جان لوي سانتيني: لا تزال الولايات المتحدة تعيش هاجس تهديدات إرهابية جديدة بعد مرور أكثر من سنة على اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر، ومما لا شك فيه ان وزارة الأمن الداخلي الكبرى المزمع إنشاؤها لن تتمكن، على المدى القصير على الأقل، من منع حصول اعتداءات جديدة كما يرى محللون وبرلمانيون.
&واعتبر جيمس ليندسي خبير مكافحة الإرهاب في معهد بروكينغز ان هذه الوزارة التي تقرر انشاؤها بموجب مشروع قانون صوت عليه الكونغرس مساء الثلاثاء ورحب به الرئيس الاميركي جورج بوش معتبرا اياه "خطوة تاريخية لحماية الشعب الاميركي"، لن تتمكن على المدى القصير من "القيام بشيء لجعل اميركا اكثر امانا".
&واعادة التنظيم الادارية هذه، وهي الاهم منذ نصف قرن حيث سيتم دمج 22 وكالة وجهاز يعمل فيهما اكثر من 170 الف موظف، يمكن ان تتحول الى "كابوس لوجستي" على حد قول جون بايك مدير مجموعة الابحاث "غلوبال سيكيورتي".
&وقال جيمس ليندسي ان انشاء هذه الوزارة يمكن ان "يجعل الولايات المتحدة هشة اكثر" مضيفا "انها مثل محاولة تغيير مفهوم محركات طائرة لدى تحليقها".
&وافاد الخبير في بروكينغز انه في حين ان الاجهزة التي سيتم دمجها مثل خفر السواحل والجمارك او اجهزة الهجرة ستفكك انظمتها خلال هذه العملية، فسيكون عليها في الوقت نفسه الاستمرار في تامين مهامها الحالية بالكامل وهو ما سيكون صعبا بدون شك.
&ومن جهة اخرى ومن خلال انشاء هذه الوزارة الجديدة فان الكونغرس "يتصرف كطبيب يصدر وصفة طبية لمريض بدون تشخيص مسبق للمرض" كما اضاف.
&واعتبر انه كان من الاجدى اجراء تحقيق معمق لتحديد الاسباب الهيكلية لاداء وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) ومكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) الرديء في الفترة التي سبقت اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر، قبل القيام بمثل هذه الخطوة.
&ولفت الى ان لجنة التحقيق التي شكلها البيت الابيض هذا الاسبوع بضغط من الكونغرس لا تملك صلاحيات كافية لالقاء كل الضوء على هذه القضية.
&وقال جيمس ليندسي "يبدو من الواضح اكثر فاكثر ان المشكلة الفعلية قبل اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر وفي الوقت الراهن ايضا، هي النقص في التنسيق او حتى التنافس بين وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي، ولن نتمكن من حلها عبر انشاء وزارة امن كبرى". وهاتان الوكالتان لن تندمجا في الوزارة المقبلة.
&وبالتالي "سنبقى بنفس درجة التعرض لمخاطر اعتداءات" ضد محطات نووية وخزانات مياه عامة او مرافىء.
&وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" اقر بعجز وكالته عند اعترافه في 17 تشرين الاول/اكتوبر امام الكونغرس بانه "في الواقع لا نزال اليوم عرضة لمخاطر اعتداءات انتحارية مثل" فترة ما قبل 11 ايلول/سبتمبر. واضاف "علينا ان نكون صادقين ونعترف بان حماية ارضنا صعبة جدا".
&وذهب السيناتور الديموقراطي بوب غراهام رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الى حد اتهام مكتب التحقيقات الفدرالي مؤخرا بفقدان الشعور بالضرورة الملحة لتفكيك مجموعات الارهابيين في الولايات المتحدة.
&وبعد ان ذكر بان "اف بي آي" يضطلع بمسؤولية وضع برنامج لمكافحة الارهاب منذ 1999، عبر السيناتور عن فلوريدا عن اسفه لان "الشرطة الفدرالية لا تزال تجهل مكان وجود الارهابيين على الاراضي الاميركية وعددهم ونواياهم والدعم اللوجستي الذي يستفيدون منه".