عماد البليك
&
&
( 1 )
منصور التكريتي طبيب عراقي من مواليد مدينة النجف الأشرف شارك في إجراء عمليتين لعدي صدام حسين ، الأولى كانت سنة 1996م بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال عدي وخضوعه لمجموعة من العمليات الجراحية ، والثانية سنة 2003م بعد يوم من الهجوم المروع والدمار الذي قتل فيه عدي مع شقيقه الأصغر قصي. في المرة الأولى كان منصور التكريتي واحدا من أعضاء حزب البعث والرجل المهتم بشؤون ترتيب النواحي الصحية لعدي ، وقد تولى مهام طبيب دنئ جدا مثل فحص قضيب عدي بعد كل عملية جنسية يمارسها عدي مع إحدى بنات بغداد ، أو إنهاء حالة الطمث الهائل لدم مزود برائحة قشر الليمون لفتاة لم تتجاوز الثانية عشر من عمرها مثل حنينه البكري التي مات غارقة في دمها قبل أن يتمكن التكريتي من إيقاف الطمث المنهمر كنهر دجلة في ساعة جنون وغضب .
ماتت حنينه البكري لسبب لا يتعلق بمقدرات الطبيب التكريتي ، لأن عدي كان يعرف اختيار أطباؤه بدقة وكان أكثر من ذلك متشوقا لممارسة الجنس مع الفتاة ذات الجمال الأسطوري ، السبب كما تقول إحدى مذكرات عدي صدام حسين عن ذاك اليوم ، والتي وجدت في قصره بعد السقوط المستعجل لبغداد ، أن عدي لم يتمالك نفسه وظل يحاول غرس قضيبه في فتحة المؤخرة للفتاة بعد أن رأي بحيرة الدم المنحدر من بين شلالات الشعر الكثيف لفتحة المقدمة في جسد حنينه ، ولم يكن ممكنا للطبيب المرافق لعدي والشاهد على كثير من تجاربه المروعة أن يقول شيئا ، ظل صامتا وهو يرى البنت تموت بين جسد هائل ينتهي بصلعة ضخمة ، جسد يشبه أجساد الجزارين في القرون الوسطى .
لا يعرف والد حنينه حتى ليلة مقتل عدي على يد القوات الأميركية في الموصل المصير الذي آلت إليه أبنته وأن كان شبه متأكد تماما من أنها ماتت ، فبعد سقوط بغداد ظل ينتظر خبرا ما يقول بعودة البنت ، ظل يجلس ساعات طويلة إمام الفضائيات لهذا الهدف المجهول في ذاته ليسمع خبرا ما يرد له الفرح ، يحدثه قلبه بأن حنينه قادمة ، ثم يغالط الروح بقوله : " كيف تعود البنت بعد أن رحلت إلى عالم الأبدية ؟ " . هو متأكد من عودتها لسبب مجهول لا يدري ما هو ، سبب ينبع من مكان خفي في ذهنه المتوقد ، هذا الرجل الذي يُدعى محمد البكري ويقال له اختصار البكري من قبل سكان مدينة صدام .
وصدق سببه المجهول في ليلة الأربعاء الثالث والعشرين من يوليو سنة 2003م عندما سمع طرقات على الباب وهو يحاول انتزاع النوم ، في حين أبى النوم أن يطاوعه بين مشاهد الجثتين التي رآهما في التلفزيون ، ومشاركته في المسيرة الهادرة في وسط بغداد هاتفا مع البغداديين الذين فقدوا بناتهم بسبب عدي ، كان يهتف وينظر للوراء وعندما تعثر بحجر كبير وراء إحدى الأشجار جن جنونه وصرخ دون وعي ، لم يكن بإمكانه تصديق ما راءه على الشاشة ، لم يكن يقدر أن يوما ما سيأتي تنتهي فيه كل القصة ، ولكن هل انتهاء القصة سيعيد له حنينه التي ذهبت ذات مساء ولم تعد ، البنت التي كانت تحلم بدراسة علم الأنساب لتثبت أن أبيها شريف من أشراف الشيعة ، ينتهي نسبه للحسين (عليه السلام)، لم تكن تدرك أن هذا الأمر صعب للغاية ، وأن قضية النسب لأل البيت هي أمر احتكاري يصعب لعائلة فقيرة مثل عائلة البكري أن تثبته ، فقد قص عليها أبوها قصة ذات مساء وهي في الخامسة من عمرها ، لم تنساها حتى يوم موتها بنزيف الطمث ، أن الذين ينتهي نسبهم لآل البيت هم قوم لا شك في شرفهم ، لكن جدودهم دفعوا أموال طائلة قبل قرون طويلة للمؤرخين المنتفعين لكي يقولوا للأجيال القادمة في كتبهم الصفراء أن فلان بن فلان ينتهي نسبه للحسين بن علي (كرم الله وجهه)، كانت القصة بهدف تسلية البنت لتنام ، ولهدف آخر في نفس البكري يتعلق برغبته الدائمة في تفتيت التاريخ العربي الذي يؤمن بأنه مزور وملوث بكثير من الأكاذيب ، وظل لسنوات طويلة يدرس تاريخ الأنساب عبر مصادرة غير مدركة للعامة أو للأكاديميين الذين يصفهم بأنهم لا يجهدون أنفسهم في البحث حتى لا يقعوا في يد السلطان.
صدقت البنت الحكاية وظل موضوع النسب معلقا في ذاكرتها ، حتى أنها صرخت وهي تنزف في القصر الذي باتت فيه ليلتها مع عدي مقهورة " يا سيدي الحسين أنا حفيدتك " . قالت العبارة دون وعي حتى أن الطبيب منصور التكريتي اهتز خوفا عندما سمعها تصرخ وتكرر العبارة أكثر من مرة ، وتلك لحظة كاد أن يفقد فيها حياته عندما مد عدي يده الأخرى ، غير اليمنى التي كانت تمسك القضيب ، ليخرج المسدس من جانبه ، لكنه أكتفي مع شعوره بالنشوة العارمة بتوجيه نوع من اللوم للطبيب ، وأفلت التكريتي من الموت ، لم تترك اللذة لعدي أن يتوقف ليقتل الرجل .
انتهى عدي من تفريغ الشحنات المنوية في قعر حنينه الصغير بين أرداف كبيرة جدا تشبه قطعتي بطيخ لصقتا معا ومع نهاية التفريغ انتهت حياة حنينه ، أسرع ثلاثة رجال لم يسجل عدي في المذكرات أسمائهم بحمل الجثة إلى مكان لم يكشف بعد ، إذن فقد ماتت حنينه ولم تحقق حلمها ، ولم يتحقق حلم أبيها برد الاعتبار لعلم الأنساب الملوث على حد تعبيره ، لكن حلمه بعودة حنينه تحقق ، ففور سماعه الطرقات على الباب الخشبي أسرع وهو يبحث عن نوم مستعص وسط دموع محتبسة ، هل كان يحلم أم أن الأمر واقعي ؟ كان من الصعب عليه أن يحدد الجواب ، ففي مثل هذه المشاهد واللحظات يتعطل العقل تماما ، بين الخوف والحنين والتداخل العجيب للواقع بالخيال بالغيب .
صرخ وفجأة حبس أنفاسه حتى لا يسمعه أحد من سكان البيت فيقول أن الرجل فقد عقله فرحا بموت عدي ، لكن المشهد لا يحتمل غير الصراخ وبصوت عالي جدا ، لو كان بإمكانه ان يسمع بغداد كلها لفعل ، لكن طاقته الصوتية كانت محدودة بسبب تعرضه لحالات متكاثفة على فترات متفاوتة من النحيب المدوي على البنت التي خرجت ذات مساء ولم تعد .
" يا أبي أنا حنينه سليلة الحسين بن علي " قالت البنت الكلمات بضفائرها الطويلة تقود الكلمة وراء الكلمة ، كان وجهها أبيض من قمر الليل المتأخر ، وبين عينيها بدأت ملامح فرح طفولة ممسوح برهبة لا تحتمل ، كأن البنت راهبة في كنيسة قامت خمسين عاما على خدمة السيد المسيح وهو يسكن هذه الكنيسة في انتظار أن يخرج إلى الناس في يوم تعتصر فيه الأرض حزنها ويأبى القهر أن يغادر القلوب ، أو لكأن الإمام المهدي ( عليه السلام ) أوصلها إلى باب البيت وودعها بعد رحلة طويلة مشتها معه من النجف إلى مدينة صدام ، وماذا كانت تفعل هناك في النجف ( الله أعلم ) . لكنها حدثت أبيها أنها عائدة من المدينة الطاهرة ، من مقام أهلها الذين يحبونها شديدا ، كانت تنتظر اليوم الذي ينتهي فيه مصير عدي لتخرج إلى بيت أبيها وتعيد له الفرح الميت .
