الرياض- مسفرغرم الله الغامدي: اكدت مصادر سياسية قلق القيادة السعودية الشديد تجاه الأوضاع الراهنة التي تمر بها المنطقة سواء فيما يتعلق بفلسطين أو العراق أو الإرهاب أو واقع المسلمين وسبل الخروج من هذه الأزمات.
فقد ألقت كلمة القيادة السعودية الضوء على القضية المركزية للعرب والمسلمين وهي قضية فلسطين حيث المسجد الأقصى أولى القبلتين ووصفتها بأنها قضية مصيرية, وأشارت إلى الجهد الذي بذلته المملكة لإحلال السلام والذي توج بمبادرة السلام في قمة بيروت حتى أضحت خطة سلام عربية.
ويؤكد ما ورد في كلمة القيادة السعودية حول ضرورة وقوف المجتمع الدولي مع مساعي السلام, أن هناك مسؤولية كبرى تقع على عاتق المجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على الاستجابة لمطالب السلام والتزاماته لتحقيق سلام عادل وشامل يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة بما فيها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ويكفل استعادة جميع الأراضي العربية المحتلة بما يحقق لشعوب المنطقة الأمن والاستقرار.
وبهذا التوجه تؤكد المملكة أنها مع كل ما يعزز السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط ليكون شاملاً وعادلاً أما ما عدا ذلك فمعناه أن هذا الاستقرار سيظل مهدداً وبالتالي فإن السعودية تندد بكل ما يمكن أن يشكل خطراً على السلام العالمي وأوله استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.
وفيما يتعلق بالعراق جددت كلمة القيادة السعودية موقف المملكة الداعي إلى حل هذه الأزمة عبر الشرعية الدولية لا عبر الحرب, إذ توضح الكلمة أن الأمل معقود على أن تكون عودة المفتشين الدوليين إلى العراق فاتحة أمن وسلام تجنب الشعب العراقي والمنطقة المخاطر والأضرار.
أما مسألة الإرهاب وشروره, فقد أكدت كلمة العاهل السعودي الملك فهد وولي العهد الامير عبد الله بشكل واضح إن ديننا مصدر رخاء للبشرية ونهى عن الإفساد والبغي والعدوان وهو دين رحمة وتسامح وسلام ويصون النفس البشرية ويحرم الاعتداء على الناس وإرهابهم ويحث على عمارة الكون، ومن هنا، فإن الدين الإسلامي الذي تسير السعودية وفق عقيدته ومبادئه هو الدين الذي ينبذ كل أشكال الإرهاب وبالتالي فإن النهج الذي سارت عليه السعودية كان دائماً يهتدي بهذه التعاليم.
وتقول صحيفة الوطن السعودية وعلى هذا الخط دعت السعودية دائماً إلى التعاون بين الدول والثقافات والحضارات وكانت من أول المساهمين في كل ما يدعم التفاهم الدولي في اتجاه تحقيق الاستقرار والرخاء والتقدم لشعوب الأرض جميعاً وكل هذه المساهمات والدعوات والإجراءات والخطوات كانت أكبر دليل على أن السعودية هي أبعد ما تكون عن أي مصدر للخطر على الآخرين والعلاقات الدولية والإنسانية، وهي من أشد الداعين إلى مساعدة كل شعوب العالم في تحقيق رخائها ونموها إيماناً منها بأن الرخاء والنمو هما مصدر استقرار لكل الشعوب وبذلك كان هذا الطريق هو الأقصر نحو تحقيق تعاون فعال بين أمم الأرض.
هذه المحاور الأساسية التي تناولتها كلمة القيادة السعودية بمناسبة عيد الفطر هي من أهم القضايا التي تؤرق أمتنا العربية والإسلامية بل والعالم أجمع، فتضمنت الكلمة حكمة السعودية في تعاملها مع هذه القضايا برؤية سليمة وواقعية وحقيقية وهي بالتالي تشكل عنوان المرحلة التي يمكن أن يتفق عليها العرب في سبيل وحدة الموقف والدفاع عن قضاياهم وحمايتها وتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء لشعوبهم.