فيصل القاسم
لندن - ايلاف: قالت انباء صحافية خليجية ان حكومة قطر قررت عزل فيصل القاسم مقدم برنامج (الاتجاه المعاكس) المثير للجدل من عمله. وقالت صحيفة (الوطن) الكويتية التي نشرت الخبر اليوم ان عزل القاسم يجيىء بمثابة خطوة لتهدئة الاوضاع مع دول الجوار الخليجي ودول عربية اخرى. وعلم ايضا ان توجيهات عليا صدرت بوضع رقابة صارمة على برامج
تلك الفضائية وخصوصا السياسية منها. واعتبر مراقبون اعلاميون ان هذه الخطوات تحمل في طياتها مخالفات صريحة للحريات المهنية وتهديدا لها، لكن دول الجوار الخليجي والعربي متمسكة بمبدأ "تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين، وان ما تبثه الجزيرة من برامج مسيئة لايخدم اهداف الحرية في نيل المعلومات وتعميمها بقدر ماهي اثارة لا أكثر ولا اقل وهي تبث الفرقة بين الدول والعشوب الخليجية والعربية".
وكان برنامج (الاتجاه المعاكس) دأب في شكل مثير على توجيه النقد الى سياسات دول كالمملكة العربية السعودية والكويت والبحرين والاردن ومصر والمغرب.
وقد غضبت المملكة العربية السعودية كثيرا من برامج سابقة شارك فيها متحارون عرب انتقدوا فيها سياساتها وقد شارك مقدم البرنامج في تسخين اللهجة ضد المملكة.
وهبطت العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر بسبب فضائية (الجزيرة) وبرامجها على ان الدوحة كانت تتذرع ان هذه الفضائية حرة فيما تقول حيث هي تستضيفها على اراضيها فقط.
ولكن هذه الذريعة لم تكن تقنع المملكة دول عربية اخرى تقول ان تلك الفضائية التي انطلقت في العام 1996 آذتها كثيرا وهو وجهت مساسا شخصيا لزعمائها بتوجيهات عليا.
وتشير اصابع الاتهامات في تلك الحالة الى وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي يعتبر الراعي الأول والممول الأكبر لـ (الجزيرة) الت لم تكن تتراجع عن أي موقف اتخذته في برامجها الحوارية ولم تقدم أي اعتذار لأي من دول الجوار الخليجي والعربي.
وكان مجلس وزراء الاعلام في دول الخليج العربية في اجتماعه الأخير في مسقط اصدر توصية بمقاطعة فضائية (الجزيرة) اعلاميا وسياسيا واعلانيا، وقد كان لهذا القرار مردودات اقتصادية في الحركة الاعلانية التي بدأت الفضائية تتميز بها في العامين الأخيرين فضلا عن برامجها المثيرة.
ومن نتائج استطراد (الجزيرة) التي تعتبرها مصادر اعلامية عالمية على "انها كالصخرة التي سقطت في المياه العربية الاعلامية الراكدة" فان هذا انعكس على مستوى التمثيل في القمة الثالثة والعشرين لمجلس التعاون التي اختتمت اعمالها اليوم في العاصمة القطرية.
ويبدو ان غياب الرجل القوي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي وكذلك العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل سلمان عن اعمال القمة كان من نتائج الغضب في البلدين على الدور الذي تمارسه حكومة قطر ضدهما مستغلة بذلك برامج (الجزيرة) الحوارية.
وكان وزير الاعلام البحريني اعتبر قبل اسبوعين في تصريحات صحافية وزعت على نطاق واسع ان فضائية (الجزيرة نبتة شيطانية)، وفرضت المنامة حظرا كاملا على التعامل معها.، وهي بذلك تتعامل معها مثل تعامل السعودية والاردن والكويت.
واذ ذاك، فانه كان صدر قرار قبل ثلاثة اشهر بوقف فيصل القاسم عن العمل لفترة محدودة، الا ان صحيفة (الوطن) الكويتية اكدت نبأ عزله.
يذكر ان فيصل القاسم سوري الجنسية عمل في السابق في التلفزيون العربي التابع لهئية الاذاعة البريطانية الذي لم يعمر طويلا في التسعينيات، وكان ممولا من الأمير السعودي خالد بن عبد الله آل سعود ، كما عمل لسنوات قبل ذلك مذيعا لنشرة الاخبار ومقدما لبرامج سياسية اخرى في القسم العربي التابع لهئية الاذاعة البريطانية.
ومثل القاسم فقد استفادت (الجزيرة) على اثر غلق تلفزيون (بي بي سي) العربي من خدمات عاملين سابقين من امثال عدنان الشريف وسامي حداد وجميل عازر ومحمد كريشان وغيرهم.