" أنت حنينه " قالها الأب وارتمى على الأرض فاقدا للوعي وللذاكرة ، فرأى ضوءا يغمر السماوات والأراضي السبع يبدأ طريقه من مدينة النجف الأشرف إلى البقع المباركة في المدينة المنورة إلى القدس الشريف إلى مدينة صدام حسين ، ومن طاقة النور الهائلة تخرج حنينه على شكل ملاك صغير جميل، يعرف أن الملائكة لا تسمى تسمية الأنثى ، لكنه لم يفكر في هذا الأمر كثيرا ، ففي مثل هذه اللحظات يتعطل الفكر ، ويعمل الشعور البعيد المرتبط بعالم السرمد ، هذا العالم الذي طالما حن إليه ، إلى دخوله مع كبار المتصوفة لكنه عجز ، هاهو اليوم يدخله بكل براءة ، يولد طفلا صغيرا ليرى حنينه طفلة إلى جواره ، تحمله وتجري وتقفز به من جدول إلى جدول ومن شارع إلى شارع ومن عتبة إلى عتبة وهي تنادي " يا سيدي الحسين جاء الفرج " .
حُمل محمد البكري إلى المستشفى وقال تقرير الأطباء أن شرخا كبيرا صاب قلبه ، وجرحا غائرا يستعصي علاجه شق ما بين الرئتين ، الأطباء لم يقولوا لأم البنت أن زوجها يفارق الحياة مثلما فارقها عدي ، ولكن قالوا لها : " زوجك الآن يستعد للرحيل إلى المدينة التي سيقابل فيها عدي صدام حسين " . وسألتهم : " ألن يجد حنينه هناك ؟ " . قال لها أحد الأطباء : " سيجدها ولكن إي مدينة هذه ستشعر فيها البنت بالسعادة وعدي جالس في كنبات شوارعها ومعه مسدسه ". حتى الأم نفسها التي تدعى ليلى البكري كانت غير متيقنة تماما من الواقع الذي يجري أمامها هل هو نوع من الكوابيس الممتدة لعهد صدام حسين ، أم أنه واقع حقيقي وفعلي ، كادت أن تقول أنها تحلم ، أو ربما ماتت ، فمنذ سنوات لا فرق عندها بين الموت والحياة ، حتى أنها تحدث جاراتها أن الموت هو أن نرى أحب الناس إلينا يموتون ونحن غير قادرين على أن نتخذ قرارا شجاعا بشأن إنقاذهم .
ماتت حنينه البكري لسبب لا يتعلق بمقدرات الطبيب التكريتي ، لأن عدي كان يعرف اختيار أطباؤه بدقة وكان أكثر من ذلك متشوقا لممارسة الجنس مع الفتاة ذات الجمال الأسطوري ، السبب كما تقول إحدى مذكرات عدي صدام حسين عن ذاك اليوم ، والتي وجدت في قصره بعد السقوط المستعجل لبغداد ، أن عدي لم يتمالك نفسه وظل يحاول غرس قضيبه في فتحة المؤخرة للفتاة بعد أن رأي بحيرة الدم المنحدر من بين شلالات الشعر الكثيف لفتحة المقدمة في جسد حنينه ، ولم يكن ممكنا للطبيب المرافق لعدي والشاهد على كثير من تجاربه المروعة أن يقول شيئا ، ظل صامتا وهو يرى البنت تموت بين جسد هائل ينتهي بصلعة ضخمة ، جسد يشبه أجساد الجزارين في القرون الوسطى .
لا يعرف والد حنينه حتى ليلة مقتل عدي على يد القوات الأميركية في الموصل المصير الذي آلت إليه أبنته وأن كان شبه متأكد تماما من أنها ماتت ، فبعد سقوط بغداد ظل ينتظر خبرا ما يقول بعودة البنت ، ظل يجلس ساعات طويلة إمام الفضائيات لهذا الهدف المجهول في ذاته ليسمع خبرا ما يرد له الفرح ، يحدثه قلبه بأن حنينه قادمة ، ثم يغالط الروح بقوله : " كيف تعود البنت بعد أن رحلت إلى عالم الأبدية ؟ " . هو متأكد من عودتها لسبب مجهول لا يدري ما هو ، سبب ينبع من مكان خفي في ذهنه المتوقد ، هذا الرجل الذي يُدعى محمد البكري ويقال له اختصار البكري من قبل سكان مدينة صدام .
وصدق سببه المجهول في ليلة الأربعاء الثالث والعشرين من يوليو سنة 2003م عندما سمع طرقات على الباب وهو يحاول انتزاع النوم ، في حين أبى النوم أن يطاوعه بين مشاهد الجثتين التي رآهما في التلفزيون ، ومشاركته في المسيرة الهادرة في وسط بغداد هاتفا مع البغداديين الذين فقدوا بناتهم بسبب عدي ، كان يهتف وينظر للوراء وعندما تعثر بحجر كبير وراء إحدى الأشجار جن جنونه وصرخ دون وعي ، لم يكن بإمكانه تصديق ما راءه على الشاشة ، لم يكن يقدر أن يوما ما سيأتي تنتهي فيه كل القصة ، ولكن هل انتهاء القصة سيعيد له حنينه التي ذهبت ذات مساء ولم تعد ، البنت التي كانت تحلم بدراسة علم الأنساب لتثبت أن أبيها شريف من أشراف الشيعة ، ينتهي نسبه للحسين (عليه السلام)، لم تكن تدرك أن هذا الأمر صعب للغاية ، وأن قضية النسب لأل البيت هي أمر احتكاري يصعب لعائلة فقيرة مثل عائلة البكري أن تثبته ، فقد قص عليها أبوها قصة ذات مساء وهي في الخامسة من عمرها ، لم تنساها حتى يوم موتها بنزيف الطمث ، أن الذين ينتهي نسبهم لآل البيت هم قوم لا شك في شرفهم ، لكن جدودهم دفعوا أموال طائلة قبل قرون طويلة للمؤرخين المنتفعين لكي يقولوا للأجيال القادمة في كتبهم الصفراء أن فلان بن فلان ينتهي نسبه للحسين بن علي (كرم الله وجهه)، كانت القصة بهدف تسلية البنت لتنام ، ولهدف آخر في نفس البكري يتعلق برغبته الدائمة في تفتيت التاريخ العربي الذي يؤمن بأنه مزور وملوث بكثير من الأكاذيب ، وظل لسنوات طويلة يدرس تاريخ الأنساب عبر مصادرة غير مدركة للعامة أو للأكاديميين الذين يصفهم بأنهم لا يجهدون أنفسهم في البحث حتى لا يقعوا في يد السلطان.
صدقت البنت الحكاية وظل موضوع النسب معلقا في ذاكرتها ، حتى أنها صرخت وهي تنزف في القصر الذي باتت فيه ليلتها مع عدي مقهورة " يا سيدي الحسين أنا حفيدتك " . قالت العبارة دون وعي حتى أن الطبيب منصور التكريتي اهتز خوفا عندما سمعها تصرخ وتكرر العبارة أكثر من مرة ، وتلك لحظة كاد أن يفقد فيها حياته عندما مد عدي يده الأخرى ، غير اليمنى التي كانت تمسك القضيب ، ليخرج المسدس من جانبه ، لكنه أكتفي مع شعوره بالنشوة العارمة بتوجيه نوع من اللوم للطبيب ، وأفلت التكريتي من الموت ، لم تترك اللذة لعدي أن يتوقف ليقتل الرجل .
انتهى عدي من تفريغ الشحنات المنوية في قعر حنينه الصغير بين أرداف كبيرة جدا تشبه قطعتي بطيخ لصقتا معا ومع نهاية التفريغ انتهت حياة حنينه ، أسرع ثلاثة رجال لم يسجل عدي في المذكرات أسمائهم بحمل الجثة إلى مكان لم يكشف بعد ، إذن فقد ماتت حنينه ولم تحقق حلمها ، ولم يتحقق حلم أبيها برد الاعتبار لعلم الأنساب الملوث على حد تعبيره ، لكن حلمه بعودة حنينه تحقق ، ففور سماعه الطرقات على الباب الخشبي أسرع وهو يبحث عن نوم مستعص وسط دموع محتبسة ، هل كان يحلم أم أن الأمر واقعي ؟ كان من الصعب عليه أن يحدد الجواب ، ففي مثل هذه المشاهد واللحظات يتعطل العقل تماما ، بين الخوف والحنين والتداخل العجيب للواقع بالخيال بالغيب .
