ايلاف من لندن&:اثار اعلان الملياردير الكندي الأصل اللورد كونراد بلاك استقالته من رئاسة امبراطوريته الصحفية، شركة هولينجار الدولية للطباعة والنشر ابتداءا من يوم الجمعة 21 نوفمبر اهتماما وتوقعات عديدة في شارع الصحافة البريطانية - فليت ستريت -، خاصة فيما بملكية صحيفته الديلي تلغراف، اقدم واعرق الصحف البريطانية وأكثرها رصانة، رغم ان اللورد بلاك سيحتفظ في القريب المنظور برئاسته مجلس ادارة التلغراف.
وكان اللورد بلاك اعلن استقالته اثر لقاء مطول مع لجنة تحقيق عقب اتهامهه بعدم الشفافية في الأدارة المالية لمجموعة الشركات التي تمتلك مجموعة التلغراف في لندن، والجيروساليم بوست اليمينية ومنافستها اليسارية الجيروساليم ريبورت في اسرائيل، ومجموعة شركات وصحف في كندا، ومجموعة الشيكاغو صن وعدد من الصحف المحلية في الولايات المتحدة وأكبر مطبعة للصحق في اوروبا.
وتركزت الاتهامات على قبوله، بشكل غامض 74 مليون دولار من دور نشر منافسة مقابل الوعد بعدم نشر مواضيع معينة، وايضا عدم تقديمه كشف موازنة بمبلغ 202 مليون دولار دفعت من حساب الشركات له ولأقاربه واصدقائه واعوانه.
وحتى ساعة مبكرة من صباح اليوم انقسمت مجموعة المحققين حول التفسيرات المالية، لكن بقي مبلغ 26 مليون دولار لم يقدم لها بلاك اية تفسيرات فقرر الأستقالة وتم تعيين مؤسسة لازارد البنكية لتقدير اصول واستثمارات المجموعة واحتمال بيعها لتعويض حملة الأسهم.
ولأن الأستقالة، واحتمال قرار لازارد بالبيع ، يضعان مصير التلغراف التي توزع أكثر من مليون نسخة يومية وتعتبر أكثر صحف بريطانيا احتراما، وزميلتها الصانداي تلغراف التي توزع أكثر من ثلث مليون نسخة، ومجلة الأسبكتاتور ، اقدم مجلة في تاريخ بريطانيا، في خانة التساؤلات، يتوقع المراقبون سباقا بين اصحاب وشركات الصحف في بريطانيا لشرائها.
ويقف المليونير ريتشارد ديزموند صاحب مجموع الأكسبريس والديلي ستار في مقدمة الذين يوجهون شباكهم نحو هذه الصيد الثمين. كما تبدي مجموعة الأسوسياتد نيوز بيبرز التي تملك الديلي ميل والأيفننج ستاندارد ووكالة البريس اسوسياشن طبعا اهتما بالغا بأقتناص التلغراف، التي تعتبر اكبر مؤيد وومثل للتيار المحافظ بين الشرائح العليا والطبقات المتوسطة العليا في بريطانيا، بينا تمثل الديلي ميل التيار المحافظ بين الطبقة المتوسطة الدنيا خاصة من النساء.
وكان ديزموند، الذي تعامله مؤسسة فليت ستريت التقليدية باحتقار لأنه دخل عالم الصحافة والنشر عن طريق مجلات الجنس والعرى الرخيصة، قد حول مجموعة ألأكسبريس من صحف موالية للمحافظين الى صحافة تدعم رئيس الوزراء توني بلير وحزب العمال، الذي يتبرع له بمبالغ ضخمة سنويا.
لكن شراء التلغراف سيكون صعبا على اي من هذه المجموعات إذ ستخضع لمعارضة من لجتة الاحتكارات البرلمانية ووزارة الصناعة والتجارة التي تمنع احتكار مجموعة واحدة لوسائل اعلام متعددة تفرض سياستها على الجمهور. وسيكون من الاسهل على " غريب" من خارج شواطىء بريطانيا او على ألأقل من خارج فليت ستريت التقدم لشراء التلغراف .