&
أهدى المتألق محمد نور منتخب بلاده السعودية لقب بطولة الامير فيصل بن فهد الثامنة لكأس العرب في كرة القدم، اثر تسجيله هدف الفوز الذهبي والوحيد في المباراة النهائية التي تغلب فيها "الاخضر" على نظيره البحريني على استاد نادي الكويت مساء امس.
وحافظت السعودية على لقبها الذي احرزته للمرة الثانية على التوالي مساء امس بعد ان فازت به في النسخة السابعة الماضية، حيث تغلبت آنذاك على قطر المضيفة 3/صفر في المباراة النهائية عام 1998.
وجاء هدف الفوز الذهبي بعد مرور 4 دقائق فقط من بداية الوقت الاضافي الاول للمباراة التي انتهى وقتها الاصلي بالتعادل السلبي، بعد ان رفع عبدالعزيز الجنوبي كرة عالية داخل منطقة الجزاء البحرينية، كان لها رأس محمد نور بالمرصاد، فحولها الى داخل شباك الحارس علي حسن وسط مضايقة من مدافعين.

حذر مفرط وأداء دفاعي
كانت جميع الدلائل تشير الى ان اللقاء سيتجه الى ركلات الجزاء الترجيحية حتماً كون كل من الفريقين اقفل منطقته الدفاعية في وجه الآخر، فجاءت المباراة مملة في معظم اوقاتها وافتقدت الاثارة والحماس والهجمات المتبادلة وخصوصاً في الشوط الاول.
وكادت المباراة تنتهي في دقيقتها الاولى من الوقت بدل الضائع عندما حرم الحكم الجزائري محمد زكريني المنتخب السعودي من ركلة جزاء صحيحة، بعد ان تعرض محمد نور للعرقلة من قبل البحريني راشد الدوسري داخل منطقة الجزاء، فاحتسب زكريني خطأ على نور، وانذره بداعي التمثيل.
وتميزت المباراة بالحذر الشديد من الطرفين والذي امتد الى نهايتها لأن المدربين كانا يضعان في حسبانهما عدم الانجراف في الهجوم وان ركلات الجزاء الترجيحية امر لا بد منه، لذا ادخرا جهود لاعبيهما والدليل على ذلك ان الفريقين لم يجريا سوى تبديل واحد عندما دفع الالماني وولفغانغ سيدكا مدرب البحرين بحسين مكي بدلا من خالد الدوسري في الشوط الثاني.
ودخلت السعودية اللقاء معتمدة على خطتها التقليدية 4/5/1، فيما كانت الخطة البحرينية 3/5/2 علماً بأن الفريقين اقفلا دفاعاتها بستة لاعبين لكل منهما عند الارتداد الى الخلف.
ودائما ما تراجع محمد نور وياسر القحطاني من الوسط الى مساندة صالح الصقري وحمد المنتشري ورضا تكر وعبدالله الواكد في الدفاع. اما في الجهة المقابلة، فتراجع البحرينيون عبدالله المرزوقي وراشد الدوسري ومحمد جلال من الوسط الى مساندة ودعم سلمان عيسى وفيصل عبدالعزيز وعبدالعزيز صالح في الدفاع.
ولكن السعوديين كانوا فعالين اكثر لأن خطتهم المرنة والمتطورة اتاحت لهم التقدم بسرعة الى الامام او الارتداد الى الخلف ولكنها حرمتهم من فعالية مفترضة على الجهة اليسرى التي كان يشغلها ياسر القحطاني لجناح ايمن حر، الا ان محمد نور عوض هذا النقص لأنه كان شجاعاً في التقدم الى الامام وشن هجمات مرتدة سريعة معتمداً على حنكة ودعم عمر الغامدي.

الجنوبي ونورمفتاحا الفوز
ومع ان الهدف السعودي كان ملعوبا وذكيا، الا انه كان مفاجئا وخير تعويض لمحمد نور افضل لاعب في المباراة، على ظلم الحكم له وعلى عدم فاعلية خط هجوم منتخب بلاده الذي شغله، كالعادة، طلال المشعل كان وحيداً والذي تعرض الى رقابة لصيقة من قلب الدفاع البحريني فيصل عبدالعزيز. وهذه الرقابة أتاحت لعبدالعزيز الجنوبي ان يتحرك ويشكل خطرا على المنطقة البحرينية وبدا ذلك من التمريرة التي جاء منها الهدف مع التذكير ان سعود الحريري كان خير عون له في مهمته كونه قام بتغطية مركزه للجنوبي كلما تقدم لمساندة الهجوم.
باختصار، كان الجنوبي ونور مفتاحا الفوز السعودي لأنهما استغلا بكل ذكاء اي ارتداد بحريني وتقدما الى الامام مع التذكير بان المباراة لم تشهد اي فرصة خطيرة من الفريقين، حيث انحصرت الالعاب في منطقة وسط الملعب مع احتفاظ اللاعبين بالكرة اكثر من اللازم.
واستحق السعوديون الفوز قياسا على ادائهم في اللقاء وحتى البطولة بكاملها بالنظر الى تشكيلته الشابة والواعدة التي يتم اعدادها حاليا للمستقبل وبالذات لمونديال 2006.

البحرينيون انداد بلا فاعلية
في المقابل، قارع البحرينيون خصومهم وكانوا اندادا لهم، ويمكن القول انهم بذلك جعلوا اللقاء متكافئا، حيث انهم يمتلكون خبرة دولية اكثر من السعوديين.
ولم يكن الهجوم البحريني الذي شغله الثنائي احمد حسان وحسين علي (دخل اساسيا للمرة الاولى بدلا من دعيج البودريس)، فعالا كثيرا لانه وقع في كماشة دفاعية سعودية حدت من خطورته.
واعتماد سيدكا على جهود صانع الالعاب خالد الدوسري (ومن بعده حسين مكي) والجناح الايمن طلال يوسف في خط الوسط لم يكن بالمستوى المأمول منه، حيث حافظ المذكوران على وجودهما ومنعا اي تفوق سعودي في هذه المنطقة دون ان يكونا خير مساند خطير لخط الهجوم، علما بانهما تأثرا بالعودة الدائمة لثلاثة من زملائهما الى الدفاع.
اما الحارس علي حسن فلم يختبر جديا طوال مدة اللقاء مثله مثل نطيره السعودي مبروك محمد، ولكنه لم يحرك ساكنا للتصدي للهدف الوحيد الذي كان بالفعل مفاجئا له.
ويمكن القول ان الاداء البحريني كان جيدا دون ان يكون فعالا بمواجهة السعوديين، نظرا لتطور خطة واداء "الاخضر" التي لا تقيد اكثر من لاعب في مركز ثابت ومحدد. وربما لو اوعز سيدكا الى طلال يوسف بالرجوع الى الخلف بدلا من محمود جلال على الجهة المقابلة، لكان الامر اختلف قليلا لان ياسر القحطاني تراجع الى الخلف كثيرا وكان يمكن لجلال ان يستغل تلك الثغرة ويفعل شيئا.
ادار اللقاء الحكم الجزائري محمد زكريني وعاونه القطري علي الخليفة والسوداني عثمان محمد، وانذر الحكم رضا تكر ومحمد نور وصالح الصقري (السعودية) ومحمود جلال وحسين مكي وعبدالله المرزوقي وراشد الدوسري (البحرين).
طلال الفهد ختامها مسك

أكد الشيخ طلال الفهد رئيس اللجنة الاولمبية ان البطولة شهدت ختاما رائعا، وكان ختامها مسكا. وقال نحن نجحنا في الاستضافة والتنظيم بوجود عشر دول مشاركة رغم ان منتخبنا فشل فنيا.
واضاف ان المستوى الفني للبطولة كان اكثر من رائع خاصة اللقاء النهائي الذي لم يحسم الا بالهدف الذهبي.
وتقدم الشيخ طلال بالشكر لراعي البطولة الشيخ جابر المبارك نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع لرعايته الكريمة للبطولة، وكل من ساهم في إنجاح هذه البطولة التي لها مكانة كبيرة في قلوبنا كونها تحمل اسم سمو الامير فيصل بن فهد الذي قدم الكثير للرياضة العربية والكويتية على وجه الخصوص، خصوصا بعد الغزو العراقي الغاشم على الكويت. واضاف لقد كان سمو الامير فيصل أحد اعمدة الرياضة الكويتية الحديثة.
وحول فشل منتخب الكويت قال الشيخ طلال: اليوم نودع الضيوف وغدا سنجلس ونحاسب المقصرين ولا نريد ان نتسرع في اصدار الاحكام على الاجهزة الادارية والفنية وسنتخذ قرارات بعيدا عن التأثيرات الخارجية.
ووعد الشيخ طلال بان تكون هناك انطلاقة جديدة وقريبة جدا للازرق.

مراسم التتويج

عقب نهاية المباراة قام الشيخ طلال الفهد رئيس اللجنة الاولمبية بتقديم كأس البطولة لقائد المنتخب السعودي عبدالله الواكد وتقليد اللاعبين الميداليات الذهبية، كما قلد الامير نواف بن فيصل لاعبي المنتخب البحريني الميداليات الفضية والميداليات البرونزية لمنتخبي الاردن والمغرب الحاصلين على المركز الثالث، كما تم تكريم حكام البطولة.
سيدكا: مباراة متكافئة

قال سيدكا مدرب المنتخب البحريني ان المباراة كانت متكافئة ولكن الحظ كان مع السعوديين الذين استثمروا اول فرصة لهم بالهدف الذهبي.
واشار الى ان عقده مستمر مع المنتخب البحريني حتى بعد دورة الخليج التي ستقام في الكويت، مؤكداً أنه ستكون هناك حسابات جديدة ومختلفة في الدورة المقبلة.
المنتخب السعودي غادر البلاد

غادر المنتخب السعودي البلاد متوجهاً الى الرياض بطائرة خاصة كان قد وصل على متنها الامير نواف بن فيصل قبل بداية المباراة النهائية بقليل.
الأفضل في البطولة

حصل لاعب المنتخب السوري رجا رافع على جائزة هداف البطولة والسعودي محمد نور على جائزة افضل لاعب والسعودي مبروك زايد على جائزة احسن حارس في البطولة وحصل المنتخب الاردني على جائزة اللعب النظيف والمنتخب المغربي على جائزة الروح الرياضية.
هدافو النسخة الثامنة

ü 4 اهداف: رجا رافع (سوريا) واحمد حسان طالب (البحرين).
ü 3 اهداف: فراس الخطيب (سوريا) وزياد الكرد (فلسطين) ورضا عنتر (لبنان) وبشار عبدالله (الكويت) وطلال المشعل (السعودية) وانس الزبون (الاردن).
ü هدفان: محمد ارمومن (المغرب) وعبدالله ابو زمع (الاردن) وياسر القحطاني (السعودية) ومساعد ندا (الكويت) وعادل السالمي (اليمن) وحسين علي (البحرين).
ü هدف واحد: بو شعيب المباركي واليزيد قيسي وسعيد الخرازي (المغرب) وفرج لهيب (الكويت) وحاتم عقل ومؤيد سليم (الاردن) وفيصل العبيلي ورضا تكر وسعود علي وبندر الدوسري وعبدالله الواكد ومحمد نور (السعودية) وطلال محمد وراشد الدوسري (البحرين) وماهر السيد (سوريا) ومحمد علي وهيثم مصطفى (السودان) وجمال القديمي وعلي عبود وسالم عبدالله بالعمر (اليمن) وفادي سالم وسليمان شاكر وفرانشيسكو علام ومحمد الجيش (فلسطين) وتاج الدين التيجاني (السودان) ومحمد قصاص وموسى حجيج (لبنان).
تهنئة لأمير البلاد من نواف بن فيصل