صرخ وفجأة حبس أنفاسه حتى لا يسمعه أحد من سكان البيت فيقول أن الرجل فقد عقله فرحا بموت عدي ، لكن المشهد لا يحتمل غير الصراخ وبصوت عالي جدا ، لو كان بإمكانه ان يسمع بغداد كلها لفعل ، لكن طاقته الصوتية كانت محدودة بسبب تعرضه لحالات متكاثفة على فترات متفاوتة من النحيب المدوي على البنت التي خرجت ذات مساء ولم تعد .
" يا أبي أنا حنينه سليلة الحسين بن علي " قالت البنت الكلمات بضفائرها الطويلة تقود الكلمة وراء الكلمة ، كان وجهها أبيض من قمر الليل المتأخر ، وبين عينيها بدأت ملامح فرح طفولة ممسوح برهبة لا تحتمل ، كأن البنت راهبة في كنيسة قامت خمسين عاما على خدمة السيد المسيح وهو يسكن هذه الكنيسة في انتظار أن يخرج إلى الناس في يوم تعتصر فيه الأرض حزنها ويأبى القهر أن يغادر القلوب ، أو لكأن الإمام المهدي ( عليه السلام ) أوصلها إلى باب البيت وودعها بعد رحلة طويلة مشتها معه من النجف إلى مدينة صدام ، وماذا كانت تفعل هناك في النجف ( الله أعلم ) . لكنها حدثت أبيها أنها عائدة من المدينة الطاهرة ، من مقام أهلها الذين يحبونها شديدا ، كانت تنتظر اليوم الذي ينتهي فيه مصير عدي لتخرج إلى بيت أبيها وتعيد له الفرح الميت .
" أنت حنينه " قالها الأب وارتمى على الأرض فاقدا للوعي وللذاكرة ، فرأى ضوءا يغمر السماوات والأراضي السبع يبدأ طريقه من مدينة النجف الأشرف إلى البقع المباركة في المدينة المنورة إلى القدس الشريف إلى مدينة صدام حسين ، ومن طاقة النور الهائلة تخرج حنينه على شكل ملاك صغير جميل، يعرف أن الملائكة لا تسمى تسمية الأنثى ، لكنه لم يفكر في هذا الأمر كثيرا ، ففي مثل هذه اللحظات يتعطل الفكر ، ويعمل الشعور البعيد المرتبط بعالم السرمد ، هذا العالم الذي طالما حن إليه ، إلى دخوله مع كبار المتصوفة لكنه عجز ، هاهو اليوم يدخله بكل براءة ، يولد طفلا صغيرا ليرى حنينه طفلة إلى جواره ، تحمله وتجري وتقفز به من جدول إلى جدول ومن شارع إلى شارع ومن عتبة إلى عتبة وهي تنادي " يا سيدي الحسين جاء الفرج " .
حُمل محمد البكري إلى المستشفى وقال تقرير الأطباء أن شرخا كبيرا صاب قلبه ، وجرحا غائرا يستعصي علاجه شق ما بين الرئتين ، الأطباء لم يقولوا لأم البنت أن زوجها يفارق الحياة مثلما فارقها عدي ، ولكن قالوا لها : " زوجك الآن يستعد للرحيل إلى المدينة التي سيقابل فيها عدي صدام حسين " . وسألتهم : " ألن يجد حنينه هناك ؟ " . قال لها أحد الأطباء : " سيجدها ولكن إي مدينة هذه ستشعر فيها البنت بالسعادة وعدي جالس في كنبات شوارعها ومعه مسدسه ". حتى الأم نفسها التي تدعى ليلى البكري كانت غير متيقنة تماما من الواقع الذي يجري أمامها هل هو نوع من الكوابيس الممتدة لعهد صدام حسين ، أم أنه واقع حقيقي وفعلي ، كادت أن تقول أنها تحلم ، أو ربما ماتت ، فمنذ سنوات لا فرق عندها بين الموت والحياة ، حتى أنها تحدث جاراتها أن الموت هو أن نرى أحب الناس إلينا يموتون ونحن غير قادرين على أن نتخذ قرارا شجاعا بشأن إنقاذهم .
&
( 2 )
يروي أحد المساعدين السابقين لعدي انه كان مولعا بالإنترنت وأساليب التعذيب والأسلحة والنساء والسيارات والكحول والمجوهرات ، بالإضافة إلى تعلقه الشديد بوالدته ، وقال الرجل الذي رفض الكشف عن هويته والمقيم حاليا على بعد حوالي مائة كيلومتر من بغداد : " كان عدي يمضي ساعات طويلة من النهار في الاطلاع على مواقع الإنترنت لا سيما مواقع المنظمات غير الحكومية ، للتعرف على أساليب التعذيب الأكثر تطورا، لا سيما في أميركا الجنوبية. وعندما كان يتعذر عليه ان يفهم النصوص بالأسبانية ، كان يعمد إلى طباعة الصور" .
واضاف ان عدي لم يكن ينفذ عمليات التعذيب بنفسه ، إلا انه كان يحضر جلسات تعذيب المعتقلين في سجن يقع على بعد 50 كم جنوب بغداد، وتشرف عليه قوات " فدائيي صدام " التي يرأسها . وقد قام مرة واحدة بإلقاء رجل من الطابق الرابع عشر لأنه لم يدفع مبلغا من المال متوجبا عليه مقابل خدمات أسداها له عدي .
وتنتشر على ارض المركز الرياضي الخاص بعدي في المجمع الرئاسي الذي يوجد فيه عدد ضخم من الآلات الرياضية، عشرات أوراق الإنترنت المطبوعة المتعلقة بهذا الموضوع ، ويطلق على المركز اسم مركز خليل فياض وفيه مسبح كبير مغطى بخيمة. وقد تم بناؤه بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها عدي في 14 ديسمبر 1966م وكادت تودي بحياته ، وقد نفذ المحاولة ثلاثة من الشيعة تمكنوا من الفرار إلى إيران، فيما أعلن حزب " الدعوة " مسئوليته عنها.
وعلقت في إحدى القاعات صور ورسوم للإمام علي والأمـام الحسـين فيما علقت في قاعة أخرى صور ممثلات معروفات ومنهن بروك شيلدز ، وتوجد في قصر عدي أيضا كتب عن الشيعة وعن محمد حسين فضل الله ، المرجع الروحي الشيعي اللبناني ، ويقول مساعد نجل صدام الأكبر السابق " منذ العملية التي نفذت ضده ، كان الشيعة يثيرون شغف عدي ، وكان يقرأ كل ما يجده عنهم ويعتقد انه بتقربه منهم ، سيردعهم عن التعرض لحياته " .
كان عدي مولعا بالنساء ففي المركز الرياضي ، عثر على بريد إلكتروني من وكالة لبنانية للبغاء تعتذر فيه المسؤولة عن الوكالة عن تأخر وصول سبع نساء من تشيكيا ، وتعلن وصولهن قريبا وترفق بريدها بصور للنساء المعنيات ، وتابع الرجل الذي عمل طويلا إلى جانب عدي صدام حسين : " خلافا لكل ما كتب عن هذا الموضوع ، فان عدي لم يتزوج أبدا وكان يسكنه هاجس النساء فإذا التقى في الطريق أو في سهرة ما بامرأة أعجبته ، يرسل رجاله لجلبها إليه " .
وفي منزله الذي كان يقيم فيه مع والدته وشقيقته الصغرى داخل المجمع الرئاسي والذي دمر صاروخان جزءا كبيرا منه ، تبعثرت بين قطع الأثاث المحطمة صور نساء جميلات جدا ، وكان عدي يستقبل النساء في منزل خصصه لذلك في الجدرية ، وهو حي فخم يقطن فيه عدد من مسئولي النظام ، أو في منزل آخر في مجمع " يخت كلاب " .
ويقول المساعد السابق : " كان ممنوعا على معاونيه ان يروا النساء اللواتي يأتين إليه ، وإذا حصل ان وقع نظر أحدهم على إحداهن ، كان يعاقب بحلق شعر رأسه وشاربيه " .
