دفع حذف أجزاء كبيرة من النسخة المنقحة من ملف العراق التي حصلت عليها الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الامن أحد المبعوثين للقول ان الملف أصبح مجرد كومة من البيانات المفككة.
حصلت الدول العشر على أجزاء من الملف العراقي بعد اسبوع من تذمرهم بسبب السماح لهم فقط بالحصول على نسخة مختصرة من ملف العراق عن برامج أسلحته النووية والكيماوية والبيولوجية والصاروخية.وقال دبلوماسي يوم الثلاثاء تعليقا على العلامات السوداء التي تخفي أسماء موردين قدموا للعراق مكونات صناعة الأسلحة ومعلومات يمكن استخدامها لتصنيع الأسلحة "انها مثل اطروحة غير مكتملة لعالم مجنون."
وأضاف المبعوث الذي طلب عدم نشر اسمه "اسلوب تنظيمه من جانب العراق غريب وكذلك
اسلوب من حذف منه... لكن مع ذلك مازال بامكاننا رؤية اسماء شركات المانية وسويسرية أسهمت في برنامج العراق للصواريخ ذاتية الدفع في الثمانينات."
وحصلت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا على نسخ كاملة من الملف الذي يقع في 12 الف صفحة قبل اسبوع مما اثار قلق بقية أعضاء المجلس.
لكن خبراء التفتيش بالأمم المتحدة اعدوا نحو 3500 صفحة للاعضاء العشر المنتخبين في
المجلس. وأصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اسطوانات مدمجة تضم نحو الفي صفحة عن البرنامج النووي العراقي ثم قدمت نسخ ورقية مرفقة بخطاب من رئيسها محمد البرادعي.وقال دبلوماسي انه لم يجد أي تصريح واضح من العراق يفيد انه لم يعد يملك مواد نووية وكيماوية أو بيولوجية لكنه أضاف "من يدري قد يكون ذلك قد حذف ايضا."
وأصطف مبعوثون من الدول العشر في مكاتب لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة حيث سلمهم المفتشون صناديق الأوراق في غرفة انتظار واحدا تلو الاخر.وقال فيصل مقداد نائب السفير السوري وهو يتلقى صندوقا ورقيا متخما بأوراق من اللجنة التي يرأسها هانز بليكس "سنقرأها ثم نرسلها لدمشق."
وقال جون ديدي المبعوث الايرلندي ان الأوراق تزن نحو خمسة كيلوجرامات.وحتى قبل توزيع الأوراق اعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا انهما تعتقد ان الملف مليء بالثغرات.
ومن المتوقع ان تعلن ادارة بوش يوم الخميس ان ملف العراق ينتهك قرار مجلس الامن الصادر في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني.
لكن فرنسا وروسيا اوضحتا انهما تنتظران تقارير من بليكس والبرادعي لمجلس الامن بكامل أعضائه يوم الخميس قبل ان تقبلا أي تحليل امريكي أو بريطاني .لكن دبلوماسيين قالوا ان بليكس قد يكتفي بعرض اطار عام للتقرير على الأعضاء وان يبقي على تحليله للملف حتى منتصف يناير كانون الثاني.
وكان قد بدأ ممثلو الدول الـ15 الاعضاء في المجلس بتسلم نسخهم في مكتب لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للامم المتحدة في الطابق ال31 من مقر الامم المتحدة.&وهذه النسخة المؤلفة من حوال ثلاثة الاف صفحة من اصل 12 صفحة من الاعلان الاساسي تبلغ سماكتها عشر سنتيمترات ومختومة بشريط ولا تحمل اي رقم.
وتسلم هذه النسخة المنقحة ايضا الاعضاء الخمسة الدائمي العضوية في المجلس (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) الذين حصلوا وحدهم على النسخة الاصلية للاعلان العراقي.&وقال احد اعضاء المجلس "يجب ان نعلم ما حصل عليه الاخرون".
اما السفير الكولومبي الفونسو فالديفياسو الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي فقال ان هانس بليكس ومحمد البرادعي "سيساعدان غدا الخميس الدول الاعضاء في قراءتهم الاولى" لهذه النسخة. واضاف "سنرسل هذه النسخة الى عواصمنا مع ما سيقوله لنا بليكس" موضحا انه يتوقع ان يدلي السفير الاميركي ببيان امام المجلس.&واوضح ردا على سؤال "لا اعتقد انه يتوجب علينا ان نعلن عما اذا كان قد حصل خرق محتمل. في حال كان هذا هو المطلوب فسنكون عندها بحاجة الى تقييم".