لندن - ايلاف: كشفت مصادر بريطانية اليوم عن ان علاقات التعاون بين الجيشين السعودي والاميركي بدأت تعود الى حالها الطبيعي من بعد توقف اعمال لجنة التتنسيق العسكرية المشتركة بين البلدين منذ العام الماضي على خلفية تفجير الخلاف بين الرياض وواشنطن من بعد احداث التفجير الاميركية التي نفذها ارهابيون جوا في نيويورك.
واتهمت عناصر في الادارة الاميركية وجهات يمينية اميركية حكومة المملكة العربية السعودية وهي حليف تاريخي للولايات المتحدة في انها "غضت الطرف" عن تمويل الارهاب، وهذا الاتهام قاد الى مسلسل من التصادم بين الجانبين لا يزال مستمرا.
لكن تقريرا لصحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية نقل اليوم عن مصادر اميركية مهمة وذات قرار ان العلاقات بين الجانبين تسير الى مرحلة ايجابية لصالح ومصالح الطرفين.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته بارزا ان زيارة قام بها رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز أخيرا الى المملكة حيث التقى مع القيادة السياسية هناك اعطت مرونة تنذر بنتاج ايجابي يخدم الطرفين.
والزيارة التي كانت هي الاولى على هذا الصعيد المهم فسحت المجال الى حوار عسكري متجدد بين الحليفين، حيث سيستعاد عمل اللجنة العسكرية المشتركة بينهما في وقت قريب.
ومن بعد محادثات الجنرال مايرز، فإن مراقبين استراتيجيين لاحظوا ان الاتصالات بدأت تعود الى اصولها على نحو سياسي واقتصادي وعسكري بالتالي، قائلين "والسعوديون بدأوا في تخفيف مواقفهم الحذرة من التعامل العسكري بين الجيشين".
ونقلت (فايننشال تايمز) في تقريرها عن مسؤولين في الادارة الاميركية القول "الاتصالات الاميركية السعودية المتجددة تناولت آفاق التطورات الراهنة على الساحة العربية عراقيا وفلسطينا"، ولكنهم اشاروا من جانب آخر الى ان "النتائج الايجابية لم تظهر بعد".
واعربت مصادر المراقبين الغربيين من جانب آخر عن تفهمها للموقف السعودي الراهن بقولها "من غير المحتمل ان نتوقع تسهيلا مفاجئا من الرياض لتوجيه ضربة عسكرية ضد العراق، فالأمر ليس بهذه السهولة".
ولكن تلك المصادر قالت "من الممكن في اطار الاتفاقات والتفاهمات التي تمت ان تسمح حكومة الممكلة باستخدام بعض التسهيلات المهمة للاميركيين من قاعدة الامير سلطان الجوية قرب الرياض اذا كان هنالك قرار مدعوم بغطاء شرعي من الامم المتحدة".
وأخيرا، فان المصادر الغربية تجزم قائلة "سيكون الموقف السعودي مرنا كالعادة اذا تم امران مهمان، اولهما انه يتعين على الادارة الاميركية ان تبادر الى اتخاذ مواقف ضاغطة على اسرائيل في مسألة السلام مع الشعب الفلسطيني، وثانيهما ان أي عمل عسكري ضد بغداد يجب ان يتم بموافقتهم ومعرفتهم المسبقة".