كذلك كان عدي مولعا بالسلاح ، ويضم منزله في " يخت كلاب " عددا ضخما من المسدسات والبنادق الرشاشة والخناجر الموضوعة فـي خزانات . وكان يشرب الكثير من الكحول ، يتابع الرجل : " خصوصا الكونياك والعرق العراقي القوي جدا ". وعثر في مكتب منزله في المجمع الرئاسي على صناديق فارغة خاصة بزجاجات الكحول ، كما تدل الصور على امتلاء خزانات منزله في "يخت كلاب" بمثل هذه الزجاجات لا سيما منها الفودكا ، ويروي ان عدي مولع بالساعات وبالمجوهرات وبالسيارات : " كان يملك حوالي مائة سيارة بينها 20 رولز رويس" . وكان مساعدوه يكرهونه لأنه كان كريها : " ما ان يرى أمرا على الإنترنت يريد الحصول عليه على الفور وإذا شرح له أحد مساعديه ان السلعة المطلوبة لن تخرج إلى الأسواق قبل بضعة اشهر، كان يأمر بجلده " .
أما الشخص الوحيد الذي كان يحترمه عدي ، فهو والدته ساجدة ، الزوجة الأولى لصدام حسين ، وكان يقيم معها في منزله في المجمع الرئاسي ، وكانت والدته تسكن في الطابق الأول من المنزل مع حلا الابنة الصغرى لصدام حسين . ويقول مساعده السابق : " بعد محاولة الاغتيال التي استهدفته في 1996، أعطى صدام حسين كل أجزاء المجمع الرئاسي الواقعة قرب نهر دجلة لنجله الأكبر ، بينما كان يعيش هو في القصر الواقع على مقربة من المطار أو في قصر تحت الأرض في العامرية جنوب غرب بغداد " .
واضاف ان عدي لم يكن ينفذ عمليات التعذيب بنفسه ، إلا انه كان يحضر جلسات تعذيب المعتقلين في سجن يقع على بعد 50 كم جنوب بغداد، وتشرف عليه قوات " فدائيي صدام " التي يرأسها . وقد قام مرة واحدة بإلقاء رجل من الطابق الرابع عشر لأنه لم يدفع مبلغا من المال متوجبا عليه مقابل خدمات أسداها له عدي .
وتنتشر على ارض المركز الرياضي الخاص بعدي في المجمع الرئاسي الذي يوجد فيه عدد ضخم من الآلات الرياضية، عشرات أوراق الإنترنت المطبوعة المتعلقة بهذا الموضوع ، ويطلق على المركز اسم مركز خليل فياض وفيه مسبح كبير مغطى بخيمة. وقد تم بناؤه بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها عدي في 14 ديسمبر 1966م وكادت تودي بحياته ، وقد نفذ المحاولة ثلاثة من الشيعة تمكنوا من الفرار إلى إيران، فيما أعلن حزب " الدعوة " مسئوليته عنها.
وعلقت في إحدى القاعات صور ورسوم للإمام علي والأمـام الحسـين فيما علقت في قاعة أخرى صور ممثلات معروفات ومنهن بروك شيلدز ، وتوجد في قصر عدي أيضا كتب عن الشيعة وعن محمد حسين فضل الله ، المرجع الروحي الشيعي اللبناني ، ويقول مساعد نجل صدام الأكبر السابق " منذ العملية التي نفذت ضده ، كان الشيعة يثيرون شغف عدي ، وكان يقرأ كل ما يجده عنهم ويعتقد انه بتقربه منهم ، سيردعهم عن التعرض لحياته " .
كان عدي مولعا بالنساء ففي المركز الرياضي ، عثر على بريد إلكتروني من وكالة لبنانية للبغاء تعتذر فيه المسؤولة عن الوكالة عن تأخر وصول سبع نساء من تشيكيا ، وتعلن وصولهن قريبا وترفق بريدها بصور للنساء المعنيات ، وتابع الرجل الذي عمل طويلا إلى جانب عدي صدام حسين : " خلافا لكل ما كتب عن هذا الموضوع ، فان عدي لم يتزوج أبدا وكان يسكنه هاجس النساء فإذا التقى في الطريق أو في سهرة ما بامرأة أعجبته ، يرسل رجاله لجلبها إليه " .
وفي منزله الذي كان يقيم فيه مع والدته وشقيقته الصغرى داخل المجمع الرئاسي والذي دمر صاروخان جزءا كبيرا منه ، تبعثرت بين قطع الأثاث المحطمة صور نساء جميلات جدا ، وكان عدي يستقبل النساء في منزل خصصه لذلك في الجدرية ، وهو حي فخم يقطن فيه عدد من مسئولي النظام ، أو في منزل آخر في مجمع " يخت كلاب " .
ويقول المساعد السابق : " كان ممنوعا على معاونيه ان يروا النساء اللواتي يأتين إليه ، وإذا حصل ان وقع نظر أحدهم على إحداهن ، كان يعاقب بحلق شعر رأسه وشاربيه " .
كذلك كان عدي مولعا بالسلاح ، ويضم منزله في " يخت كلاب " عددا ضخما من المسدسات والبنادق الرشاشة والخناجر الموضوعة فـي خزانات . وكان يشرب الكثير من الكحول ، يتابع الرجل : " خصوصا الكونياك والعرق العراقي القوي جدا ". وعثر في مكتب منزله في المجمع الرئاسي على صناديق فارغة خاصة بزجاجات الكحول ، كما تدل الصور على امتلاء خزانات منزله في "يخت كلاب" بمثل هذه الزجاجات لا سيما منها الفودكا ، ويروي ان عدي مولع بالساعات وبالمجوهرات وبالسيارات : " كان يملك حوالي مائة سيارة بينها 20 رولز رويس" . وكان مساعدوه يكرهونه لأنه كان كريها : " ما ان يرى أمرا على الإنترنت يريد الحصول عليه على الفور وإذا شرح له أحد مساعديه ان السلعة المطلوبة لن تخرج إلى الأسواق قبل بضعة اشهر، كان يأمر بجلده " .
أما الشخص الوحيد الذي كان يحترمه عدي ، فهو والدته ساجدة ، الزوجة الأولى لصدام حسين ، وكان يقيم معها في منزله في المجمع الرئاسي ، وكانت والدته تسكن في الطابق الأول من المنزل مع حلا الابنة الصغرى لصدام حسين . ويقول مساعده السابق : " بعد محاولة الاغتيال التي استهدفته في 1996، أعطى صدام حسين كل أجزاء المجمع الرئاسي الواقعة قرب نهر دجلة لنجله الأكبر ، بينما كان يعيش هو في القصر الواقع على مقربة من المطار أو في قصر تحت الأرض في العامرية جنوب غرب بغداد " .
&
( 3 )
يتذكر منصور التكريتي الكثير من تفاصيل تلك الليلة الدموية ، وأن القدر كان أسرع لاختطاف البنت حنينه ، ويتذكر أكثر قوام البنت الممشوق ونظراتها العجولة الكسولة وراحتي يديها اللتين تشبهان بيضتي حمام في صغرهما ، لم تكن حنينه لترسخ في ذاكرته فقد رأي الكثير من المشاهد المقلقة التي تماثل موت حنينه لولا أن ذلك اليوم يذكره باقترابه من الموت الحقيقي بسلاح عدي لولا أن أنقذته النشوة العارمة للرجل في لحظة كانت فيها حنينه تفارق الحياة إلى العالم الثاني لتجلس بجوار من أحبتهم من أئمة الشيعة.
انتهي من إجراء العملية الجراحية على جثة الرجل الذي صحبه سنوات عديدة في الخير والشر ، لم يكن يعرف طبيعة مشاعره في تلك اللحظات ، هل كان سعيدا كما يقول له عقله أم كان غاضبا لزمن كانت فيه الدنانير تلعب بين يديه فقد كان عدي لا يبخل عليه بشئ باعتباره الرجل الذي يصنع البقاء في هذا العالم بالأشراف على صحته بشكل يومي .
جاءت الاستعانة بمنصور التكريتي لإجراء العملية التجميلية لجثة عدي باعتباره اكثر الناس معرفة بتفاصيل هذا الجسد ، أكثر من النساء اللائى تعرف عدي عليهن ، فالنساء كن لا يعمرن طويلا ، مجرد ليلة أو ليلتين ويذهبن ، أما منصور فقد ظل يتعرف على خريطة الجسد بشكل دقيق ، يكتشف مكامن الضعف والقوة فيها.
