لندن - ايلاف: نفى الأردن رسميا من خلال تصريح لمصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن يكون سلم أيا من عناصر حركة "مجاهدين خلق" المعارضة الإيرانية إلى السلطات الإيرانية، والرد الأردني الرسمي جاء من بعد معلومات قالت أن السلطات الأردنية سلمت خمسة من رجال الحركة إلى طهران من بعد أن لجأوا إلى مخيمات النزوح التي أقيمت على الحدود الأردنية العراقية أثناء الحرب التي أسقطت حكم الرئيس العراقي صدام حسين.
يذكر أن الحكم الأردني كان سلم في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال في السبعينيات مسعود رجوي الزعيم السابق للحركة وزوج زعيمتها الحالية مريم رجوي على سلطات إيران في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، ووقتها كان رجوي من المتعاطفين على الساحة الأردنية مع حركة (فتح) الفلسطينية حين نشبت أحداث أيلول العام 1970 بين الجيش الأردني والمقاومة الفلسطينية.
&
وكانت حركة "مجاهدين خلق" وهي الحركة الرئيسة لمعارضة حكم آيات الله المتشددين في إيران تتخذ من الأراضي العراقية منطلقا لعملياتها ضد الحكم في طهران وقد أيدها حكم الرئيس السابق في العراق ومنحها قواعد وتسهيلات عسكرية.
ومن بعد إطاحة الحكم البعثي في العراق، فإن عناصر كثيرة وخصوصا من القياديين الكبار فروا خشية القبض عليهم واعتقالهم من جانب قوات التحالف التي تحتل العراق، ومنهم من ذهب إلى مخيمات اللجوء التي نصبتها الأمم المتحدة على الحدود الأردنية.
ولكن فيما بعد تفاهمت قيادة قوات التحالف مع قيادات "مجاهدين خلق" التي قررت التخلي عن صراعها بالقوة مع الحكم الإيراني معلنة تسليم جميع أسلحتها وقواعد تدريبها لتكون تحت التصرف الأميركي.
وفي تصريح له نفى المتحدث الأردني اليوم ان تكون عمان سلمت إلى طهران خمسة من عناصر "مجاهدين خلق المقيمين في المخيم الذي لجأوا إليه في أعقاب الحرب الأخيرة على العراق.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن مصدر في وزارة الخارجية قوله ان المعنيين الخمسة موجودون حاليا في المخيم الذي تشرف عليه الأمم المتحدة.
وكانت تظاهرة صغيرة ضمت مجموعة من الإيرانيين في بريطانيا أمس الخميس طالبت الحكومة الأردنية بعدم تسليم أو إعادة إيرانيين يعيشون في مخيمات اللجوء على الحدود الأردنية العراقية إلى السلطات الإيرانية خشية الخوف على مصيرهم.
واحتشد عدد من المتظاهرين الإيرانيين لا يتجاوز عديدهم العشرات أمام السفارة الأردنية في لندن مطالبين حكومة الملك عبد الله الثاني بعدم تسليم تلك العائلات اللاجئة أو إعادتها إلى إيران، مع المطالبة بتسفيرهم إلى بلد ثالث حيث ممكن لهم حق اللجوء.
وهنالك إيرانيون يعيشون في مخيمات أقيمت على الحدود الأردنية العراقية من بعد الحرب الأخيرة التي أطاحت حكم الرئيس صدام حسين، حالهم حال جاليات عربية وأجنبية أخرى كانت تعيش في العراق وفرت من جراء الحرب غربا إلى الأردن طلبا للنجاة.
والذين تظاهروا أمام سفارة الأردن في العاصمة البريطانية لهم أقارب في مخيمات اللجوء الحدودية وهم يخشون على مصيرهم إذا ما كانت العلاقات جيدة بين عمان وطهران، وهم في السابق ناشدوا العاهل الأردني عبد الله الثاني أن لا تكون زيارته الأخيرة لطهران بنتائجها الإيجابية ثمنا لرؤوس هؤلاء، مطالبين بأن يتم تسفيرهم عبر طرف ثالث إلى الخارج لا العودة إلى إيران.
وقدم ممثلون عن المتظاهرين الذين قاموا بتظاهرتهم في شكل سلمي وبمعرفة مسبقة من الشرطة البريطانية مذكرة إلى السفير الأردني لدى بلاط سانت جيمس، تيمور الداغستاني ضمنوها مطالبهم التي اعتبروها عادلة.
وأكد السفير الداغستاني في معرض رده على المطالب بالتأكيد على أن حكومة بلاده لن تسلم أي من اللاجئين سواء كانوا إيرانيين أو غيرهم إلى بلدان يخشون منها العقاب أو المطاردة تحت أي جرم سياسي أو خلافه.
ولم تحدد السفارة الأردنية في بريطانيا أعداد الإيرانيين في مخيمات اللجوء على الحدود مع العراق، لكنها قالت أنها أعدادا قليلة مقابل عديد اللاجئين العراقيين والمنتمين إلى جنسيات أخرى.