&تساءلت الصحف والشخصيات السياسية الاسرائيلية حول المنطق الذي يقف خلف الغارة التي نفذها الطيران الاسرائيلي الاحد على الاراضي السورية ردا على العملية الانتحارية في اسرائيل انطلاقا من الضفة الغربية، وذلك دون ان يصل الامر حد اعتبار الغارة غير مشروعة.
&وقال كاتب افتتاحية "يديعوت احرونوت" الصحيفة الواسعة الانتشار ان الغارة الاسرائيلية التي جرت ليل السبت الاحد ادت الى مفعول عكسي من ذلك المطلوب واثبتت ان "الحكومة منفصلة عن الواقع".&وكتبت الصحيفة "ان قصف قاعدة ارهابية -والاكثر من ذلك خالية- في سوريا محا تاثير الاعتداء في حيفا على الراي العام الدولي، ووضع اسرائيل في مصاف المتهمين واعطت النظام السوري شهادة حسن سلوك بينما هو يدعم الارهاب".
&وقالت اسرائيل ان الغارة استهدفت قاعدة تدريب تستخدمها حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية التي تبنت العملية الانتحارية التي اوقعت 19 قتيلا في حيفا اضافة الى منفتها السبت في حيفا (شمال اسرائيل). ولكن دمشق تؤكد ان المنطقة التي قصفت موقع مدني.
&ورات الصحيفة في مقال اخر ان الغارة تشكل "ردا مشروعا لا بد منه".
&وكتب الصحافي ناحوم بارنيا "للاسف لم يكن لهذه الغارة اي تاثير على الارهاب. وكما اظهرت العملية الانتحارية في حيفا التي نفذتها انتحارية من جنين (الضفة الغربية) فان مقابل كل ارهابي يقتل سياتي اخر لينتقم له".&يذكر ان الجيش الاسرائيلي قتل شقيق وابن عم الانتحارية في تبادل لاطلاق النار معهما قبل ثلاثة اشهر.
&وكتبت "معاريف" على صدر صفحتها الاولى "اسرائيل اخطات الهدف" واعتبرت ان "الحكومة اثبتت انها لم تعد تعرف ماذا تفعل".&واشارت الصحيفة الى ان "ايران ايضا تشجع الارهاب ومع ذلك فان ما من احد عاقل يقترح قصف طهران. ومع اتباع المنطق عينه كان يجب الا يشن الطيران غارة على سوريا".&وفي المقابل فان صحيفة "هآرتس" التي تنتقد عادة الحكومة اليمينية برئاسة ارييل شارون، بررت العملية.
&ورات الصحيفة انه "رد معقول" افضل بكثير من الخيارات الاخرى الممكنة: "التعرض مباشرة لرئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات او القيام بهجوم واسع النطاق في قطاع غزة ضد حركة المقاومة الاسلامية حماس".&الا ان الصحيفة اعربت عن خشيتها من ان تؤدي الغارة الاسرائيلية التي استهدفت موقعا قريبا من دمشق الى تصعيد في العنف.
&وفي جانب اليسار اعرب امين عام حزب العمل عوفير بينيس عن القلق عينه.
&واعلن لوكالة فرانس برس "ان مثل هذا العمل قد يسفر عن نتائج خطرة للغاية بالتسبب بتصعيد غير مضبوط" واشتكى لان المعارضة لم تستشر.&ومن جهته اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اليوم الثلاثاء "لن نتردد في ضرب اعدائنا اينما كانوا وبكافة الوسائل" ولكن مع الاستعداد التام للسلام.&وقال وزير الاسكان ايفي ايتام "زعيم الحزب الوطني الديني" المتشدد ان "العملية اخطأت هدفها" وانه كان من الافضل الهجوم على القيادة الفلسطينية بعد العملية الانتحارية في حيفا.
&وكان الجيش الاسرائيلي في حالة استنفار اليوم الثلاثاء على الحدود الشمالية مع لبنان اثر عودة التوتر في اعقاب الغارة الاسرائيلية على سوريا.&وقد قتل عسكري اسرائيلي امس الاثنين باطلاق نار مصدره لبنان وسقطت قذائف على جانبي الحدود الاسرائيلية اللبنانية ما اسفر عن مقتل صبي لبناني في السادسة من عمره.
في المقابل اعلن رئيس الاركان الاسرائيلي موشيه يعالون ان الغارة التي نفذها الطيران الاسرائيلي قرب دمشق تحذير لسوريا "المسؤولة عن الارهاب" ضد اسرائيل انطلاقا من لبنان و"مقار الارهابيين الفلسطينيين في دمشق".&وصرح الجنرال يعالون للاذاعة الاسرائيلية العامة ان "الغارة في سوريا على معسكر تدريب ارهابي تعني اولا ان هذا البلد مسؤول عن الارهاب الذي يشن (على اسرائيل) انطلاقا من لبنان ومقار الارهابيين الفلسطينيين في دمشق".
&واضاف "ما زلنا نعتبر سوريا ولبنان وايران التي تتحرك انطلاقا من لبنان وسوريا وايضا على الساحة الفلسطينية مسؤولة عن محاولات نسف اي هدنة".&وتابع "علينا ان ندافع عن انفسنا ولا يمكننا البقاء مكتوفي الايدي عندما ينطلق الارهاب من سوريا بما في ذلك الارهاب في حيفا انطلاقا من المقر العام للجهاد الاسلامي في دمشق. ولذا فاننا نوجه عملياتنا في الوقت الراهن الى هناك (سوريا)" معتبرا ان اسرائيل لا تواجه خطر "التصعيد".
&وقال وزير النقل الاسرائيلي افيغدور ليبرمان زعيم حزب الوحدة الوطنية (يمين متطرف) "على اسرائيل ان تضع حدا للعنف حتى وان كان ذلك على حساب تصعيد في المنطقة برمتها".&وصرح للاذاعة "لا يمكننا الاكتفاء بعملية قصف واحدة وعلى السوريين ان يدركوا انه في حال لم يوقفوا تقديم المساعدة الى حركتي حماس والجهاد الاسلامي فانهم سيدفعون ثمنا باهظا عن ذلك وبشكل موجع".&واعتبر النائب عمرام متسناع الزعيم السابق لحزب العمل من جانبه الغارة على سوريا بانها عمل غير مسؤول. وقال ان "هذه الحكومة اللامسؤولة تهدد دولة اسرائيل وسكانها بمغامراتها" العسكرية.
&وطلب حزب ميريتس (معارضة يسارية) عقد اجتماع طارىء للكنيست لمناقشة مخاطر هذا التصعيد على الحدود الشمالية لاسرائيل حيث قتل جندي اسرائيلي الاثنين برصاص مصدره لبنان.&وقد شنت اسرائيل غارة الاحد على موقع قرب دمشق تقول انه يستخدم لتدريب عناصر في حركة الجهاد الاسلامي التي تبنت العملية الانتحارية في حيفا (شمال اسرائيل) السبت الماضي واسفرت عن مقتل 19 شخصا اضافة الى منفذتها.