سلمان مصالحة
&
&
رحلة فلسطينيّ في الرّبوع الأندلسيّة
&
&
رَكِبْتُ ضُحًى صَهْوَةَ القَلْبِ شَوْقَـا
كَـمَـنْ شَــدَّهُ الحُـلْـمُ، أَوْ رَامَ نُطْـقَـا

&
وَيَـمَّـمْـتُ وَجْهِــيَ صَـوْبَ رُبُوعٍ
نَمَــتْ فِي الجَـنــانِ،& فَـأَوْرَقَ رَوْقَا&&

&
وَأَعْمَـلْـتُ فِكْــرِيَ بَعْـــضَ نَهَــارٍ
بِمَا أَوْرَثَ البَحْرُ فِي الأَرْضِ أُفْقَا

&
وَرُوحًا سَمَتْ فَوْقَ مَوْجٍ كَطَـيْـرٍ
تَسَــلَّـقَ حَبْـــلَ الرِّيــاحِ، فَـأَلْـقَـــى

&
عَلَى الغَرْبِ نَجْمًا، وَمَالَ فََثَـنَّـى
عَلَى الشَّرْقِ غَيْثًا، وأَشْعَلَ بَرْقَـا

&
رَكِبْتُ ضُحًى صَهْوَةَ الحُلْمِ حُزْنًا
وَوَدَّعْـــتُ طِـفْـــلاً بِـقَـلْبِــــيَ عَقَّـا

&
تَرَكْــتُ وَرائـي كَـلامًــا كَـثِيــرًا
وَرَمْـــلاً كَثِيـــفَ الظِّـــلالِ وَرِقَّـا

&
وَلَـمْ أَدْرِ أَنَّ الـدُّرُوبَ رَمَـتْـنِـــي
إلَـى شَــاهِــقٍ مِـنْ زَمـانٍ مُـنَـقَّــى

&
وَراءَ جِبــالٍ غَفَتْ خَلْـفَ بَحْـرٍ
بهــا غـابِــرٌ عـامِــرٌ لَيْـــسَ يُـرْقَــــى

&
عَـلا أَسْرُجَ الخَـيْـلِ، يَبْغِـي هِـلالاً
هَوَى مَغْرِبَ الشَّمْسِ فَارْتَدَّ أَلْقَا

&
بَـنَــى أَجـْنُــحًــا لِلـرِّيــاحِ، وَبَـيْــتًـا
بِهِ الرُّوحُ شَادَتْ صُرُوحًا وَأَبْقَــى

&
حـُــرُوفًــا مُسَـــطَّــرَةً كَـالـقَـوَافِــــي
وَنَظْمًا عَلَى هَامِ& مَنْ هَامَ عِشْقَــا

&
هُــنـا رحْــلَةٌ فـي رُبُـــوعِ حَكـايـــا
لَهــا أَوّلٌ لَـيْــسَ يَـفْنَــى، فَـيَبْـقَــى

&
كَلامًا عَلَى القَلْبِ، إذْ عَزَّ قَوْلٌ
تَـصَـــوَّبَ غَـيْـــثٌ عَـلَيْــه فَـرَقَّــا

&
هُنـا خُطْـوَةٌ دَرَسَـتْ في تُـرابٍ
هُـنــا آيَــــةٌ تَـرْفَــعُ الـرَّايََ فَـوْقَـــا

&
تَــرَكْــتُ وَرائـي بلادًا تَـلَظَّـــتْ
بنـارِ جَهَـنَّــمَ فَـازْدَدْتُ حـَـرْقَــــا&&

&
حَمَـلْــتُ مَعِي شَهْقَةً مِنْ بِـلادٍ
تَقِي شَاعِرًا زادَهُ المَشْهَدُ شَهْقَا

&
تَـرَكْــــتُ وَرائــي بِـلادًا وَدَمْــعًــــا
جَرَى مِنْ شُجُونِ العُيُونِ، فَشَقَّـا

&
عَـلَـــيَّ الرَّحِيــلُ، لِبَعْــضِ زَمــانٍ
يُذَكِّـرُنِــي بِالَّذِي سَــوْفَ نَـلْـقَـــى

&
فَـيــا أيُّهــا الطَّـيْــرُ دَعْـنِــي أُغَــنـِّــي
وَخُـذْ بَعْـــضَ لَـحْـنِي لِقَلْبِكَ خَفْقَا

&
كَـلامُــكَ رَجْــعُ حُــرُوفٍ تَـوارَتْ
عَـنِ السَّـمْــعِ، يـا طَـيْـرُ بِاللّهِ رِفْقَـا

&
فَــإنِّــــي، وَإنْ زَانَ قَــوْلِــــيَ سِـــحـْــرٌ
فَقَدْ كَذَبَ السِّحْرُ، لَوْ كانَ صِدْقَا

&
إذا حَـمـَـــلَ الطَّـيْــــرُ غَـرْبًــا فُــؤَادِي
فَـيَــا عَـجَــبَ القَـلْــبِ يَزْدادُ شَـرْقَـا

&
&نيسان-أيّار
&