المواقع الذكية على الانترنت هي التي تكسب..مهما يكن التخصص ومجال الاهتمام فإن المواقع التي تتجاوز العوائق والحواجز إلى اهتمامات الناس الخجولة، والباطنة والمستترة والمسكوت عنها هي التي يمكن أن تحقق رواجاً ووصولاً إلى الناس والزوار.. سواء كان الموقع ذا اهتمام أو ثقافياً أو صحياً أو رياضياً أو حتى سياسياً، المواقع الذكية والقادرة على التفاعل مع البشر وهمومهم هي التي يمكن أن تحقق نجاحاً وتستمر قبل أن تنقل إلى حالة النوم وأقصى مراحل النعاس والتثاؤب كما حصل مع بعض المواقع التي بدأت بفورة حماس من أصحابها وتجاوب من بعض الزوار، ثم ذهب التجديد وغاب الفهم لطبيعة النشر الإلكتروني لتذهب بعيداً عن الاهتمام اليومي أو التواصل مع من مر عليها أو من يعودون إليها دون أن يجدوا الجديد..!!
موقع طبي متخصص يتناول اهتمامات الناس ذكوراً وإناثاً بشكل علمي ودقيق، قائم على رفض الخجل في الأمور الصحية، والطبية، متجاوزاً للعيب الاجتماعي الذي قد يجبر البعض على السكوت أعراض قد تؤدي إلى كوارث صحية لا بد أن ينجح، حيث الانترنت تتيح للناس تجاوز مشاكلهم وعقدهم الاجتماعية إلى السؤال والبحث ولو بأسماء مستعارة..!
لنأخذ موقعاً طبياً آخر يعرض لدراسات طبية جافة ومتخصصة، زواره بالطبع لا يتجاوز عدد المتخصصين والاستشاريين في مجاله وقد يكون مهماً في توجهه، لكن لو فتح آفاقه باتجاه الناس، باتجاه المشاكل الطبية (للمراهقين مثلاً) والنفسية (الانتحارية والعزلة.. الخ) المسكوت عنها، أو تلك التي لا يرغب الكثيرون في الحديث حولها سيصل عدد زواره اليوميين إلى الآلاف.. البعض عنده معضلة، والبعض الآخر مشكلة، ثالث لديه تساؤل وهكذا.. لكن لمن يتحدث هذا هو السؤال في مجتمع يغلب عليه الصمت أمام موضوعات لم يعتدها أو يخجل بطفولية منها، واستثماراً للمساحات التي تتيحها التقنية يقودنا دوماً للحديث عن الأشياء التي تخيلنا أنها ممنوعة أو غير قابلة للاقتراب بسبب العادة أو التقليد أو الحياء الاجتماعي..! تجربتنا في مواقع "الرياض" من خلال عيادة الرياض وما ورد من أسئلة واستفسارات من القراء عبر الموقع الرئيسي، وحجم ونوعية التساؤلات والاستفسارات التي تصل عبر البريد الإلكتروني تؤكد أن هناك مساحة كبيرة للاستفادة من الانترنت في نشر الوعي الصحي لدى المجتمع في الموضوعات التي لا يتم الحديث عنها، أو يتحرج الآخرون من الحديث عنها، في المجتمع وفي البيت والمدرسة.. وهو ما يمكن أن يحل إشكالية كبرى تواجه شريحة من المراهقين في المجتمع - ذكور وإناث -، لا يجدون بسهولة في الغالب من يخالطهم ويتحدث أو يناقش مشاكلهم الطبية والصحية أو حتى العوارض الطبيعية التي تصاحب مراحل النمو والتحول عند المراهقة أو النضج. لكن لا شك أن الانترنت ستكون قادرة لفتح آفاق جديدة.. لجيل جديد.. لمواجهة الوعي الضعيف الذي يصادف الكثيرين في هذه المرحلة لتحسين الوعي والخبرة، نحو حياة أكثر صحة وأكثر تجاوباً مع عوارض الإنسان الطبيعية، والتي يجعلنا الحياء والخجل أو النفاق الاجتماعي لا نلقي لها بالاً، أو قد نسكت عنها، وهو ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية وخلقية قد تستمر في مراحل متقدمة من العمر.. لذا يفترض أن لا نخجل من الوعي.. من أي وعي كان، وفي أي مرحلة ولأي جنس.. لأن هذا يجعلنا نبتعد بفارق غير عادي عن الحيوانات..!! الانترنت تفتح دائماً نوافذ جديدة تكبر وتصغر دون أن نتخيلها.. والأذكياء فقط هم من يستغلون هذه النوافذ ويجيدون استثمارها، ينتفعون ويخدمون المجتمع الوعي ويحققون السبق دائماً..!!