انتهى من حلق اللحية وترميم الصلعة المترهلة بعد إزالة بقع الدم وسد الجروح بمراهم أميركية مستحدثة ، شبيهة بتلك المراهم التي استخدمها قبل سنوات في ترميم مناطق مختلفة من هذا الجسد الشقي الذي لا يفتر عن الإنهاك والتوغل في الجروح المؤلمة ، لكن صاحبه كان لا يتألم أبدا ، كلما نبت جرح جديد حن لميراث أكبر من الجراح ، كأنه خلق لعشق الألم ، هكذا فكر الطبيب التكريتي في اللحظة التي كانت فيها عملية الترميم قد انتهت تماما واستعد الفريق القائم بالعمل لعرض المشاهد على شاشة التلفزيون .
ستمر دقائق قبل أن يفيق التكريتي من حالة عسيرة ، فكر فيها في حجم الارتباك الذي أصابه لسبب غير مدرك ، كأنما عدي وقف أمامه يقول له : " أيها الخائن " . كاد أن يصرخ هلعا ، رأي الجثة تقوم من مكانها ، ترتفع إلى أعلى ، الشعر ينمو من جديد ، الدم يسقي الأوردة والشرايين ، ومضخة القلب تعمل بشكل مذهل ، مسدس يخرج من مكانه في يد غليظة لا تعرف الرأفة ، وفم يخاطبه دون أن يراه يقول له : " أيها الملعون ، هل بعت أسيادك ؟ ".
كان متأكدا من ألم ما حاصره ، ومن شقاوة طفولة تحولت في هذه اللحظات إلى جحيم مؤقت التف به كثعبان أقرع ، هذا الثعبان الذي يلتف الأن بجسد السيد عدي ويتحرك حوله يمينا ويسارا ، الثعبان يشعر بمتعة جميلة في تعذيب هذا الجسد .
" طالما اشتقت لرؤيتك أيها العاصي " قالها الثعبان وطمس إحدى العينين بسم زعاف ، تلونت المساحة في الغرفة الصغيرة بالسم ، رأى الأطباء السم ، لكنهم لم يروا الثعبان ، التكريتي أحس بفزع مضاعف لأنه هو الأخر لم يكن يرى الثعبان ، بل لم يكن في يوم ما يؤمن بأن هناك ثعابين قرع تستقبل العاصي بعد موته ، حاصرته صور تملأ المكان لعشرات الفتيات متن في ظروف متفاوتة ، منهم من ماتت ودفنت ، ومنهم من ماتت وألقيت في ماء النهر ، ومنهم من ماتت ولا يعرف أحد مصيرها حتى اليوم " من كان يدرك ومن كان يعرف عندما يتكلم المسدس تسكت كل الحيوانات ، وأنت كنت حيوانا من جملة هذه الحيوانات التي تحمي الحيوان الكبير أيها المغفل الأحمق " .
قبل أن يرش الثعبان بقايا المساحة في الغرفة التي ضمت جسدي الشقيقين عدي وقصي ، وجد الطبيب التكريتي نفسه يسقط منهارا ، غير قادر على تفسير حالته إلا بتفسير واحد هو الرغبة العجولة في الموت وبأي شكل كان ، شعر بمرارة الحياة وتدويخ العالم القاسي ، وسمع أصوات الأطباء من حوله كأنها تأتي من مكان بعيد غير هذه الغرفة ، كأنها أتته من القصر من وراء طمث حنينه المنهمر نهرا إلى اليوم ، يدخل النهر بفيضانه على الغرفة ليختلط الدم بالسل الزعاف .
انتبه التكريتي إلى ضرورة تماسكه في هذه اللحظات بالضبط ، فلا يليق بطبيب محترم ان يقع في حسرة التفكير والندم على الماضي ، مهما كان شكل هذا الماضي عليه أن يفكر فيه الآن كنوع من الذكرى ، حتى لو كانت هذه الذكرى مؤلمة جدا ، ذكرى مرتبطة بحالة من الترويع المريع للذات والانكسار والخديعة ، عليه أن يتحدى الذات في خوفها وقهرها ويلعن الشيطان الرجيم ويبدأ في مشوار حياته الجديد ، والله كفيل بمسح كل الذنوب ولو كانت بحجم البحر أو المحيط ، فكر بمثل هذا الشكل وأنتهي إلى خلاصة اقتنع بها هي الرضاء على الحال ، على القدر المحتوم الذي كان ، فليس باستطاعته اليوم أن يغير التاريخ ، صحيح أنه شارك في كتابة الظلام ولكن مع بصيص من مساحات النور يستطيع أن يرسم دربه من جديد ويسير إلى الغد ، ما الذي سيصير ، سأل نفسه ، تماسك ودلف إلى الجانب الأيمن من الغرفة ، لم يكن هناك ثمة ثعبان أو سم أو دم ، كان عقله قد اعتدل لصوابه ، إلى جادة التفكير الذي عليه ان يلتزمه طوال حياته .
انتهي من إجراء العملية الجراحية على جثة الرجل الذي صحبه سنوات عديدة في الخير والشر ، لم يكن يعرف طبيعة مشاعره في تلك اللحظات ، هل كان سعيدا كما يقول له عقله أم كان غاضبا لزمن كانت فيه الدنانير تلعب بين يديه فقد كان عدي لا يبخل عليه بشئ باعتباره الرجل الذي يصنع البقاء في هذا العالم بالأشراف على صحته بشكل يومي .
جاءت الاستعانة بمنصور التكريتي لإجراء العملية التجميلية لجثة عدي باعتباره اكثر الناس معرفة بتفاصيل هذا الجسد ، أكثر من النساء اللائى تعرف عدي عليهن ، فالنساء كن لا يعمرن طويلا ، مجرد ليلة أو ليلتين ويذهبن ، أما منصور فقد ظل يتعرف على خريطة الجسد بشكل دقيق ، يكتشف مكامن الضعف والقوة فيها.
انتهى من حلق اللحية وترميم الصلعة المترهلة بعد إزالة بقع الدم وسد الجروح بمراهم أميركية مستحدثة ، شبيهة بتلك المراهم التي استخدمها قبل سنوات في ترميم مناطق مختلفة من هذا الجسد الشقي الذي لا يفتر عن الإنهاك والتوغل في الجروح المؤلمة ، لكن صاحبه كان لا يتألم أبدا ، كلما نبت جرح جديد حن لميراث أكبر من الجراح ، كأنه خلق لعشق الألم ، هكذا فكر الطبيب التكريتي في اللحظة التي كانت فيها عملية الترميم قد انتهت تماما واستعد الفريق القائم بالعمل لعرض المشاهد على شاشة التلفزيون .
ستمر دقائق قبل أن يفيق التكريتي من حالة عسيرة ، فكر فيها في حجم الارتباك الذي أصابه لسبب غير مدرك ، كأنما عدي وقف أمامه يقول له : " أيها الخائن " . كاد أن يصرخ هلعا ، رأي الجثة تقوم من مكانها ، ترتفع إلى أعلى ، الشعر ينمو من جديد ، الدم يسقي الأوردة والشرايين ، ومضخة القلب تعمل بشكل مذهل ، مسدس يخرج من مكانه في يد غليظة لا تعرف الرأفة ، وفم يخاطبه دون أن يراه يقول له : " أيها الملعون ، هل بعت أسيادك ؟ ".
كان متأكدا من ألم ما حاصره ، ومن شقاوة طفولة تحولت في هذه اللحظات إلى جحيم مؤقت التف به كثعبان أقرع ، هذا الثعبان الذي يلتف الأن بجسد السيد عدي ويتحرك حوله يمينا ويسارا ، الثعبان يشعر بمتعة جميلة في تعذيب هذا الجسد .
" طالما اشتقت لرؤيتك أيها العاصي " قالها الثعبان وطمس إحدى العينين بسم زعاف ، تلونت المساحة في الغرفة الصغيرة بالسم ، رأى الأطباء السم ، لكنهم لم يروا الثعبان ، التكريتي أحس بفزع مضاعف لأنه هو الأخر لم يكن يرى الثعبان ، بل لم يكن في يوم ما يؤمن بأن هناك ثعابين قرع تستقبل العاصي بعد موته ، حاصرته صور تملأ المكان لعشرات الفتيات متن في ظروف متفاوتة ، منهم من ماتت ودفنت ، ومنهم من ماتت وألقيت في ماء النهر ، ومنهم من ماتت ولا يعرف أحد مصيرها حتى اليوم " من كان يدرك ومن كان يعرف عندما يتكلم المسدس تسكت كل الحيوانات ، وأنت كنت حيوانا من جملة هذه الحيوانات التي تحمي الحيوان الكبير أيها المغفل الأحمق " .
قبل أن يرش الثعبان بقايا المساحة في الغرفة التي ضمت جسدي الشقيقين عدي وقصي ، وجد الطبيب التكريتي نفسه يسقط منهارا ، غير قادر على تفسير حالته إلا بتفسير واحد هو الرغبة العجولة في الموت وبأي شكل كان ، شعر بمرارة الحياة وتدويخ العالم القاسي ، وسمع أصوات الأطباء من حوله كأنها تأتي من مكان بعيد غير هذه الغرفة ، كأنها أتته من القصر من وراء طمث حنينه المنهمر نهرا إلى اليوم ، يدخل النهر بفيضانه على الغرفة ليختلط الدم بالسل الزعاف .
انتبه التكريتي إلى ضرورة تماسكه في هذه اللحظات بالضبط ، فلا يليق بطبيب محترم ان يقع في حسرة التفكير والندم على الماضي ، مهما كان شكل هذا الماضي عليه أن يفكر فيه الآن كنوع من الذكرى ، حتى لو كانت هذه الذكرى مؤلمة جدا ، ذكرى مرتبطة بحالة من الترويع المريع للذات والانكسار والخديعة ، عليه أن يتحدى الذات في خوفها وقهرها ويلعن الشيطان الرجيم ويبدأ في مشوار حياته الجديد ، والله كفيل بمسح كل الذنوب ولو كانت بحجم البحر أو المحيط ، فكر بمثل هذا الشكل وأنتهي إلى خلاصة اقتنع بها هي الرضاء على الحال ، على القدر المحتوم الذي كان ، فليس باستطاعته اليوم أن يغير التاريخ ، صحيح أنه شارك في كتابة الظلام ولكن مع بصيص من مساحات النور يستطيع أن يرسم دربه من جديد ويسير إلى الغد ، ما الذي سيصير ، سأل نفسه ، تماسك ودلف إلى الجانب الأيمن من الغرفة ، لم يكن هناك ثمة ثعبان أو سم أو دم ، كان عقله قد اعتدل لصوابه ، إلى جادة التفكير الذي عليه ان يلتزمه طوال حياته .
&
( 4 )
كان عدي يتسلى بقتل الناس واغتصاب النساء وإهانة الشخصيات المعروفة والاستئناس بمشاهدة ترويعهم ، ويكفي أن "عدي" كان يشعر بمتعة كبيرة وهو يطلق نموره المتوحشة علي بعض من يريد إذلالهم ، وأنه ينتعش وهو يراقب مشاهد الاغتصاب ، مثلما أمر ذات مرة عشرة من حاشيته باغتصاب مذيعة تفوهت عنه ببعض الكلمات وبطريقة شاذة أعقبها وشم عضوها التناسلي بعلامة معدة في قالب حديدي لهذا الغرض .
في سنة 1980 وبمناسبة عيد ميلاد الطفلين عدي وقصي ، حيث كان عدي في الخامسة عشر وشقيقه قصي في الثالثة عشر أهدي إليهما والدهما مسدسين من نوع " بيريتا " ونظم لهما حفلاً رمزياً خاصاً ، اقتيد الشقيقان إلي سجن " النهاية " المشهور ببغداد وفتح الباب الحديدي لإحدى الزنزانات ، كان يقبع داخلها رجل في الخمسين من عمره يبدو أكبر من سنه بعشرين عاماً مرعوباً ، مشوه الوجه ، معذباً ، اقتلعت أظافره بالكلاب ، إنه مجرد خرقة بشرية لإشباع الغريزة المتصاعدة لأبني الديكتاتور ، وقبل حتى أن يفتح السجين فمه أطلق عدي وقصي نيرانهما القاتلة ، وبدا علي الخصوص ، عدي في فمه الانتشاء ، بأسنانه البارزة وضحكاته الهستيرية وعينيه البراقتين ، لم يعد السجين يتحرك ، لكن عدي استمر في ثقب جسده برصاصاته إلي أن أفرغ العبوة .
ويروى أن عدي أعجب بفتاة اسمها " سابت " في العشرين من عمرها وهي طالبة في الهندسة المعمارية ومنحدرة من أسرة مسيحية راقية ، فأوقف سيارته ماركة " بورش 928 " وحاول إقناعها بالصعود معه وهي في طريقها إلي جامعة بغداد فرفضت ، فأرسل لها من زبانيته من اختطفها وكان عمره آنذاك لم يتجاوز العشرين ، وعندما مثلت أمامه أطفأ السيجار الذي لم ينفث منه سوى نفسين أو ثلاثة ، اقترب من " سابت " وقال : " أنت محظوظة جداً _ يقول وهو يظهر أسنان الأرنب التي يمتلكها _ لقد قررت أن تكوني صديقتي الجديد ".
ردت الفتاة وهي ترتعش : " أنت مجنون ، أريد أن أعود إلي بيتي " . صامتاً تأمل عدي الفتاة للحظات ثم ضغط علي زر ليظهر عدة رجال بزي موحد اخضر " عروها " صاح عدي آمراً رجاله ، فلا صرخات " سابت " ولا توسلاتها اثنته عن عزمه ، تقدم نحوها وهو يلهو بسلك مطاطي يستعمله كـسوط ثم قال : "سأعلمك أولاً أن لا تقولي لا ، ثم أسمح لك بأن تحققي رغباتي ". يقول المصدر أن عذاب " سابت " دام ثلاثة أشهر ثم تخلي عنها عدي لحراسه ومن جديد ضربت ، ومن جديد اغتصبت لتصمد حية شهرين آخرين قبل أن يعطي عدي أوامره بالتخلص منها " .
يحتفظ عدي في مزرعته بقفص لعشرات من كلاب المطاردة من نوع "روتويلرز " و" دوبرمان " و" دانوا " وهي وحوش حقيقية تم تجويعها عمداً لعدة أيام ، وعندما ألقيت " سابت " المغطاة بالعسل من أخمص قدميها إلي قمة رأسها إلي الكلاب تسابق هؤلاء عليها والتهموها ، وليمة دسمة استمرت لساعات لم يتبق علي أثرها من طالبة الهندسة المعمارية الوسيمة شيء يذكر.
في عام 1984 كان عدي مع مجموعة من أصدقائه بمنطقة الحبانية الساحلية الشهيرة ، أرادت الأقدار أن يكون بالفندق ذاته عرسا ً، فاختطف عدي ورفاقه العروس واحتجزوها قبل أن يغتصبوها ، وبعد أن فقدت عذريتها رمت التعيسة بنفسها من شرفة الغرفة التي اغتصبت فيها لتموت علي قدمي زوجها. وعندما تشاجر الزوج مع عدي ورفاقه تم اعتقاله وإعدامه بعد ساعات بتهمة "الخيانة العظمى " .
ويذكر لطيف يحي وهو رفيق سابق لعدي في المدرسة بأن عدي شخص دموي مشغول بالقتل والاغتصاب بل أنه لم يكتف فقط بقتل عدد من آباء أو أزواج النساء اللائى تعرض لهن بل قام بيديه بقتل ستة من عشيقاته ، ويذكر من أن توجيه صدر ذات مرة عن عدي شخصياً ونقله سكرتيره التجاري أديب شعبان للصحف الأسبوعية ، ومفاده تجنب الإساءة إلي خمس محرمات " القائد ، الله ، الوطن ، السجائر ، والبيبسى كولا " .
ومرة تسربت معلومات مثيرة عن مغامرات عدي النسائية حيث أكد أحد العاملين في مكتبه الخاص تفاصيل عن اقتناصه الفتيات بشتى الطرق وينفذ رغباته المجنونة والسادية مساعدوه ، وكان لزوجة أحدهم موقع نسائي علي شبكة الإنترنت اسمه " عسل " للإيقاع بالفتيات لخدمة " زين الشباب " وهو اللقب الذي أطلق علي عدي بعد النجاة من حادث الاغتيال .
وقد أكدت فنانه عربية مشهورة ، قاسمته الفراش مقابل مائة ألف دولار بأن الرجل مصاب بالشلل الجنسي الكامل إثر الرصاصة التي أصابته ، لكنه كان يتظاهر أمام حراسه ومعاونيه برجولته وسمح لمصوره أديب شعبان أن يلتقط له بعض الصور التي تؤكد فحولته ، وقالت رئيسة الاتحاد النسائي في عهد صدام أن هذا الأخير أمر بتمزيق مواطن عراقي من أبناء مسقط رأسه تكريت عندما اشتكي أمامه من تصرفات عدي السادية .
