا مادية بمطعم "وينرز" ومطعم "بيتزا هات" قرب بلدة جونية المسيحية (25 كلم شمال بيروت) على الطريق الدولية التي تربط بيروت بطرابلس، بينما استهدفت العبوة الثالثة مطعم "بيتزا هات" في منطقة الميناء في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان ذات الغالبية السنية.
ويبدو واضحا ان منفذي الاعتداءات، التي لم تعلن اية جهة مسؤوليتها عنها، ارادوا تجنب وقوع اصابات اذ اختاروا توقيتا تكون فيه المطاعم مقفلة.&لكن هذه الاعتداءات تزامنت مع تبني مجلس الامن الدولي بالاجماع قرارا عن العراق يعتبر الكثيرون في العالم العربي انه يفتح الطريق امام حرب على بغداد.&واعتبرت شخصية سياسية مقربة من السياسة الاميركية ان دوافع منفذي هذه الاعتداءات هي دوافع "مشبوهة" مؤكدة ادانتها.
&وقالت هذه الشخصية التي طلبت عدم الكشف عن هويتها "تحاول فئات مشبوهة ان تلعب على الوتر القومي العربي في الوقت الذي تقرع فيه واشنطن طبول الحرب على بغداد. لكن كل ما تحققه يتلخص بتعكير الامن الداخلي والحاق الضرر بالمصالح الاقتصادية للمستثمرين وللعمال اللبنانيين".
&كما استنكرت بشدة هذا النوع من الاعمال لجنة عملت منذ شهور على حشد التأييد لمقاطعة البضائع الاميركية بسبب دعم الولايات المتحدة الاعمى لاسرائيل.&ولفتت "حملة مقاطعة داعمي اسرائيل" الى "الطابع اللاعنفي" لحملة المقاطعة التي تقوم بها "لان المقاطعة هي فعل ديموقراطي نابع من ارادة الفرد".
&وقالت في بيان نشر الاربعاء "حملتنا ليست حملة عنصرية قائمة على اسس غير علمية. نحن نحترم حق الجميع في التعبير عن آرائهم في حرية من دون حق فرضها على الاخرين، ليكون فعل المقاطعة ناجما عن اقتناع واحساس بالمسؤولية وليس عن خوف وترهيب".
&بالمقابل اعرب عدد من النواب عن خشيتهم من انعكاسات هذه الاعتداءات في بلد يعاني اصلا من البطالة (20% على الاقل وفق الخبراء) ويواجه عجزا كبيرا في موازنته.&ودعا فايز غصن، احد نواب شمال لبنان، الى "العمل سريعا لمعرفة الفاعلين وانزال العقوبات الرادعة في حقهم وفي حق من يقف وراءهم" مستنكرا التفجيرات التي تضر "باموال اصحابها اللبنانيين وعمالها وموظفيها اللبنانيين ايضا".
&من ناحيته اكد احمد فتفت، من نواب شمال لبنان المقربين من رئيس الحكومة رفيق الحريري، ان هذه التفجيرات "عمل جبان لا يمثل الا اصحابه وهو مرفوض ومدان بكل المقاييس".&وقال في تصريح صحافي "هو محاولة يائسة للعبث بالامن الداخلي ولتشويه صورة لبنان في الخارج (...) وسط الاجواء الجيدة التي يعيشها لبنان والتحضير القائم لعقد مؤتمر باريس 2".
&يذكر ان عددا من الصناديق المالية الدولية اضافة الى 17 دولة من بينها الولايات المتحدة ستعقد في 23 تشرين الثاني/نوفمبر في باريس مؤتمرا لمساعدة لبنان الذي تخطى دينه العام 30 مليار دولار.&بالمقابل نقلت صحيفة دايلي ستار اللبنانية الناطقة بالانكليزية اليوم الاربعاء عن مدير سلسلة مطاعم "بيتزا هات" عماد صباغ انه "يدرس جديا اقفال فروعه (...) لان وزارة الداخلية فشلت في تامين الحماية المطلوبة لنا".
&يشار الى ان تفجيرات امس الثلاثاء ليست اول تفجيرات تستهدف مطاعم الوجبات السريعة الاميركية منذ انطلاق حملة المقاطعة في لبنان في نيسان/ابريل الماضي لدعم الانتفاضة الفلسطينية اثر الحصار الاسرائيلي المحكم لمقر قيادة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله.
&منذ ذلك الحين ولبنان يشهد من حين لاخر تحركات تقوم بها منظمات اهلية لتحفيز الناس على مقاطعة البضائع الاميركية وتنشر لوائح بالشركات الاميركية المتهمة بتقديم تبرعات الى اسرائيل.&وكانت هيئات مدنية وطلاب يساريون ومسؤولون دينيون مثل الشيخ محمد حسين فضل الله المرشد الروحي للشيعة الاصوليين في لبنان، دعوا الى مقاطعة الشركات والمنتجات الاميركية بسبب المساعدة العسكرية والدعم السياسي الاميركي لاسرائيل.
&يذكر بان احد مطاعم سلسلة "ماك دونالد" الاميركية للوجبات السريعة في منطقة جونية تعرض ليلا في 23 ايلول/سبتمبر الماضي ليلا لتفجير عبوة ناسفة خفيفة اقتصرت اضرارها على الماديات.
&سبق ذلك تفجير عبوة ناسفة فجر التاسع من ايار/مايو على مدخل احد مطاعم "كنتاكي فرايد تشيكن" الاميركية للوجبات السريعة في طرابلس فاصيب من جرائها حارس المطعم بجروح طفيفة.&وكان مجلس الامن المركزي، الذي يضم الى وزارة الداخلية رؤساء الاجهزة الامنية، قد بحث الثلاثاء في امر هذه التفجيرات واقر سلسلة تدابير واجراءات في اطار خطة امنية شاملة على كل الاراضي اللبنانية.