الرياض - إيلاف: تلقى العاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز اتصالا هاتفيا مساء السبت من رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري جرى خلاله بحث "المستجدات في المنطقة إضافة إلى بعض الموضوعات التي تهم البلدين" ، كما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية .
إلا أن مصادر لبنانية قالت أن الحريري أعرب خلال الاتصال للملك فهد عن شكر بلاده إلى الدعم الذي قدمته المملكة خلال اجتماع الدول المانحة في فرنسا اليوم في مؤتمر "باريس 2".
ووافقت الدول المانحة للبنان التي اجتمعت اليوم السبت في قصر الاليزيه في باريس على تقديم اعتمادات تفوق قيمتها أربعة مليارات دولار .
وقالت المصادر "أن اكبر المساهمات جاءت من المملكة العربية السعودية التي وعدت بتقديم اعتمادات بـ700 مليون دولار".
وأثناء افتتاح الاجتماع، طلب الحريري دعم الاسرة الدولية للبنان الذي يواجه دينا "لا يحتمل سيقارب 31 مليار دولار في نهاية العام".
وكرر رئيس الوزراء اللبناني القول أن حكومته ستواصل تطبيق برنامجها للنهوض الاقتصادي عبر تخفيض أرقام الموازنة وتخصيص بعض مؤسسات القطاع العام.
وشارك في المؤتمر رئيس الوزراء الفرنسي جان بيار رافاران والمستشار الالماني غيرهارد شرودر ورؤساء الوزراء الكندي جان كريتيان والماليزي مهاتير محمد والاسباني خوسيه ماريا اثنار والبلجيكي غي فيرهوفشتاد والايطالي سيلفيو برلوسكوني والدنماركي اندرس فوغ راسموسن الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، والقطري الشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني.
كما حضر المؤتمر رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي ومساعد وزير الخارجية الاميركي المكلف شؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل.
وكانت مصادر دبلوماسية سعودية أعلنت الثلاثاء الماضي الامير سعود الفيصل سيغادر الى فرنسا الجمعة ليرأس وفد المملكة إلى مؤتمر الدول المناحة للبنان الذي يطلق عليه اسم "باريس 2" .
وأضافت المصادر أن المملكة "ستكون من الدول الداعمة بشدة وستفعل& أقصى ما تستطيع لتساعد لبنان ".
وكان رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري الذي تربطه علاقات قويه مع الاسرة السعودية الحاكمة قام بعدة زيارات الى المملكة خلال الاشهر الماضية والالتقاء مع الملك فهد بن عبد العزيز وولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز ووزير الدفاع الامير سلطان بن عبد العزيز بشان مشاركة المملكة في "باريس 2" .
وكان الحريري قام في تشرين الاول/اكتوبر/ بسلسلة زيارات شملت فرنسا والكويت والبحرين والامارات العربية المتحدة والسعودية وماليزيا واليابان وقطر وأرسل موفدين الى عدد من الدول الاخرى .
وكان يامل في الحصول من هذا المؤتمر على خمسة مليارات دولار من القروض الميسرة بهدف تخفيض كلفة خدمة الدين.
ويتوقع أن تصل ديون لبنان بنهاية العام الحالي إلى نسبة 178 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للبنان.
يشار الى أن فرنسا أعلنت مطلع تموز/يوليو/عن تنظيم المؤتمر لمساعدة لبنان الذي يحاول زيادة احتياطه من العملات الصعبة لمواجهة استحقاقات عام 2003
وكان اجتماع "باريس 1" عقد في 28 شباط/فبراير/ 2001 في قصر الاليزيه الفرنسي برعاية جاك شيراك، وضم رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وممثلين عن البنك الدولي وبنك الاستثمار الاوروبي ورئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي ووزير الاقتصاد الفرنسي آنذاك لوران فابيوس.