يعتزم أكثر من ثلاثة آلاف من المقاتلين السابقين في حرب الخليج مصابين حاليا بأمراض، مقاضاة خمسين شركة أوروبية للمواد الكيميائية بتهمة مساعدة العراق على حيازة أسلحة للدمار الشامل.
&واوضح غاري بيتس محامي المقاتلين السابقين في اتصال هاتفي اجريت معه ان الملاحقات ستستهدف لائحة من 56 شركة مصدرة للمعدات والمواد الاولية التي تدخل في صناعة غاز السارين وغاز الاعصاب "في اكس" وغاز الخردل وغيرها من المواد الكيميائية.
&وتابع انها لائحة صادرة عن الحكومة العراقية تسلمها مكتب "بيتس اند اسوشياتس" للمحاماة في هيوستن (تكساس، جنوب)/ موضحا انها "اللائحة نفسها المدرجة في التقرير الحديث" حول البرامج العسكرية العراقية الذي سلمته بغداد الى الامم المتحدة.
&ورفض ناطق باسم وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) التعليق على اللائحة، مشيرا الى سريتها. غير ان صحيفة نيويورك تايمز التي كشفت المسألة تؤكد صحة الوثيقة.
&وتضم اللائحة التي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة عنها عشرين شركة المانية وعشر شركات بريطانية واربع شركات سويسرية وشركتين فرنسيتين، اضافة الى شركات من هولندا والنمسا واسبانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ، كلها متهمة بتوفير معدات يعتقد انها استخدمت في البرنامج العراقي للاسلحة الكيميائية خلال الثمانينات.
&وتتصدر شركة بروساغ الالمانية اللائحة. وتفيد الوثيقة انها امدت بغداد باطنان من المواد الكيميائية الاساسية التي سمحت بانتاج غازات متلفة للاعصاب، وساعدتها على بناء منشآت كيميائية وباعتها تجهيزات خاصة بانتاج مواد كيميائية.
&كما تتضمن اللائحة شركة هوكست التي اصبحت شركة افنتيس. وهي متهمة بتزويد العراق في 1982 بعشرة اطنان من مادة تدخل في تركيبة غاز السارين، اضافة الى شركة كارل كولب التي ساعدت العراق بحسب الوثيقة على بناء وتجهيز مصنع للاسلحة الكيميائية.
&وتذكر اللائحة شركة "كاي بي اس" الهولندية المتهمة بامداد بغداد باكثر من ثلاثة الاف طن من المواد الاساسية الكيميائية بين 1982 و1984. كما يعتقد ان شركات "لوموس" و"غالنكامب" و"سيغما" و"اوكسويد" البريطانية قامت خلال الفترة ذاتها بتوفير تجهيزات لمختبرات في بغداد.
&وستستهدف الملاحقة القضائية شركات سويسرية هي "جورج فيشر ايه جي" (شافهاوزن) و"فلوكا كيمي ايه جي" (لوغانو) و"بوشي لاب".
&وقال بيتس ان الدعوى سترفع باسم مقاتلين سابقين اميركيين وبريطانيين وفرنسيين، شاركوا بصورة خاصة في حرب الخليج (1991). وسترفع الدعوى على الارجح خلال الاشهر الثلاثة المقبلة في بريطانيا.
&واوضح ان "ما نقوله باختصار هو ان صدام حسين كان يقتل اشخاصا بغازات سامة، منتهكا القانون الدولي. وهذه الشركات كانت تسمح له بذلك بالتصرف كما فعلت".
&وقال تقرير صادر عن الحكومة الاميركية نشر في ايلول/سبتمبر انه ليس هناك "اي دليل" يشير الى ان العراق استخدم اسلحة كيميائية هجومية خلال حرب الخليج (1991).
&غير ان التقرير لم يستبعد تعرض جنود القوات المتحالفة لمواد سامة من جراء عمليات القصف على منشآت كيميائية عراقية.
&ويعاني حوالي مئة الف جندي اميركي وكندي وبريطاني منذ مشاركتهم في الاعمال العسكرية في الخليج بين 1990 و1991 من عوارض مختلفة منها آلام في العضلات وحالة من الاعياء وقصور الذاكرة والارق.
&ولم يتمكن الاطباء من تفسير هذه الظاهرة الطبية.
&وتابع بيتس ان سكوت ريتر المفتش الدولي السابق للاسلحة في العراق هو الذي جاء باللائحة من العراق، وهو ينتقد حاليا سعي واشنطن لاستخدام القوة ضد بغداد.
&واوضح بيتس ان اللائحة سجلت على ثلاثة اقراص مدمجة اخفاها مكتب المحاماة في مكان سري بعد ان نقل مضمونها الى مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي).