نيودلهي- بالاش كومار: اجرت الهند اليوم الخميس تجربة جديدة على صاروخ باليستي متوسط المدى قادر على حمل شحنة نووية سارعت باكستان الى ادانتها وخصوصا انها تهدد بزيادة مخاوف المجتع الدولي.&ووصفت الهند التجربة بانها "روتينية" مؤكدة انها ابلغت جارتها بها مسبقا.
واعلنت وزارة الدفاع الهندية ان الصاروخ ارض ارض الذي وصف بانه من سلسلة صواريخ "اغني 1" اطلق عند الساعة 8:47 بالتوقيت المحلي (3:17 تغ) من اليوم الخميس من منصة متحركة على ساحل ولاية اوريسا (شرق).&
وقال المتحدث باسم الوزارة بي كا باندوبادياي ان تجربة اطلاق الصاروخ جرت من قاعدة شانديبور-اون-سي، موضحا ان الصاروخ يمكن ان يصيب اهدافا على بعد 600 او&800 كيلومتر وتم اختباره للمرة الاولى قبل عام، في 25 كانون الثاني/يناير 2002.
وذكرت مصادر عسكرية ان الصاروخ الهندي المتوسط المدى قادر على حمل شحنة نووية ويمكن ان يصل الى عمق الاراضي الصينية والهندية.&وتأتي التجربة التي اجريت بحضور وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديس بينما تثير ازمتا كوريا الشمالية والعراق المرتبطتان بامتلاك هذين البلدين اسلحة للدمار الشامل قلق الاسرة الدولية.&
وتمتلك الهند وباكستان السلاح النووي بشكل معلن منذ 1998. ولم تتأخر اسلام اباد في الرد متهمة الهند بالسعي الى افتعال الحرب.
وقال وزير الاعلام الباكستاني شيخ رشيد احمد ان اسلام اباد "تترفع عن هذه العقلية المحرضة على الحرب" لكنها "لا تهمل في الوقت نفسه متطلباتها الدفاعية".&وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية عزيز احمد خان ان التجربة الهندية "لم تكن غير متوقعة نظرا لطموحات الهند النووية وفي مجال الصواريخ".
وردا على سؤال عن احتمال ان ترد باكستان باجراء تجربة اطلاق صاروخ، قال احمد خان ان بلاده تقوم بتجارب بحسب الضرورات التقنية التي تواجهها.&وجاءت التجربة الهندية بعد اقل من 24 ساعة من الاعلان عن تزويد الجيش الباكستاني للمرة الاولى بصاروخ متوسط المدى ذي قدرات نووية من طراز "غوري".
واعلن متحدث باسم الحكومة الباكستانية عرض الصاروخ الاربعاء على الرئيس الباكستاني برويز مشرف بصفته قائد الجيش في مراسم قرب اسلام اباد. ورأى الجنرال مشرف ان تزويد القوات المسلحة الباكستانية بالصاروخ الجديد سيكون له "اثر ردعي".&ويمكن للصاروخ الذي يبلغ مداه 1500 كيلومتر حمل شحنة نووية والوصول الى عمق الاراضي الهندية.
وكان الصاروخ "غوري" اختبر للمرة الاولى في نيسان/ابريل 1998 بعد شهر من قيام الهند وباكستان بتجارب نووية. وجرت عمليتا اطلاق اخريان في نيسان/ابريل 1999 ثم العام الماضي وسط جو من التوتر الشديد بين البلدين.
واكدت الحكومة الهندية على الطابع الروتيني للتجربة موضحة انه "اختبار يجري سنويا في الوقت نفسه تقريبا".&وكانت بعض الدول الغربية عبرت قبل اطلاق الصاروخ الهندي عن قلقها حيال اجراء التجربة.
وقال وزير الخارجية الكندي بيل غراهام الاربعاء ان "كندا تعبر عن اسفها العميق لان الهند تفكر من جديد باختبار صواريخ باليستية تتمتع بقدرة نووية، وخصوصا ان علاقاتها مع باكستان تشهد توترا".
ومع ان البلدين بادرا الى تخفيف حدة التصعيد العسكري بينهما منذ تشرين الاول/اكتوبر وسحبا قواتهما من جانبي الحدود الفاصلة بينهما بعد توتر حاد استمر تسعة اشهر، تبقى الهجمات الكلامية شديدة بين نيودلهي واسلام اباد.&وعشية رأس السنة كشف الرئيس مشرف انه حذر بوضوح القادة الهنود من مخاطر حرب غير تقليدية في حال تعرضت الاراضي الباكستانية لهجوم.
لكن وزير الدفاع الهندي اكد الثلاثاء ان باكستان ستمحى من الخريطة اذا استهدفت الهند باسلحة نووية. وقال "قد نتعرض لقنبلة او اثنتين وحتى اكثر، ولكن، اذا قررنا الرد، فان باكستان لن تعود موجودة".