القاهرة ـ ايلاف:انتقد عزمي بشارة النائب العربي في الكنسيت الإسرائيلي خطة "خارطة الطريق"، قائلاً إنها حلت عمليا محل المبادرة العربية معتبراً أنها لا تتضمن أي حلول ولا تفرض أي التزامات حقيقية على إسرائيل، بل مجرد خطوات تقود الى مائدة المفاوضات، على حد تعبيره.
جاءت تصريحات بشارة الذي يرأس التجمع الوطني الديمقراطي في إسرائيل، بعد لقائه مع أحمد ماهر وزير الخارجية المصري، حيث صرح بأنه بحث مع ماهر كافة القضايا التي تتعلق بعملية السلام، خاصة ما يتعلق منها بوضع العرب داخل اسرائيل، إضافة إلى مسألتي الاستيطان و"الجدار العازل" في الضفة الغربية، والذي وصفه بشاره بأنه "جدار عنصري"، وأمر بالغ الخطورة.
غير أن بشاره نفى وجود صلة بين الجدار وإقامة الدولة الفلطسينية بحلول عام 2005 وفقا لخارطة الطريق، واصفاً هذا الجدار بأنه "جدار سياسي يفرض عزلا ديموغرافيا بين الفلسطينيين واسرائيل، ويحول نظام الدوله عمليا لحالة مماثلة لما كان عليه النظام العنصري في جنوب افريقيا بل وأسوأ"، بحسب تعبير النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي.
ومضى بشارة قائلاً إن "هذا الجدار يفرض حاجة اسرائيل الامنية دون أن يأخذ في الاعتبار حاجة الفلسطينيين الامنية والمعيشية، وسرق عشرات الالاف من الدونمات وثلث المياه الجوفية بالضفة الغربية وقطاع غزة، ويخرج قسما كبيرا من المستوطنات الى غرب السور ويطوق مدنا فلسطينية اساسية، بحيث تضيق سبل الحياه بسكانها فيبحثون عن مكان اخر وبالتالي يفرغ الخط الاخضر من الفلسطينيين عملياً".
واعتبر بشاره أن التلويح الاميركي بامكانية خفض مساعداتها لإسرائيل بسبب استمرارها في اقامة الجدار العازل غير كاف بالمرة مشيرا الي التناقض الواضح في الموقف الأميركي اثناء زيارتي رئيس الوزراء الفلسطيني والاسرائيلي إلى واشنطن مؤخراً، وهو ما يشير إلى انه قد تكون هناك ملاحظات أميركية على إقامة ووجود هذا الجدار، "لكنها خجولة لدرجة عدم مصارحة الطرف الاسرائيلي بذلك وعدم تحولها الي حالة ضغط على اسرائيل او حتى حالة نقد علني قد تحرج رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون".
واعتبر بشارة أن المشكلة الاساسية الان فيما يتعلق بالحكومة الاسرائيلية هي غياب أي نقد أميركي عليها من أي نوع وهو مايقوي شارون فعلياً، وأضاف أن اي تراجع عربي امام شارون انما يقويه في المجتمع الاسرائيلي لانه يخلق الانطباع بأن لغة القوة وحدها هي التي تجدي مع العرب".
وتعليقاً على القرار الإسرائيلي الاخير بحرمان عرب اسرائيل المتزوجين من فلسطينيات من الجنسية الإسرائيلية، قال بشارة ان ذلك يؤكد من جديد على الطابع العنصري للقانون الاسرائيلي، الذي لا مثيل له في اي دولة تدعي الديمقراطية لان تصنيف الناس على هذا النحو يعد حالة عنصريه واضحة، وكشف في هذا السياق عن قيام النواب العرب في الكنسيت بطرح هذا الموضوع، وأنهم يعدون لطرحه على الساحة الدولية مؤكدا الحاجه لفضح النظام الاسرائيلي دولياً في هذا السياق العنصري"، على حد تعبير بشارة.