في سنة 1980 وبمناسبة عيد ميلاد الطفلين عدي وقصي ، حيث كان عدي في الخامسة عشر وشقيقه قصي في الثالثة عشر أهدي إليهما والدهما مسدسين من نوع " بيريتا " ونظم لهما حفلاً رمزياً خاصاً ، اقتيد الشقيقان إلي سجن " النهاية " المشهور ببغداد وفتح الباب الحديدي لإحدى الزنزانات ، كان يقبع داخلها رجل في الخمسين من عمره يبدو أكبر من سنه بعشرين عاماً مرعوباً ، مشوه الوجه ، معذباً ، اقتلعت أظافره بالكلاب ، إنه مجرد خرقة بشرية لإشباع الغريزة المتصاعدة لأبني الديكتاتور ، وقبل حتى أن يفتح السجين فمه أطلق عدي وقصي نيرانهما القاتلة ، وبدا علي الخصوص ، عدي في فمه الانتشاء ، بأسنانه البارزة وضحكاته الهستيرية وعينيه البراقتين ، لم يعد السجين يتحرك ، لكن عدي استمر في ثقب جسده برصاصاته إلي أن أفرغ العبوة .
ويروى أن عدي أعجب بفتاة اسمها " سابت " في العشرين من عمرها وهي طالبة في الهندسة المعمارية ومنحدرة من أسرة مسيحية راقية ، فأوقف سيارته ماركة " بورش 928 " وحاول إقناعها بالصعود معه وهي في طريقها إلي جامعة بغداد فرفضت ، فأرسل لها من زبانيته من اختطفها وكان عمره آنذاك لم يتجاوز العشرين ، وعندما مثلت أمامه أطفأ السيجار الذي لم ينفث منه سوى نفسين أو ثلاثة ، اقترب من " سابت " وقال : " أنت محظوظة جداً _ يقول وهو يظهر أسنان الأرنب التي يمتلكها _ لقد قررت أن تكوني صديقتي الجديد ".
ردت الفتاة وهي ترتعش : " أنت مجنون ، أريد أن أعود إلي بيتي " . صامتاً تأمل عدي الفتاة للحظات ثم ضغط علي زر ليظهر عدة رجال بزي موحد اخضر " عروها " صاح عدي آمراً رجاله ، فلا صرخات " سابت " ولا توسلاتها اثنته عن عزمه ، تقدم نحوها وهو يلهو بسلك مطاطي يستعمله كـسوط ثم قال : "سأعلمك أولاً أن لا تقولي لا ، ثم أسمح لك بأن تحققي رغباتي ". يقول المصدر أن عذاب " سابت " دام ثلاثة أشهر ثم تخلي عنها عدي لحراسه ومن جديد ضربت ، ومن جديد اغتصبت لتصمد حية شهرين آخرين قبل أن يعطي عدي أوامره بالتخلص منها " .
يحتفظ عدي في مزرعته بقفص لعشرات من كلاب المطاردة من نوع "روتويلرز " و" دوبرمان " و" دانوا " وهي وحوش حقيقية تم تجويعها عمداً لعدة أيام ، وعندما ألقيت " سابت " المغطاة بالعسل من أخمص قدميها إلي قمة رأسها إلي الكلاب تسابق هؤلاء عليها والتهموها ، وليمة دسمة استمرت لساعات لم يتبق علي أثرها من طالبة الهندسة المعمارية الوسيمة شيء يذكر.
في عام 1984 كان عدي مع مجموعة من أصدقائه بمنطقة الحبانية الساحلية الشهيرة ، أرادت الأقدار أن يكون بالفندق ذاته عرسا ً، فاختطف عدي ورفاقه العروس واحتجزوها قبل أن يغتصبوها ، وبعد أن فقدت عذريتها رمت التعيسة بنفسها من شرفة الغرفة التي اغتصبت فيها لتموت علي قدمي زوجها. وعندما تشاجر الزوج مع عدي ورفاقه تم اعتقاله وإعدامه بعد ساعات بتهمة "الخيانة العظمى " .
ويذكر لطيف يحي وهو رفيق سابق لعدي في المدرسة بأن عدي شخص دموي مشغول بالقتل والاغتصاب بل أنه لم يكتف فقط بقتل عدد من آباء أو أزواج النساء اللائى تعرض لهن بل قام بيديه بقتل ستة من عشيقاته ، ويذكر من أن توجيه صدر ذات مرة عن عدي شخصياً ونقله سكرتيره التجاري أديب شعبان للصحف الأسبوعية ، ومفاده تجنب الإساءة إلي خمس محرمات " القائد ، الله ، الوطن ، السجائر ، والبيبسى كولا " .
ومرة تسربت معلومات مثيرة عن مغامرات عدي النسائية حيث أكد أحد العاملين في مكتبه الخاص تفاصيل عن اقتناصه الفتيات بشتى الطرق وينفذ رغباته المجنونة والسادية مساعدوه ، وكان لزوجة أحدهم موقع نسائي علي شبكة الإنترنت اسمه " عسل " للإيقاع بالفتيات لخدمة " زين الشباب " وهو اللقب الذي أطلق علي عدي بعد النجاة من حادث الاغتيال .
وقد أكدت فنانه عربية مشهورة ، قاسمته الفراش مقابل مائة ألف دولار بأن الرجل مصاب بالشلل الجنسي الكامل إثر الرصاصة التي أصابته ، لكنه كان يتظاهر أمام حراسه ومعاونيه برجولته وسمح لمصوره أديب شعبان أن يلتقط له بعض الصور التي تؤكد فحولته ، وقالت رئيسة الاتحاد النسائي في عهد صدام أن هذا الأخير أمر بتمزيق مواطن عراقي من أبناء مسقط رأسه تكريت عندما اشتكي أمامه من تصرفات عدي السادية .
&
مذكرات عدي
( 1 )
أنا عدي صدام حسين الابن الأكبر لأبي، تم اتهامي مرارا بسلسلة من حالات اغتصاب وقتل النساء صغيرات السن، احتفظ بغرفة خاصة للتعذيب، تعرف باسم " الغرفة الحمراء "، تحت ستار منشأة للكهرباء في مبنى على ضفة نهر دجلة، قمت شخصيا بإعدام منشقين في البصرة أثناء الانتفاضة التي أعقبت حرب الخليج في شهر مارس 1991م ، وفي إحدى أشهر حوادث التعذيب الجماعي أمرت بضرب أفراد منتخب كرة القدم الوطني بالخيزران على أقدامهم بعد خسارتهم في مباراة تأهيل لكأس العالم .
إليكم مجموعة من وسائل التعذيب التي جربتها في مرات عديدة ضد الذين وقفوا في وجهي نساء كانوا أم رجالا ، والتي أبلغ بها بعض ضحاياي وضحايا أبي أو عائلاتهم جماعات حقوق الإنسان الدولية مثل منظمة العفو الدولية والمنظمة الدولية لمراقبة حقوق الإنسان .
اقتلاع الأعين من الوسائل المحببة لي ، لكن ممارستي لهذه الوسيلة من التعذيب تأتي لأناس معينين ، فقد عذبت بها أحد رجال الأعمال الأكراد أُعدم سنة 2000م بواسطة رجالي الأقوياء ، تسلمت أسرته للجثمان في اليوم الثاني للإعدام ، كانت العينان مقتلعتان من محجريهما وكان المحجران محشوان بالورق ، أما الوسيلة التي أفضلها في الدرجة الثانية فقد تعلمتها عن أبي وهي ثقب اليدين بآلة حفر كهربائية ، قد تكون هذه وسيلة شائعة لتعذيب السجناء ، لكن هذا لا يهمني ما دامت تؤدي الغرض تماما ، عذبت بها سجناء انتهى تعذيبهم بسكب مركب حامض الكبريتيك المركز على جروحهم المفتوحة.
وجربت تعليق السجناء من السقف بعد أن تعصب أعينهم ثُم يجرّدون من ملابسهم ويعلقون من المعصمين لساعات طويلة وغالبا ما تكون اليدان موثقتان خلف الظهر مما يتسبب في خلع الأكتاف وتمزيق العضلات والأربطة ، أما الصدمات الكهربائية فهي طريقة تعذيب شائعة ، وجربتها أيضا ، حيث تسدد الصدمات لأجزاء مختلفة من الجسم من بينها الأعضاء التناسلية والأذنين واللسان والأصابع ، وهذه كثر استخدامي لها مع الفتيات بوجه خاص ، حيث أشعر بمتعة كبيرة عندما تتعذب الفتاة بهذه الطريقة ، تخيلوا كيف ترتجف البنت وترتعش مع التيار الكهربائي وأنا أشعر بالسعادة الغامرة .
