إيلاف من كريم النجار: تعرض الفنان التشكيلي العراقي الكبير فائق حسين المقيم في ولاية ميشغان الأميريكية لجلطة دماغية حادة مفاجئة أمس ونقل على أثرها للمستشفى، ونقل عن أصدقائه أنه في حال غيبوبة وموت سريري.
بزغت موهبة الفنان فائق حسين أوائل ستينات القرن الماضي، وكان واحداً من ألمع (جماعة المجددين) التي تأسست عام 1965 واستمرت حتى عام 1968 ورفدت الحركة التشكيلية العراقية بأربعة معارض مهمة على صعيد تحطيم القيود القديمة والقوالب الفنية الجاهزة التي كبلتهم بها الاجيال السابق، فكان فائق حسين أول من نبذ الشكل السائد محررا نفسه كفنان معاصر أقرب إلى هم الواقع المعاش ومعتمداً على مفردات إنسانية أحدثت تغييراً على صعيد التقنية والانشاء والموضوعة لا زالت آثارها واضحة في أعمال غيره من الفنانين العراقيين.
ولد الفنان فائق حسين عام 1945 في مدينة الناصرية جنوب العراق لأب كردي وأم عربية، أكمل دراسة الفن في معهد الفنون الجميلة أواسط الستينات، غادر العراق عام 1966 للدراسة في اسبانيا، ومن ذلك الوقت بدأت معاناته مع الغربة نتيجة لموقفه السياسي الواضح تجاه سلطة البعث والدكتاتورية، وتنقل ما بين اسبانيا وأمريكا اللاتينية وجنوب أفريقيا وحتى استقراره في أمريكا، تاركا أثأراً فنية كبيراً في كل دولة أقام فيها، حيث كان غزير الانتاج رغم معاناته من غربته التي أكلت ثلثي عمره ومرضه المزمن، وكان يعد مشروعاً لإقامة جدارية كبيرة في المكسيك. وقد أوصى الفنان أصدقائه قبيل الحادثة بساعات بدفن جثمانه في العراق وتقبيل ترابه الذي فارقه مرغما ولائذا من جور حكامه عوضاً عنه.