هنأ الأمير نواف بن فيصل نائب رئيس الاتحادين العربي والسعودي لكرة القدم سمو امير البلاد الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح بمناسبة مرور 25 عاما على تقلده الحكم، وقال: ان سمو الامير ساهم وبشكل كبير في ابراز رفعة الكويت بصفة خاصة والخليج بصفة عامة، ويسرني ان اتقدم لسموه بالتهاني وندعو العلي القدير ان يعطيه وافر الصحة والعافية وطول العمر وان تنعم الكويت حكومة وشعبا بالامان والسلام.
كما بارك الامير للمنتخب السعودي على احرازه الكأس الغالية والمنتخب البحريني وشكر الاتحاد العربي لكرة القدم والاتحاد الكويتي على حسن تنظيم البطولة، مؤكدا اهميتها لانها تحمل اسم الامير فيصل بن فهد الذي اعطى الرياضة العربية الشيء الكثير، واثمر عطاؤه فيما شهدناه من تطور للرياضة العربية.
وتمنى الامير نواف في ختام حديثه ان تستمر هذه البطولة وتتطور لما فيه مصلحة جميع المنتخبات العربية.
كما اكد الامير نواف استضافة نادي الاتحاد السعودي لبطولة الاندية العربية نتيجة الظروف الطارئة التي حدثت في المغرب.
محمد نور: شكرا للجماهير

توجه محمد نور صاحب الهدف الذهبي بالشكر للجماهير السعودية التي يعود لها الفضل الكبير في تتويج الاخضر. واضاف ان منتخبنا يعد نواة للمستقبل ولكأس العالم 2006 وهذه البطولة فاتحة خير بالنسبة لنا والفوز رفع من معنوياتنا بشكل كبير.
واضاف قائلا انني لم اتوقع ان اسجل الهدف الذهبي، ولكن آتتني الفرصة ولم اتوان في استغلالها كما يجب.
طلال المشعل: الـحظ ساعدنا

اعرب طلال المشعل لاعب المنتخب السعودي عن سعادته، مشيرا الى ان اللاعبين لم يتوقعوا احراز البطولة ولم يفكروا في ذلك.
واضاف انه في كل مباراة نفوز بها كان يزيد انطباعنا في احراز الكأس، خصوصا ان مستوانا تقدم من مباراة الى اخرى.
ولم يخف المشعل ان الحظ كان مع المنتخب السعودي في اللقاء النهائي حين سجل الهدف الذهبي من اول فرصة اتيحت له في الشوط الاضافي الاول.
السجل الذهبي

في ما يلي سجل المنتخبات الفائزة بالدورات الثماني لكأس العرب في كرة القدم التي اختتمت نسختها الثامنة في الكويت امس:
> الدورة الاولى (بيروت 1963): تونس
> الدورة الثانية (الكويت 1964): العراق
> الدورة الثالثة (بغداد 1966): العراق
> الدورة الرابعة (الطائف 1985): العراق
> الدورة الخامسة (عمان 1988): العراق
> الدورة السادسة (حلب 1992): مصر
> الدورة السابعة (الدوحة 1998): السعودية
> الدورة الثامنة (الكويت 2002): السعودية
من الملعب

> عزفت السلام الوطني للفريقين وعلى غير العادة فرقة موسيقية قبل بداية اللقاء.
> حضور جماهيري جيد للمنتخبين.
> وصلت ثلاث حافلات نقلت المشجعين البحرينيين بعد مضي نصف ساعة من اللقاء.
> رفعت الجماهير البحرينية صورة كبيرة لملك البحرين واخرى للشهيد فهد الاحمد.
> حمل لاعبو البحرين العلم السعودي، فيما حمل السعوديون العلم البحريني.
> تجمع مصورو الصحف المحلية ووكالات الانباء خلف المرمى البحريني منذ بداية اللقاء.