&
اذكر في النصف الأخير من الاربعينات، أن دواوين الكويت كانت قليلة، فالعائلات الكبيرة هي التي لديها ديوان يجتمع فيه روادها يوميا، وكانت ديوانية الشيخ يوسف بن عيسى القناعي ملتقى لأهل الكويت، وكان برنامج والدي، رحمه الله، كما هو شأن بقية الكويتيين الذهاب يوميا الى ديوانية الشيخ يوسف ولا يعود الى المنزل الا بعد سماع نشرة الأخبار من لندن.. اذ لم تكن البيوت تملك اجهزة راديو، ولهذا فان انتهاء نشرة الاخبار يعني لدينا حركة غير طبيعية في المنزل: عودة الوالد.. والعشاء، حيث كان عشاؤه مميزا عنا، ولهذا ننتظر انتهاءه من تناول العشاء لنأكل ما تبقى (نحن هنود تلك الأيام).. اذن، فان سماع اذاعة لندن كان جزءا من عادات الكويت وتقاليدها قبل ان يولد وزير الإعلام الحالي، الذي قرر انهاء التعاقد مع اذاعة لندن العربية B.B.C، والاستعاضة عنها باذاعة "سوا" الاميركية.
ويجيء هذا القرار واذاعة لندن العالمية تحتفل بمرور سبعين عاما على بثها العالمي، فكانت هدية عيد الميلاد للإذاعة البريطانية "تفنيشها"، والسبب كما يقال انها لم تلتزم بتدريب المذيعين الكويتيين رغم وجود المذيع يوسف مصطفى، ويبدو ان المذيعين الكويتيين غير راغبين في التدريب لأن من لديه الجنسية الكويتية يولد وهو قادر على قراءة نشرة الاخبار، ويبدو، والله اعلم، ان قرار الانهاء ليس قرارا داخليا، انما هو جزء من حملة غسل المخ العربي للقادم الاميركي الجديد.
.. والله من وراء القصد.