اسطنبول- جيروم باستيون: &يتدفق السياح العرب على تركيا في ظاهرة يعتبرها البعض تقديرا من هؤلاء السياح لموقف تركيا المناوئ للغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق.
ففي الاشهر الستة الاولى من هذا العام توجه حوالى 325 الف سائح من الدول العربية لزيارة تركيا وهو ما يساوي عدد السياح من تلك البلدان للعام 2002 باكمله، حسبما نقلت صحيفة "الزمان" المحافظة عن مسؤولين من وزارة الثقافة والسياحة التركية.
وذكرت الصحيفة ان تدفق السياح العرب يعود في جزء كبير منه الى رفض البرلمان التركي السماح للقوات الاميركية بشن الحرب على العراق من الحدود الشمالية في وقت سابق من هذا العام.& وكان القرار التركي شكل ضربة لخطط الرئيس الاميركي جورج بوش بشأن الحرب على العراق. الا ان العديد من سكان منطقة الشرق الاوسط شعروا بالارتياح عندما عادت السفن الاميركية المحملة بالدبابات والامدادات ادراجها للبحث عن طريق بديل لشن الهجوم.
وادارت تركيا وقتها ظهرها لمليارات الدولارات التي كانت الولايات المتحدة قد وعدتها بها وجازفت بتوتير العلاقات مع حليفها القوي وسط المعارضة الداخلية الهائلة للحرب على العراق.& واثار رفض تركيا وموقفها رد فعل غاضب من واشنطن التي كانت آلتها الدبلوماسية تعمل ليلا نهارا للحصول على موافقة تركيا على نشر قواتها على الاراضي التركية.
ونقلت الصحيفة عن احد السياح السوريين قوله "كنت سالغي اجازتي في تركيا لو سمحت انقرة بشن الحرب على العراق من اراضيها".
وعبر سائح اردني عن الموقف نفسه. وقال انه كان حريصا على ان يسمح لعائلته بمشاهدة "المعالم الاسلامية في تركيا التي قالت لا للولايات المتحدة".
ونقلت الصحيفة كذلك عن رجل الاعمال السعودي عبد الله عبد المحسن انه اختار قضاء اجازته في تركيا مع زوجته واطفاله الاربعة بسبب تحدي تركيا للولايات المتحدة. وقال ان موقف تركيا "كان اهم قرار تم اتخاذه في الشرق الاوسط"، مضيفا انه رغب في ان يرى اولاده "البلاد التي رفضت" السماح للقوات الاميركية بالانتشار على اراضيها.
وتعتبر السياحة مصدر العملات الصعبة الرئيسي لتركيا حيث حصدت البلاد 11 مليار دولار العام الماضي بعد ان زارها 2،13 مليون سائح. وتضررت السياحة التركية كثيرا من الحرب على العراق بعد ان الغيت رحلات الطيران وفرغت غرف الفنادق من نزلائها.
واختار السياح البقاء بعيدا عن المنطقة على الرغم من حملة العلاقات العامة القوية التي قامت بها الحكومة والتي اكدت فيها ان معالمها الشهيرة وشواطئها الدافئة آمنة تماما. وانخفض عدد السياح الاميركيين الى تركيا بنسبة 70% بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001.
وتسعى تركيا الى اصلاح علاقاتها مع الولايات المتحدة التي عززت دور انقرة في المنطقة ودعمت اقتصادها المتداعي. وتجري الحكومة التركية محادثات مع الولايات المتحدة حول احتمال ارسال قوات حفظ سلام الى العراق.