الاعتداء الجنسي ، أف ، هذه الوسيلة رقم صفر ، أي أنها تأتي قبل الرقم واحد ، بالنسبة لي يعني الصفر أشياء كثيرة لن أثرثر عنها هنا ، وأكثر ما يجعلني أستمتع أن أدخل القوارير المكسورة في فتحة الشرج ، بعد أن أنتهي من ألــ. الآن سأعد لكم وسائل بدائية جدا ، مهمة في بعض الأحيان مثل الفلقة عندما أجبر الضحايا على الانكفاء على وجوههم ويضربون على كعوب أقدامهم بسلك حتى يفقدوا الوعي في أغلب الأحيان ، هذا بالإضافة إلى أشكال أخري من التعذيب الجسدي تحدث بشكل شبه يومي مثل إطفاء السجائر في مواضع مختلفة من الجسد ونزع أظافر اليدين والقدمين والضرب بالعصي والكرابيج والخراطيم والأسلاك المعدنية .
لنتحدث قليلا عن وسائل الإعدام التي جربتها ومنها الإعدام التمثيلي حيث يخطر الضحايا بأنهم سيعدمون رميا بالرصاص فتعصب أعينهم ويحضرون أمام طابور إعدام ثم يبدأ العسكر بإطلاق الرصاصات الفارغة عليهم ، هناك أيضا حمامات الأحماض الحارقة ( مثل حامض الكبريتيك المركز المعروف بماء النار) حيث يعلق الضحية من المعصم ويدلى تدريجيا في المحلول الحمضي.
إليكم مجموعة من وسائل التعذيب التي جربتها في مرات عديدة ضد الذين وقفوا في وجهي نساء كانوا أم رجالا ، والتي أبلغ بها بعض ضحاياي وضحايا أبي أو عائلاتهم جماعات حقوق الإنسان الدولية مثل منظمة العفو الدولية والمنظمة الدولية لمراقبة حقوق الإنسان .
اقتلاع الأعين من الوسائل المحببة لي ، لكن ممارستي لهذه الوسيلة من التعذيب تأتي لأناس معينين ، فقد عذبت بها أحد رجال الأعمال الأكراد أُعدم سنة 2000م بواسطة رجالي الأقوياء ، تسلمت أسرته للجثمان في اليوم الثاني للإعدام ، كانت العينان مقتلعتان من محجريهما وكان المحجران محشوان بالورق ، أما الوسيلة التي أفضلها في الدرجة الثانية فقد تعلمتها عن أبي وهي ثقب اليدين بآلة حفر كهربائية ، قد تكون هذه وسيلة شائعة لتعذيب السجناء ، لكن هذا لا يهمني ما دامت تؤدي الغرض تماما ، عذبت بها سجناء انتهى تعذيبهم بسكب مركب حامض الكبريتيك المركز على جروحهم المفتوحة.
وجربت تعليق السجناء من السقف بعد أن تعصب أعينهم ثُم يجرّدون من ملابسهم ويعلقون من المعصمين لساعات طويلة وغالبا ما تكون اليدان موثقتان خلف الظهر مما يتسبب في خلع الأكتاف وتمزيق العضلات والأربطة ، أما الصدمات الكهربائية فهي طريقة تعذيب شائعة ، وجربتها أيضا ، حيث تسدد الصدمات لأجزاء مختلفة من الجسم من بينها الأعضاء التناسلية والأذنين واللسان والأصابع ، وهذه كثر استخدامي لها مع الفتيات بوجه خاص ، حيث أشعر بمتعة كبيرة عندما تتعذب الفتاة بهذه الطريقة ، تخيلوا كيف ترتجف البنت وترتعش مع التيار الكهربائي وأنا أشعر بالسعادة الغامرة .
الاعتداء الجنسي ، أف ، هذه الوسيلة رقم صفر ، أي أنها تأتي قبل الرقم واحد ، بالنسبة لي يعني الصفر أشياء كثيرة لن أثرثر عنها هنا ، وأكثر ما يجعلني أستمتع أن أدخل القوارير المكسورة في فتحة الشرج ، بعد أن أنتهي من ألــ. الآن سأعد لكم وسائل بدائية جدا ، مهمة في بعض الأحيان مثل الفلقة عندما أجبر الضحايا على الانكفاء على وجوههم ويضربون على كعوب أقدامهم بسلك حتى يفقدوا الوعي في أغلب الأحيان ، هذا بالإضافة إلى أشكال أخري من التعذيب الجسدي تحدث بشكل شبه يومي مثل إطفاء السجائر في مواضع مختلفة من الجسد ونزع أظافر اليدين والقدمين والضرب بالعصي والكرابيج والخراطيم والأسلاك المعدنية .
لنتحدث قليلا عن وسائل الإعدام التي جربتها ومنها الإعدام التمثيلي حيث يخطر الضحايا بأنهم سيعدمون رميا بالرصاص فتعصب أعينهم ويحضرون أمام طابور إعدام ثم يبدأ العسكر بإطلاق الرصاصات الفارغة عليهم ، هناك أيضا حمامات الأحماض الحارقة ( مثل حامض الكبريتيك المركز المعروف بماء النار) حيث يعلق الضحية من المعصم ويدلى تدريجيا في المحلول الحمضي.
( 2 )
في طفولتي تعلمت اللغة الإنكليزية في على يد مدرسة من يوركشير جعلتني أتحدث الإنكليزية بطلاقة بلكنة أهل يوركشير ، تقول مدرستي دينا بنتلي من هدرزفيلد في يوركشير التي درستني في مدرسة المنصور أنني كان طفلا صفيقا يتوق دوما إلى لفت الانتباه ، لم تلتق بنتلي أبدا بوالدي صدام وكانت تخاف لقائه ، كما أن أبى لم يأت أبدا في ليلة أولياء الأمور ، ووقتذاك رايت المدرسة ، كانت قلقة قليلاً من أن يفعل ذلك .
عندما تعاقبني مدرستي بنتلي ، يعتري زملائي القلق ، كنت أذهب إلى المدرسة في صحبة سائق في سيارة " مرسيدس " محاطا بالخدم ، واشعر أنني كنت طفلا مدللا ونزاعا إلى التسلط . كان المدرسون يهلعون مني لأنهم يخافون من أبي ولهذا لم يحاولوا كبح جماحي كما كان زملائي الطلبة يتعاملون معي بحـذر ، وأؤكد أن بنتلي لم تكن تدرك هويتي جيدا كصبي متمرد ، في ذاك الزمن لم يكن أبي صدام رئيسا ، لكنه كان شخصية قوية في هرم السلطة.
كنت أتقافز يوما في الفصل ولذا جذبتني مدرستي بنتلي من شعري ذات يوم وأجلستني تقول لي : " نحن لا نفعل ذلك أثناء الدرس ، يجب أن تتعلم ، ألان أجلس " . لم تكن بنتلي تخاف مني لكن مدرسة أخرى شعرت بالهلع عندما رأتني أقفز من النافذة ، أذكر أنني جئت إلى المدرسة اليوم التالي وشعري حليق ورحت أشير إلى بنتلي وأنا مبتسم.
عندما تعاقبني مدرستي بنتلي ، يعتري زملائي القلق ، كنت أذهب إلى المدرسة في صحبة سائق في سيارة " مرسيدس " محاطا بالخدم ، واشعر أنني كنت طفلا مدللا ونزاعا إلى التسلط . كان المدرسون يهلعون مني لأنهم يخافون من أبي ولهذا لم يحاولوا كبح جماحي كما كان زملائي الطلبة يتعاملون معي بحـذر ، وأؤكد أن بنتلي لم تكن تدرك هويتي جيدا كصبي متمرد ، في ذاك الزمن لم يكن أبي صدام رئيسا ، لكنه كان شخصية قوية في هرم السلطة.
كنت أتقافز يوما في الفصل ولذا جذبتني مدرستي بنتلي من شعري ذات يوم وأجلستني تقول لي : " نحن لا نفعل ذلك أثناء الدرس ، يجب أن تتعلم ، ألان أجلس " . لم تكن بنتلي تخاف مني لكن مدرسة أخرى شعرت بالهلع عندما رأتني أقفز من النافذة ، أذكر أنني جئت إلى المدرسة اليوم التالي وشعري حليق ورحت أشير إلى بنتلي وأنا مبتسم.
&
روائي&سوداني مواليد 1972م. يعمل بالصحافة منذ سنة 1993م. نائب رئيس قسم المنوعات حاليا بالوطن القطرية& من مخطوطاته ثلاث روايات: "البعث"، "الانهار العكر و"دنيا عدي"
&








التعليقات